الجنس والحرب على جبل قنديل
٢٣ مايو ٢٠١٣على سفوح قنديل الجميلة والزاخرة بالخضرة يمكن لك أن تعيش لحظات حميمة غاية في الإثارة وتنسى الألغام المزروعة تحت العشب الأخضر المسترخي في ظل الأشجار المؤنقة التي تغطي مساحة الجبال في هذه السلسلة الرائعة ، ولا تعود تفكر سوى إن تبحث عن مياه النبع لتغتسل ، وإذا كان الطقس ينبئ بالبرد فبإمكانك أن تستعين بواحدة من الرفيقات لتسخن لك الأجواء والماء ،ثم تستعد لمقابلة أحد القياديين الذين يذكرونك إن قنديل ليس جبلا للنزهة بل هو مكان للحرب ، وقاعدة لمواجهة الإيرانيين والأتراك في حرب استنزاف طويلة يقتل فيها الأطفال والنساء والماعز حتى ، وهي معركة خاسرة لانهاية لها سوى بالاعتراف بحق الأكراد في دولة لأنهم شعب مختلف عن العرب والترك والفرس ولهم حضارة ولغة وعادات وجغرافية وتاريخ مختلف حتى وإن إلتقى ببعض الجزئيات مع القوميات والشعوب الأخرى.
بعد سنوات طويلة من الموت والقتل المتبادل على جانبي الحدود بين إمبراطورية الترك وإقليم كردستان الذي يقال عادة ، إنه جزء من العراق، وفي معارك كر وفر بين الجيش العثماني، ومتمردي حزب العمال الذي يناضل من أجل حقوق شعب كردستان في تركيا (المحتلة) ،قرر الرفيق المناضل عبد الله أوجلان الذي أحبه كثيرا أن يوجه رسالة تاريخية الى شعبه المحتفل بإيقاد النيران على الجبال في ذكرى النيروز قرأها نيابة عنه رفيق متحمس للقتال وللسلام في ذات الوقت، أو إنه كزعيمه أرهقته الحرب، وفضل السلام عليها لينعم براحة قد تكون مؤقتة ،أو قد تطول ،لكنها في النهاية تحققت بفعل أتفاق تاريخي مع حكومة الإمبراطور رجب طيب أوردوغان، وأنسحب المقاتلون إلى داخل أراضي دولة كردستان العراق غير آبهين بحسب تصريحاتهم باعتراض، أو موافقة حكومة بغداد التي لا حول لها ولا قوة في الموضوع، ولم تستشر بشيء خلال مراحل المفاوضات، فلا أوردوغان يهمه ذلك، ولا حكومة السيد مسعود بارزاني، ولا الرفاق في الحزب العمالي ،وليستقر المقاتلون في صفقة واضح إنها مرحلية. فالأتراك لم يلبوا شيئا من طموح الأكراد فلا هم منحوهم حق الاستقلال ،ولا جعلوا منهم راضين عن نضالهم وما خرجوا به من نتائج في حرب الاستنزاف،.
أربيل ضغطت على الرفاق العماليين لتهدئ جبهة تركيا، واستغلال الجبهة السورية ،وضمان تدريب ودعم المقاتلين في المجلس الوطني لأكراد سوريا الذي بدأ يحقق مكاسب في الشمال الشرقي لسوريا، وربما يواجه خطرا من الجيش الحر وجبهة النصرة المتطرفة ،وما يريده مسعود بارازاني هو ضمان نجاح الأكراد في تأمين مناطقهم في سوريا بعد تحقق ذلك في العراق ،على أن تفتح الجبهة التركية من ثلاثة محاور فيما بعد ( شمال سوريا، وشمال العراق ،وجنوب شرق تركيا ) لتبدأ معركة عظيمة ضد أنقرة لإستخلاص الحقوق ،ويتلاقى ذلك مع رغبة تركيا التي تقاتل على عدة جبهات لتأمين حالة الهدوء في الصراع مع العمالي والتخلص منه، وهي تعلم إنه سيعود يوما ما حيث سيدرب مقاتليه ويتلقى الأسلحة والتجهيز والخطط من أجل معركة المستقبل.