تكثر التساؤلات هذه الأيام حول عدد اليمينيين المتطرفين الموجودين في صفوف الجيش الألماني. وتلقى الأرقام المكشوف عنها تقييما سياسياً مختلفاً من قبل ساسة ألمان وجهات مسؤولة.
إعلان
أثار جواب من وزارة الدفاع الألمانية بداية الأسبوع على سؤال من الكتلة النيابية لحزب الخضر بعض الفزع، إذ عُلم أن نحو 200 جندي تم تصنيفهم بين 2008 و 2017 كيمينيين متطرفين. ووصفت المتحدثة باسم الخضر للشؤون الداخلية إيرينه ميهاليتش عدد عشرين شخصا في السنة الواحدة "كعدد مثير للقلق". والأدهى من ذلك، فقد كشف عن فرق في الأعداد المعلن عنها، بعد تصريح مدير جهاز الاستخبارات العسكرية كريستوف غرام خلال جلسة استماع للجنة مراقبة الاستخبارات في البرلمان بداية أكتوبر.
فالأعداد التي قدمها كانت منخفضة بالنصف، مما دفع إلى التساؤل، إن كانت هناك محاولة للتغطية على ارتفاع كبير لليمينيين المتطرفين في الجيش الألماني. وكشفت التحقيقات لدى خبراء أمنيين أن المدير كريستوف غرام لم يراعي في الأرقام التي قدمها الفترة الزمنية منذ 2008، بل فقط التطور منذ 2012. ومنذ هذه السنة تم إلغاء الخدمة العسكرية الإجبارية. ففي الوقت الذي تم فيه قبل 2012 الكشف عن 40 يمينيا متطرفا في السنة، لم يعد عددهم منذ 2012 يتجاوز أربعة في السنة الواحدة، ثبت أنهم قاموا بأعمال وعبروا عن مواقف متطرفة. وقال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية غرام إن الجيش الألماني لم يتطور بعد التخلي عن الخدمة العسكرية الإجبارية إلى "مرتع لليمين المتطرف".
مخاطر وتحقيقات
ولاحظت البرلمانية أولا ييلبكه أن "الجنود الذين ينحدرون من أوساط يمينية متطرفة يشكلون قنابل موقوتة". وتريد المتحدثة باسم كتلة اليسار للشؤون الداخلية إبعاد الجنود عن الخدمة أو التكوين بسرعة بدون الخوض في تحقيقات طويلة الأمد، معتبرة أنه يجب التحرك فور وجود شكوك حول مواقف أو أعمال يمينية متطرفة. "بحيث أن الأمر يستدعي في الغالب شهورا إلى أن يُختتم التحقيق"، وبالتالي فإنه من المهم التوفر على بيانات دقيقة.
ويخضع جميع الجنود لفحوصات جهاز الاستخبارات العسكرية لمعرفة ما إذا كانت لهم مواقف يمينية متطرفة. ويوجد منذ آب/ أغسطس 2017 مجموعة عمل مع جهاز الاستخبارات الداخلية تراقب جنود الاحتياط. كما توجد الآن صلاحيات أكبر للمؤسسات المعنية بالمراقبة. فمنذ يوليو 2017 يتم العمل "بقانون فحص مواقف الجنود" الذي يتم بموجبه الكشف عن جوانب حياة المرشحين للالتحاق بالجيش الألماني.
وقف التهوين
كل معلومة يتم التعامل معها بالجدية المطلوبة، إذ ارتفع عدد الوشايات بيمينيين متطرفين، كما تفيد أوساط الأمن العسكري. غير أنه يجب أولا التأكد من الخلفيات والأعمال في كل حالة قبل فرض عواقب تأديبية أو عقوبات. ويتأكد جهاز الاستخبارات العسكرية حاليا من 391 حالة مشكوك فيها. لكن برلمانيين مثل أولا ييلبكه يعتبرون أن البنية التحتية للجيش الألماني لا تجابه بما يكفي اليمين المتطرف. ويتوفر الجيش الألماني على إجراءات عقابية كافية ضد اليمينيين المتطرفين داخل الجيش. ويثني الخبراء هنا على ما حققه البرلمان الألماني في سن قوانين فعالة تسمح بتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية والجيش الألماني، ما سمح باتخاذ إجراءات.
عواقب
وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أن الجيش الألماني طرد منذ 2012 ثمانية عشر شخصا بسبب مواقف يمينية متطرفة مؤكدة من الخدمة. إلا أن مندوب الحكومة لشؤون الجيش هانس بيتر بارتيلس حذر من تبني شبهة عامة بحق أعضاء الجيش الألماني.
فولفغانغ ديك / م.أ.م
الجيش الألماني- ستون عاما من المهام العسكرية
تمثلت المهمة الرئيسية للجيش الألماني، عند تأسيسه سنة 1955، في الدفاع عن حرمة الأراضي الألمانية، لكن منذ منتصف تسعينات القرن العشرين تغيرت مهمته لتشمل المشاركة في مهمات عسكرية خارجية. جيش ألمانيا في البوم صور.
