1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجوع يهدد اللاجئين في مخيم "نيا كافالا" شمال اليونان

٦ يونيو ٢٠٢٢

في مخيم "نيا كافالا" اليوناني لم يتغير شيء منذ ثمانية أشهر، فما زالت "أزمة الجوع" مستمرة في أكبر مخيمات شمال البلاد، على الرغم من الدعوات المتكررة للحكومة من قبل المنظمات الإنسانية بحل تلك الأزمة.

Griechenland I Flüchtlingslager Samos
صورة من: Alkis Konstantinidis/REUTERS

 منذ عدة أشهر، يتابع فريق مهاجر نيوز الوضع الإنساني في مخيم "نيا كافالا" شمال اليونان. المخيم يقع في منطقة نائية بين الحقول الزراعية وخلف طرقات سريعة، ومحاط بجدران إسمنتية وحواجز حديدية. يشتكي مئات المهاجرين من قاطني هذا المخيم من تدهور وضعهم الإنساني، بعد أن تم استبعادهم من نظام المساعدات الغذائية والمالية. وبالرغم من خروج مظاهرة في تشرين الأول 2021 تنديدا بالتأخير في دفع مخصصاتهم واستبعاد الكثير منهم من المساعدات الغذائية، وبعد ثمانية أشهر من زيارة فريق مهاجر نيوز للمخيم، لم يتغير شيء.

في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2021، لم تعد بطاقات المساعدات المالية المخصصة لطالبي اللجوء صالحة في اليونان. وبدلا عنها، قررت الحكومة اليونانية توزيع وجبات غذائية على المهاجرين المقيمين في المخيمات. لكن هذه الوجبات لا تستحق سوى لطالبي اللجوء، وبالتالي بقي من رفضت طلباتهم أو اللاجئون المقيمون في تلك المخيمات بدون أية مساعدة. 

ماري، لاجئة كونغولية تعيش في اليونان مع ابنها البالغ من العمر 7 سنوات. وضعها إذا نظامي في المخيم، ولكن بدون أي مصدر للدخل. فمع قرار السلطات اليونانية، لن تحصل ماري على أية مساعدة مالية. وبانتظار تصريح إقامتها والحصول على وثيقة سفر، ليس لديها خيار سوى البقاء في المخيم مع ابنها.

في شهر تشرين الأول /أكتوبر 2021، تظاهرت ماري مع آخرين في المخيم ضد السياسة التي تم تنفيذها في المخيم والتي اعتبرتها "غير إنسانية". في اتصال هاتفي معها، قالت ماري لموقع مهاجر نيوز إنها "يائسة"، فهي تعتمد "حصريا على جيرانها في المخيم لتناول الطعام". وتابعت قائلة "ليس لدي أي مصدر للدخل. إن الأفارقة الآخرين الذين يعيشون في المخيم هم من يساعدونني. يعطونني 5 أو 10 يورو من وقت لآخر. هذا ليس كثيرا ولكنه يسمح لي بشراء الضروريات لابني ولي".

غالبية اللاجئين الموجودين في المخيم هم من الأفغان، ولكن يوجد أيضا بعض السوريين والعراقيين والإيرانيين، وبعض الكونغوليين الذين يأتون لمساعدة ماري.

تتابع الأم اللاجئة قائلة "ابني سيبلغ من العمر ثماني سنوات في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. إنه يأكل، لا يمكنني القول عكس ذلك، ولكنه دائم الشكوى ولا يرضى أبدا، هذا أمر صعب". وتضيف "على سبيل المثال، هو لا يتمكن من شرب الحليب باستمرار. لقد مرت شهور... في العادة نشرب الكثير منه ولكننا لا نستطيع شراءه الآن . إنه لا يشرب كمية كافية من الماء أيضا، لأننا لا نستطيع الحصول على عبوات مياه الشرب. عندما تذهب لطلب الماء، يقول لك الموزعون ‘لا‘".

