يبدأ الجيش الألماني استعداداته لمحاولة جديدة لإجلاء رعايا ألمانا من السودان بعد فشل محاولة سابقة بسبب خطورة الوضع الأمني على الأرض. يأتي هذا فيما طالبت وزيرة الخارجية الألمانية بوقف الاشتباكات في السودان.
إعلان
تجهز الحكومة الألمانية عدة خيارات لإجلاء مواطنيها من السودان، بحسب وزيرة الخارجية أنالينا بربوك. وقالت بيربوك في برلين اليوم الجمعة (21 أبريل/ نيسان 2023) بعد اجتماع لفريق الأزمة في وزارة الخارجية الألمانية: "الوضع مأساوي للغاية ومربك للغاية". "نحن نعد خيارات مختلفة".
ويتزايد يومياً عدد الألمان الذين أبلغوا عن الرغبة في إجلائهم من السودان وهو حاليًا في "نطاق أقل من ثلاثة أرقام".
وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الألمانية اليوم الجمعة، إن القوات المسلحة تبدأ استعدادات للقيام بمحاولة جديدة لإجلاء مواطنين ألمان من السودان.
وأضاف "تضع القوات المسلحة الألمانية خيارات من أجل ترحيل مواطنين ألمان وأشخاص آخرين من السودان وذلك من أجل حمايتهم . وفي هذا السياق، حماية مواطنينا في السودان هي الأولوية"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. ولم يقدم المزيد من التفاصيل بشأن عدد الأشخاص أو حجم الإمدادات الضرورية لمهمة الإجلاء المحتملة.
ولم تقدم وزارة الخارجية ولا وزارة الدفاع تفاصيل عن الاستعدادات الألمانية، وأشارتا إلى مسائل تتعلق بسلامة المواطنين المتواجدين في السودان.
وفي تصريح لشبكة DW (دويتشه فيله) قالت المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي المعروفة اختصاراً باسم "GIZ" إنه لا أحد من موظفيها في السودان يريد مغادرة البلد وأن الجميع يريدون مواصلة العمل على المساعدات التنموية من أجل صالح السودانيات والسودانيين وأضافت: "نريد مواصلة دعم السودانيين في هذا الوضع الصعب"
وضع أمني خطير
وحاول الجيش الألماني الاتحادي (بوندسفير) أمس الأول الأربعاء، القيام بمهمة دبلوماسية لإجلاء المواطنين الألمان بالطائرة، لكن الوضع الأمني اعتبر خطيراً للغاية مما حال دون تنفيذ المهمة بحسب ما ذكرت مجلة "دير شبيغل". وأفادت تقارير أن عدداً بالمئات من المواطنين الألمان ينتظرون الفرار من الوضع الإنساني السيء في السودان.
يأتي هذا فيما ألغى وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس زيارته الرسمية الأولى للولايات المتحدة، والتي كانت مقررة يوم الأحد المقبل. وبررت وزارة الدفاع الألمانية اليوم الغاء الزيارة بأسباب تتعلق بالمواعيد.
بيربوك تطالب بوقف إطلاق النار
ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في برلين اليوم إن الأولوية القصوى لألمانيا في الوقت الحالي في السودان هي أن يتفق الجانبان على وقف إطلاق النار خلال عيد الفطر حتى يمكن إجلاء الناس.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيرها الإسباني خوسيه مانويل ألباريس اليوم في برلين، قالت بيربوك، في إشارة إلى الصراع بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو: "اسمحا للسكان بتلقي المساعدات التي هم بأمس الحاجة إليها"، وطالبتهما بحل النزاع عبر المفاوضات بدلا من "تحويل السودان إلى ركام ورماد".
وأضافت بيربوك أن الوقف الفوري لإطلاق النار أمر محوري لإجلاء الأفراد من السودان، مؤكدة أن الحكومة الألمانية تعمل ليلا ونهارا لجلب المتضررين إلى بر الأمان، موضحة أن من الأولويات القصوى لذلك التوصل لوقف إطلاق النار خلال عيد الفطر.