صورة من: picture-alliance/dpa
صادقت الحكومة الألمانية في الثاني من نيسان/أبريل 1993 على قرار مشاركة جنود ألمان في مهمات لحلف الناتو في يوغوسلافيا. السابقة وكانت تلك أول عملية عسكرية للجيش الألماني خارج حدوده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Stephanie Pilick
تمثلت مهمة القوات الألمانية في يوغوسرفيا السابقة بمراقبة قرار حظر الأسلحة في البحر الأدرياتيكي وإقامة منطقة حظر جوي فوق البوسنة. أثارت المهمة جدلا كبيرا، لإنها تجاوزت نطاق عمل الناتو المسموح به. المعارضة الألمانية وصفت المهمة بالمخالفة للدستور الألماني الذي يمنع إرسال قوات عسكرية خارج حدود البلد.
صورة من: picture-alliance/dpa
خولت المحكمة الدستورية العليا في الثاني عشر من يوليو/تموز 2012 الجيش الألماني القيام بعمليات عسكرية في إطار مهمات للأمم المتحدة ولحلف الناتو، نظرا لعضوية ألمانيا في المنظمتين. لكن المحكمة اشترطت ضرورة مصادقة البرلمان على كل مهمة يقوم به الجيش خارج البلاد.
صورة من: Getty Images
شارك الجيش الألماني في أول مهمة عسكرية كبيرة في تاريخه ضمن عمليات للناتو بداية 1999. مقاتلات التورنادو قامت بعمليات استطلاع عسكرية و ساهمت في تدمير دفاعات جوية صربية. أثارت مشاركة الجيش جدلا كبيرا في ألمانيا، لعدم وجود تفويض أممي للتدخل العسكري في كوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
تأجج الوضع السياسي في ألمانيا بعد إرسال إئتلاف الحزب الإشتراكي وحزب الخضر الحاكم آنذاك قوات عسكرية إلى كوسوفو. المعارضة اتهمت الحكومة بإعلان حرب مخالفة للدستور. الخلافات ألقت بظلالها على مؤتمر حزب الخضر السنوي سنة 1999، إذ تعرض وزير الخارجية يوشكا فيشر (حزب الخضر) إلى اعتداء بالكرات الملونة.
صورة من: picture-alliance/dpa
غداة اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر2001، شكل حلف الناتو، بموجب الفصل الخامس من معاهدة تأسيس الحلف، تحالفا دوليا لمحاربة الإرهاب، شاركت فيه ألمانيا.الحكومة الألمانية أرسلت جنودا للقتال في أفغانسان ضمن عملية "الحرية الدائمة"، وارسلت قطعات اخرى إلى سواحل القرن الإفريقي.
صورة من: AP
أثارت مشاركة الجيش الألماني في الحرب على الإرهاب خلافات كبيرة داخل إئتلاف الحزب الإشتراكي والخضر الحاكم آنذاك. المستشار غيرهارد شرودر أبدى تضامن بلاده المطلق مع الولايات المتحدة، ومنحه البرلمان الألماني بأغلبية ضئيلة الثقة لإرسال قوات عسكرية لأفغانسان.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشارك الجيش الألماني منذ 2002 في مهمة عسكرية ضمن قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان. قتل 54 جنديا خلال 13 سنة وانهيت المهمة القتالية عام 2014. ومنذ ذلك الحين يعمل 850 جنديا ألمانيا على تدريب قوات الأمن الأفغانية ضمن مهمة تدريبية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في الرابع من سبتمبر/أيلول 2009، أدت غارة جوية ألمانية على شاحنتين تنقلان البنزين تابعتين لطالبان إلى مصرع 100 شخص بينهم أطفال. العقيد غيورغ كلاين هو من أعطى تعليماته باطلاق الغارة.
صورة من: AP
نشرت ألمانيا في ديسمبر/كانون الأول 2012 منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية في جنوب شرق تركيا، الحليف الأساسي في الناتو، وذلك تحسبا لإطلاق صواريخ من سوريا. يتمركز 256 جنديا ألمانيا في مدينة مهرش في الأناضول، على بعد 100 كيلومتر من الحدود الشمالية لسوريا. وستنتهي المهمة في شهر يناير/كانون الثاني 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
أرسلت ألمانيا في كانون الأول / ديسمبر 2008 قوات بحرية إلى منطقة القرن الإفريقي، قبالة السواحل الصومالية و في خليج عدن، لحماية حركة البواخر ومرور المساعدات الإنسانية ولمكافحة القرصنة ضمن مهمة "أتلانتا". وهي مهمة أوروبية يشارك فيها 318 جنديا ألمانيا.
صورة من: Bundeswehr/FK Wolff
يساهم 320 جنديا من القوات البحرية الألمانية منذ شهر نيسان/أبريل 2015 في إنقاذ اللاجئين في البحر المتوسط. سيتم توسيع نطاق عمل المهمة لمطاردة سفن عصابات تهريب المهاجرين في السواحل الليبية والإيطالية. ويحق للبوارج الألمانية احتجاز سفن المهربين وتدميرها في حالات خاصة.
صورة من: Bundeswehr/PAO Mittelmeer/dpa
لقي 106 جنود المان مصرعهم إبان الاعوام الستين الماضية في مهام عسكرية خارج البلاد. و في الثامن من أيلول/ سبتمبر 2008 شُيد في برلين نصب تذكاري للجنود الألمان الذين فقدوا اروحهم في مهام عسكرية.