بدأ الجيش الألماني دعم الغارات الجوية التي تستهدف مواقع تنظيم "داعش" في سوريا. يأتي ذلك بعد أن وافق البرلمان الألماني (بوندستاغ) على مشاركة الجيش في مهام لدعم ضرب "الدولة الإسلامية" في أعقاب هجمات باريس.
إعلان
قال متحدث باسم قيادة المهام الخارجية للجيش الألماني إن طائرة تزود بالوقود تابعة لسلاح الجو الألماني قامت ليلة الثلاثاء / الأربعاء (15/16 ديسمبر/ كانون الأول 2015) بتزويد مقاتلتين تابعتين للتحالف الدولي ضد "داعش" بالوقود في الجو. وأضاف المتحدث أن طائرة الجيش الألماني من طراز إيرباص (إيه 310) حلقت لمدة خمس ساعات في الجو.
يذكر أن البرلمان الألماني (بوندستاغ) وافق على مشاركة الجيش الألماني في مهام لمكافحة "داعش"، وذلك في أعقاب الهجمات الإرهابية في باريس. ومن المنتظر أن تبدأ ست طائرات استطلاع ألمانية من طراز "تورنادو"في التجسس على "داعش". كما تدعم سفينة حربية ألمانية حاملة الطائرات "شارل دي غول"التي تنطلق منها مقاتلات فرنسية لضرب "داعش".
الجيش الألماني- ستون عاما من المهام العسكرية
تمثلت المهمة الرئيسية للجيش الألماني، عند تأسيسه سنة 1955، في الدفاع عن حرمة الأراضي الألمانية، لكن منذ منتصف تسعينات القرن العشرين تغيرت مهمته لتشمل المشاركة في مهمات عسكرية خارجية. جيش ألمانيا في البوم صور.
صورة من: picture-alliance/dpa
صادقت الحكومة الألمانية في الثاني من نيسان/أبريل 1993 على قرار مشاركة جنود ألمان في مهمات لحلف الناتو في يوغوسلافيا. السابقة وكانت تلك أول عملية عسكرية للجيش الألماني خارج حدوده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Stephanie Pilick
تمثلت مهمة القوات الألمانية في يوغوسرفيا السابقة بمراقبة قرار حظر الأسلحة في البحر الأدرياتيكي وإقامة منطقة حظر جوي فوق البوسنة. أثارت المهمة جدلا كبيرا، لإنها تجاوزت نطاق عمل الناتو المسموح به. المعارضة الألمانية وصفت المهمة بالمخالفة للدستور الألماني الذي يمنع إرسال قوات عسكرية خارج حدود البلد.
صورة من: picture-alliance/dpa
خولت المحكمة الدستورية العليا في الثاني عشر من يوليو/تموز 2012 الجيش الألماني القيام بعمليات عسكرية في إطار مهمات للأمم المتحدة ولحلف الناتو، نظرا لعضوية ألمانيا في المنظمتين. لكن المحكمة اشترطت ضرورة مصادقة البرلمان على كل مهمة يقوم به الجيش خارج البلاد.
صورة من: Getty Images
شارك الجيش الألماني في أول مهمة عسكرية كبيرة في تاريخه ضمن عمليات للناتو بداية 1999. مقاتلات التورنادو قامت بعمليات استطلاع عسكرية و ساهمت في تدمير دفاعات جوية صربية. أثارت مشاركة الجيش جدلا كبيرا في ألمانيا، لعدم وجود تفويض أممي للتدخل العسكري في كوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
تأجج الوضع السياسي في ألمانيا بعد إرسال إئتلاف الحزب الإشتراكي وحزب الخضر الحاكم آنذاك قوات عسكرية إلى كوسوفو. المعارضة اتهمت الحكومة بإعلان حرب مخالفة للدستور. الخلافات ألقت بظلالها على مؤتمر حزب الخضر السنوي سنة 1999، إذ تعرض وزير الخارجية يوشكا فيشر (حزب الخضر) إلى اعتداء بالكرات الملونة.
صورة من: picture-alliance/dpa
غداة اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر2001، شكل حلف الناتو، بموجب الفصل الخامس من معاهدة تأسيس الحلف، تحالفا دوليا لمحاربة الإرهاب، شاركت فيه ألمانيا.الحكومة الألمانية أرسلت جنودا للقتال في أفغانسان ضمن عملية "الحرية الدائمة"، وارسلت قطعات اخرى إلى سواحل القرن الإفريقي.
صورة من: AP
أثارت مشاركة الجيش الألماني في الحرب على الإرهاب خلافات كبيرة داخل إئتلاف الحزب الإشتراكي والخضر الحاكم آنذاك. المستشار غيرهارد شرودر أبدى تضامن بلاده المطلق مع الولايات المتحدة، ومنحه البرلمان الألماني بأغلبية ضئيلة الثقة لإرسال قوات عسكرية لأفغانسان.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشارك الجيش الألماني منذ 2002 في مهمة عسكرية ضمن قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان. قتل 54 جنديا خلال 13 سنة وانهيت المهمة القتالية عام 2014. ومنذ ذلك الحين يعمل 850 جنديا ألمانيا على تدريب قوات الأمن الأفغانية ضمن مهمة تدريبية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في الرابع من سبتمبر/أيلول 2009، أدت غارة جوية ألمانية على شاحنتين تنقلان البنزين تابعتين لطالبان إلى مصرع 100 شخص بينهم أطفال. العقيد غيورغ كلاين هو من أعطى تعليماته باطلاق الغارة.
صورة من: AP
نشرت ألمانيا في ديسمبر/كانون الأول 2012 منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية في جنوب شرق تركيا، الحليف الأساسي في الناتو، وذلك تحسبا لإطلاق صواريخ من سوريا. يتمركز 256 جنديا ألمانيا في مدينة مهرش في الأناضول، على بعد 100 كيلومتر من الحدود الشمالية لسوريا. وستنتهي المهمة في شهر يناير/كانون الثاني 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
أرسلت ألمانيا في كانون الأول / ديسمبر 2008 قوات بحرية إلى منطقة القرن الإفريقي، قبالة السواحل الصومالية و في خليج عدن، لحماية حركة البواخر ومرور المساعدات الإنسانية ولمكافحة القرصنة ضمن مهمة "أتلانتا". وهي مهمة أوروبية يشارك فيها 318 جنديا ألمانيا.
صورة من: Bundeswehr/FK Wolff
يساهم 320 جنديا من القوات البحرية الألمانية منذ شهر نيسان/أبريل 2015 في إنقاذ اللاجئين في البحر المتوسط. سيتم توسيع نطاق عمل المهمة لمطاردة سفن عصابات تهريب المهاجرين في السواحل الليبية والإيطالية. ويحق للبوارج الألمانية احتجاز سفن المهربين وتدميرها في حالات خاصة.
صورة من: Bundeswehr/PAO Mittelmeer/dpa
لقي 106 جنود المان مصرعهم إبان الاعوام الستين الماضية في مهام عسكرية خارج البلاد. و في الثامن من أيلول/ سبتمبر 2008 شُيد في برلين نصب تذكاري للجنود الألمان الذين فقدوا اروحهم في مهام عسكرية.
صورة من: picture-alliance/dpa
13 صورة1 | 13
تجدر الإشارة إلى أن هذه ثالث مهمة قتالية دفاعية في تاريخ الجيش الألماني منذ تأسيسه قبل 60 عاما، وذلك عقب مشاركته في حرب كوسوفو عام 1999 والمهمة القتالية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، والتي انتهت عام 2014.
ويشارك الجيش الألماني في مهمة مكافحة "داعش" بنحو 1200 جندي. ولم يدل المتحدث باسم قيادة المهام الخارجية للجيش الألماني ببيانات عن جنسية المقاتلتين اللتين تم تزويدهما بالوقود.
ويشارك في الغارات الجوية على "داعش" في سوريا والعراق مقاتلات فرنسية وأمريكية وبريطانية وعربية. وترى الحكومة الألمانية أن مهمة مكافحة "داعش" تحظى بغطاء أممي عبر عدة قرارات من الأمم المتحدة وميثاق الأمم المتحدة. وفي المقابل، يخالف حزب "اليسار" الألماني الحكومة الألمانية في هذا الموقف، ويتمسك الحزب بحقه في تقديم دعوى أمام المحكمة الدستورية الاتحادية ضد مشاركة الجيش الألماني في هذه المهمة.