بدوره، قال ألباريس إن الاستعدادات جارية بالفعل في إسبانيا لإجلاء مواطنين أوروبيين من السودان، معربا في المقابل عن عدم خشيته من أن يمتد الصراع في السودان إلى مناطق أخرى في منطقة الساحل. وأضاف ألباريس إن القوات الجوية الإسبانية قدمت طائرات لإجلاء 60 إسبانيًا و 20 شخصًا من دول أخرى.
ع.ح./ص.ش. (د ب أ، رويترز)
في صور: دوامة الصراع على السلطة في السودان..أبرز القوى السياسية والعسكرية
منذ سقوط نظام البشير تتصارع قوى سياسية وعسكرية على السلطة في السودان. وتسبب الصراع في عدم استقرار الأحوال بالبلاد على مدى سنوات، إلى أن اندلع القتال الأخير بين الجيش وقوات الدعم السريع. فما هي أبرز تلك الجهات المتصارعة؟
صورة من: Ebrahim Hamid/AFP/Getty Images
قوى "إعلان الحرية والتغيير"
وهي تجمع لعدد من التيارات والمكونات السياسية الإئتلافات المدنية السودانية، منها "تجمّع المهنيين" و "الجبهة الثورية" و "تحالف قوى الإجماع الوطني" و "كتلة التجمع الاتحادي" و "كتلة قوى نداء السودان".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
تأسيس "إعلان الحرية والتغيير"
تأسّست قوى الحرية في كانون الثاني/يناير 2019 خِلال الاحتجاجات التي اندلعت عام 2018 ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير. قامت تلك القوى المعروفة اختصاراً باسم "قحت" بصياغة "إعلان الحرية والتغيير" و"ميثاق الحرية والتغيير" الذي دعا إلى إقالة البشير من السلطة وهو ما حدث في نيسان/أبريل عام 2019.
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
الجيش يطيح باتفاق تقاسم السلطة
استمرت "قحت" في نشاطها ونظمت احتجاجات في وجه المجلس العسكري الذي حكم البلاد "نظريًا" بعد سقوط نظام البشير ثمّ دخلت في مرحلة مفاوضات مع الجيش حتى توصلت معه في 17 تموز/يوليو 2019 إلى خطة لتقاسم السلطة لكنها لم تصمد كثيراً، حيث أطاح الجيش السلطة المدنية واتُهم بتنفيذ "انقلاب".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
الجيش الحاكم الفعلي منذ استقلال السودان
الحاكم الفعلي للبلاد منذ إعلان الجمهورية عام 1956. يحتل المركز 75 عالمياً في قائمة أقوى جيوش العالم ويصل عدد أفراده إلى نحو 200 ألف جندي بين قوات عاملة واحتياط. لدى الجيش السوداني 191 طائرة حربية متنوعة بين مقاتلات وطائرات هجومية وطائرات شحن عسكري وطائرات تدريب ومروحيات هجومية. كما يمتلك 170 دبابة وآلاف المدرعات وأنواع مختلفة من المدافع وراجمات الصواريخ إلى جانب أسطول بحري صغير.
صورة من: Sovereignty Council of Sudan/AA/picture alliance
انقلاب الجيش على الحكومة المدنية
استولى الجيش في أكتوبر/تشرين الأول 2021 على السلطة وأعلن حالة الطوارئ، منهياً اتفاق تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين في خطوة وصفت بأنها انقلاب عسكري. تقول التيارات المدنية إن الجيش يرفض تسليم السلطة للمدنيين ما أدى لصدامات متعددة كان أبرزها ما سمى "بمجزرة القيادة العامة" في حزيران/يونيو 2019 وراح ضحيتها أكثر من 100 قتيلٍ في يومٍ واحد وتبرأ المجلس العسكري منها وأكد فتح تحقيقات بشأنها.
صورة من: Sudan Sovereignty Council Press Office/AA/picture alliance
الرجل القوي في الجيش السوداني
يقود الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان والذي برز اسمه في فبراير/شباط 2019، مع إعلان البشير ترقيته من رتبة فريق ركن إلى فريق أول. تولى العديد من المناصب داخل وخارج السودان. عقّدت الانقسامات بين قوات الدعم السريع والجيش جهود استعادة الحكم المدني. وسرعان ما دب الخلاف بين الرجلين القويين عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة ومحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع ونائب البرهان.
صورة من: ASHRAF SHAZLY/AFP/Getty Images
قوات الدعم السريع..ميليشيات الجنجويد بالأمس
عمودها الأساسي ميليشيات الجنجويد وهي جماعات مسلحة كانت موالية للبشير، أثارت ذعراً شديداً منذ عام 2003 حين قامت بسحق تمرد في دارفور. اتهمت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. أضفى البشير الشرعية عليها لتتحول إلى "قوات الدعم السريع" وفق قانون أجازه المجلس الوطني في عام 2017". حصل قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" على رتبة عسكرية وكان له مطلق الحرية في السيطرة على مناجم الذهب في دارفور.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
قوات الدعم السريع..الرجال والعتاد
يُقدر عدد أفراد قوات الدعم السريع بنحو 100 ألف فرد ينتشرون في جميع أنحاء البلاد. تمتلك عدداً كبيراً من الأسلحة الخفيفة مثل البنادق والرشاشات والأسلحة المضادة للدروع والصواريخ الموجهة والمتفجرات اليدوية والأسلحة الثقيلة مثل المدافع والدبابات وآلاف من سيارات الدفع الرباعي وغيرها.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
من هو محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع؟
"حميدتي" اللواء محمد حمدان دقل، هو تاجر جمال سابق وحاصل على قدر من التعليم الأساسي ويعد الرجل الثاني في السودان وأحد أثرى الأشخاص في البلاد. أدى دوراً بارزاً في السياسة المضطربة في السودان على مدى سنوات وساعد في إطاحة الرئيس البشير عام 2019، والذي كانت تربطه به علاقة وثيقة ذات يوم. تولى عدداً من أهم الملفات في السودان بعد سقوط البشير، بما في ذلك الاقتصاد المنهار ومفاوضات السلام مع جماعات متمردة.
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
"حميدتي" ..رجل من؟
يتمتع حميدتي بعلاقات دولية قوية مع عدة دول أجنبية مثل روسيا وإثيوبيا، وأخرى عربية منها السعودية والإمارات خاصة بعد أن أرسل قواته لدعمهما ضد الحوثيين في الحرب الأهلية اليمنية. يقول مراقبون إنه منذ سقوط البشير وهو يسعى ليصبح الرجل الأول في السودان.
صورة من: Russian Foreign Ministry Press Service/AP/picture alliance
كيانات التيار الإسلامي
وهي تنظيمات وتيارات وكيانات إسلامية متنوعة المشارب والاتجاهات، منها "حركة الإصلاح الآن" بقيادة غازي صلاح الدين العتباني وهو مستشار سابق للبشير، وأيضاً "الحركة الإسلامية السودانية" بقيادة حسن عمر و"منبر السلام العادل" و "حزب دولة القانون والتنمية".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
موقف كيانات التيار الإسلامي
تقول قوى سياسية سودانية إن التيار الإسلامي في أغلبه يضم رموزاً من العهد السابق وأن أغلب مكوناته تنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين. من جهتها تقول تلك التيارات الإسلامية إنها تعمل على حفظ السيادة الوطنية وجعل قيم الدين هي الحاكمة لجميع أوجه الحياة إضافة لإصلاح الشأن السياسي. إعداد: عماد حسن.