550 حالة اشتباه بالانتماء لليمين المتطرف في الجيش الألماني
٢٦ يناير ٢٠٢٠
تُوجه منذ مدة انتقادات للجيش الألماني بسبب وجود عناصر يمينية متطرفة بين صفوفه. وقد حصل بالفعل إدانة بعض العناصر بعد إطلاق تحقيقات شاملة، إلا أن مشكلة التطرف ماتزال قائمة في صفوف الجيش، كما كشفت تقارير صحفية أخيرة.
إعلان
كشف تقرير صحفي أن المخابرات العسكرية الألمانية تجري تحقيقات بحق نحو 550 جندي بالجيش الألماني على خلفية الاشتباه في انتمائهم للتيار اليميني المتطرف. وقال رئيس المخابرات العسكرية كريستوف غرام لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد (26 يناير/ كانون الثاني 2020) إنه في عام 2019 وحده أُضيفت 360 حالة اشتباه جديدة، لافتا إلى أنه تمت إدانة 14 متطرفا، منهم 8 متطرفين يمينيين.
وأضاف غرام أن الاستخبارات العسكرية حددت هوية 40 شخصا "ليس لديهم ولاء دستوري"، وأعلن أنه سيتم نشر تقرير رسمي للاستخبارات العكسرية للمرة الأولى في عام 2020. وكان مفوض البرلمان الألماني لشؤون الدفاع هانس-بيتر بارتلس دعا لذلك مؤخرا.
ورفض غرام الانطباع بأن هناك "جيش ظل" داخل الجيش الألماني، وقال إنه تم التعامل مع إشارات بذلك على محمل الجد تماما، وتم فحصها بشكل مكثف، وقال: "أدركنا خلال ذلك وجود متطرفين وأشخاص ليس لديهم ولاء دستوري يعرفون أحيانا بعضهم البعض جزئيا أيضا. ولكن ما لم يتم التحقق منه هو وجود مجموعة لديها هدف محدد، وربما تقوم بنشر العنف وتسعى للقضاء على دولتنا".
وبحسب تصريحات رئيس المخابارات العسكرية في ألمانيا، تم اتخاذ إجراءات واسعة النطاق بعد واقعة الضابط فرانكو إيه.
ويذكر أن حالة الضابط فرانكو إيه. تسببت في تحقيقات واسعة النطاق في ألمانيا في نيسان/أبريل عام 2017، حيث كان يشتبه أنه قد يكون عضوا بجماعة يمينية متطرفة كبيرة. وتم التحفظ على فرانكو إيه. المنحدر من مدينة أوفنباخ الألمانية في الحبس الاحتياطي في نهاية شهر نيسان/أبريل عام 2017 لمدة ستة أشهر تقريبا على خلفية اتهامه بالتخطيط لهجوم نابع من دوافع يمينية متطرفة وانتحاله صفة طالب لجوء في ألمانيا من أجل تحويل أصابع الاتهام للاجئين. وقال غرام: "كان ذلك بمثابة دعوة لليقظة من أجل تطوير عمل المخابرات العسكرية بشكل شامل".
م.أ.م/ ع.ش (د ب أ)
محطات في حياة الضابط الألماني المنتحل شخصية لاجئ سوري
لا تزال واقعة انتحال الضابط الألماني "فرانكو أ." لهوية لاجئ سوري محط اهتمام وانتقاد الرأي العام الألماني. خاصة بعد أن كشفت التحقيقات الأولية أن الميول المتطرفة لدى الضابط كانت معروفة لدى قادته منذ أعوام.
صورة من: picture-alliance/dpa
في تمَوز/ يوليوعام 2008 التحق "فرانكو أ." بالجيش الألماني لتأدية الخدمة العسكرية في بلدة إيدارأوبرشتاين التابعة لولاية راينلاند بفالتس في ألمانيا. وفي العالم التالي 2009 التحق بمجموعة من الجيش الألماني متمركزة في فرنسا، وهناك درس علوم السياسية والاجتماع بأكاديمية سانت سير العسكرية.
صورة من: picture alliance/dpa
قدم "فرانكو أ." في كانون الأول/ ديسمبر عام 2013 أطروحته للماجستير والتي انتقد فيها ما أسماه بـ "الخلط المتعمد الذي يطال السلاسة الأوروبية "، في إشارة إلى سياسة الهجرة التي تتسبب في الاختلاط بين الشعوب.
صورة من: Fotolia/Franny-Anne
وقوبلت رسالة الماجستير بانتقادات شديدة من قبل المشرف بسبب المضمون الذي انطوى على فكر قومي متطرف وعن نداء صريح للعنصرية. ودافع "فرانكو أ." عن نفسه بأن اللغة المستخدمة قد تكون حملت عبارات غير مرغوب بها وذلك لكتابتها ضمن فترة زمنية قصيرة.
صورة من: Gerhard Seybert/Fotolia
في تموز/يوليو 2015 منح رتبة ضابط بالجيش الألماني. وبعد عام تقريباً على تعيينه سجل نفسه كلاجئ سوري بإسم "دافيد بنيامين" في مدينة أوفنباخ. بعد ذلك نُقل إلى أحد مراكز إيواء اللاجئين التابعة لدائرة ايردينغ (ولاية بافاريا).
صورة من: picture-alliance/dpa
في شباط/فبراير2016 انتقل الضابط المنتحل شخصية لاجئ سوري إلى كتيبة الجيش 291 في إلكيرش (إكيرتش) في فرنسا. وبعد عشرة أشهر حصل على الحماية الجزئية، التي تمنح مؤخرا في ألمانيا لمعظم طالبي اللجوء السوريين.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gentsch
في شباط/فبراير2017 اعتقل في فيينا بشكل مؤقت بتهمة حيازة السلاح بدون ترخيص. ما أثار الشكوك حوله ودفع بالمكتب الفيدرالي لمكافحة الجريمة بتزويد جهاز المخابرات العسكرية بمعلومات حول انتحال الضابط الألماني لشخصية أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. von Erichsen
في 26 نسيان /أبريل 2017 ألقي القبض على الضابط المذكور في مدينة هاملبورغ بايرن. كما اعتقل أحد شركائه ويدعى "ماتياس ف."، وهو طالب نشأ مع "فرانكو أ." في مدينة أوفنباخ. وذكرت وزارة الدفاع الألمانية أنه تم العثور بحوزة المتهم الثاني على ذخيرة ومعدات عسكرية تم الحصول عليها من الجيش الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Medichini
بعد هذه الواقعة انتقدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين في مقابلة مع القناة الثانية (ZDF) قادة الجيش وحملت ما "سوء القيادة" المسؤولية عن ما حدث مع الضابط المنتحل. في المقابل تزداد الضغوط التي تواجهها الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشارة أنغيلا ميركل على خلفية هذه الفضيحة.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
في الثاني من شهرأيار/مايو بدأت التحقيقات في قضية الضابط المنتحل وأفادت تقارير أن وزارة الدفاع الألمانية عثرت على دلائل تشير إلى وجود خلية يمينية متطرفة ضمن القوات المسلحة الألمانية.
صورة من: Imago/blickwinkel/I. Schulz
في التاسع من أيار/ مايو ألقي القبض على مشتبه فيه ثالث في قضية "فرانكو أ." في مدينة كيل بولاية بادن- فورتمبرغ الألمانية. وأفادت السلطات أن المشتبه به هو "مكسمليان ت." وهوألماني يبلغ من العمر 27 عاماً. ويشتبه في أن يكون خطط لعمل إرهابي في ألمانيا. إعداد: إيمان ملوك