لاجئون يحتجون بسبب أوضاعهم المعيشيةصورة من: Jamishid Amiri

لقد عشت هكذا لمدة ثمانية أشهر، بدون طعام، وبدون مساعدة مالية

وتتابع ماري "منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لم أتلق شيئا. لقد عشت هكذا لمدة ثمانية أشهر بدون طعام وبدون مساعدة مالية. ليس لدي خيار، هذه هي حياتي. توجد هنا منظمة غير حكومية تدعى Drop، إنه لأمر رائع أن يأتوا، لكنهم يتواجدون هنا مرتين فقط في الشهر. يقدمون الطحين والملح للجميع".

وتتابع شهادتها قائلة "بشكل عام، قلة من الناس يمكنهم الحصول على الطعام. أردت أن أريكم طابور الانتظار ولكن من الصعب التقاط الصور، هناك حراس في كل مكان ويسألونني لماذا أصورهم بهاتفي".

وتضيف "أعتقد أننا أقل من 1000 شخص في نيا كافالا في الوقت الحالي. يجب أن نكون 500 أو 600 شخص كحد أقصى [مقابل حوالي 1500 في تشرين الأول/أكتوبر 2021]. لم يعد هناك الكثير من الناس في هذا المخيم.  بسبب الظروف المعيشية السيئة هنا  وعدم القدرة على تحمل الوضع، فر الكثير منهم... ذهبوا إلى حدود مقدونيا [الشمالية]."

سأجرب حظي في مكان آخر في أوروبا

"تسألني لماذا أتواجد في هذا المخيم، لأنه لا يمكنني المغادرة الآن. تم قبول طلب اللجوء الخاص بي، نعم، لكنني ما زلت أنتظر جواز سفري. كانت هناك تكاليف ورسوم إدارية، واستغرقت وقتا طويلا للدفع ... بمجرد استلام جواز السفر يمكنني مغادرة المخيم. سأجرب حظي في مكان آخر في أوروبا، في بلد يتحدث الفرنسية".

وتضيف "سأطلب من أصدقائي هنا وفي أي مكان آخر أن يشتروا لي تذكرة طائرة إلى بلجيكا أو فرنسا. أتمنى الذهاب مع ابني إلى فرنسا".

"أزمة جوع" في مخيم "نيا كافالا"

مازال المخيم يعاني من "أزمة جوع". ففي منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2021، رفع مهاجرون في المخيم لافتات كتب على إحداها "هل يذهب أطفالك إلى المدرسة بدون طعام؟". فيما قال رجل في المخيم من جمهورية الكونغو الديمقراطية لمهاجر نيوز عبر الهاتف: "رأيت امرأة تتسول من أجل الحصول على زجاجتين إضافيتين من الماء لأطفالها. قيل لها لا.. لأن طلب لجوئها قد رُفض".

خلال زيارة فريق مهاجر نيوز للمخيم في تشرين الأول/أكتوبر 2021، قالت إحدى النساء الأفغانيات "الحياة هنا ليست جيدة. لا يوجد طبيب بشكل دائم هنا. لا أعلم ماذا أفعل إذا واجه أحد أطفالي مشكلة".

في وقت سابق حذرت ديميترا كالوجيرو بولو، مديرة منظمة "لجنة الإنقاذ الدولية" باليونان، في بيان صدر الاثنين 24 كانون الثاني/يناير من أن الناس الآن "يتم دفعهم إلى الهاوية". وقالت إن "المنظمات المحلية على الأرض تلتقي أطفالا يبكون لأنهم لم يحصلوا على وجبة لائقة منذ أيام". وأضافت "إننا نشهد ظروفا قد ترقى إلى مستوى مجاعة".

تقول الإحصائيات إن هناك حوالي 16,560 شخصا يعيشون في مخيمات اللاجئين المنتشرة في جميع أنحاء اليونان.

لدى قبول طلب اللجوء، يمنح اللاجئ الحماية الدولية، ثم يتم إصدار تصريح إقامة له صالح لمدة ثلاث سنوات،  أو سنة واحدة (يمكن تمديده لمدة عامين) إذا كان الشخص مستفيدا من الحماية الثانوية. كما يمكن للاجئ أيضا التقدم بطلب للحصول على وثيقة سفر.

مهاجر نيوز 2022

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW