واشنطن: إسقاط إيران للطائرة المسيرة "هجوم لم يسبقه استفزاز"
٢٠ يونيو ٢٠١٩
أكد الجيش الأمريكي أن إسقاط إحدى طائراته المسيرة لكنه قال إن الواقعة حدثت في المجال الجوي الدولي رافضا رواية إيران عن أن الطائرة كانت تحلق فوق أراضيها. حادثة إشقاط الطائرة تزيد من التوتر بين الجانبين.
إعلان
قال بيل أوربان الكابتن في البحرية الأمريكية اليوم (الخميس 20 يونيو/ حزيران 2019) إن "التقارير الإيرانية بأن الطائرة كانت فوق إيران زائفة". وأضاف "كان هذا هجوما لم يسبقه استفزاز على طائرة مراقبة أمريكية في المجال الجوي الدولي". وذكر أن إسقاط الطائرة تم في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز الساعة 11:35 مساء تقريبا بتوقيت جرينتش يوم 19 يونيو حزيران 2019.
وقال عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن "أي انتهاكات لحدود إيران مدانة بشدة... نحذر من عواقب مثل هذه الإجراءات غير القانونية والاستفزازية". من جهته أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن انتهاك حدود جمهورية إيران الإسلامية "يمثل خطنا الأحمر".
وأعلن الحرس الثوري الإيراني إسقاط "طائرة تجسس أمريكية مسيرة" اليوم الخميس لدى اختراقها "المجال الجوي للجمهورية الإسلامية"، في مؤشر جديد على تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في المنطقة. وقال الحرس الثوري في بيان إن "نيران الدفاع الجوي للحرس الثوري أسقطت" الطائرة المسيرة "في ساعات الصباح الأولى" في محافظة هرزمكان في جنوب إيران.
وأضاف البيان أن الطائرة، وهي من طراز غلوبال هوك (تصنعها الشركة الأمريكية نورثروب غرونمان)، أسقطت في منطقة كوه مبارك "بعد أن اخترقت أجواء الجمهورية الإسلامية الإيرانية". ولم يتضمن البيان تفاصيل إضافية.
صحف ألمانية: "الإيرانيون ليسوا بذلك الغباء أو تلك الانتحارية"..."التفجيرات لا يتقنها سوى الكوماندوز البحري"
01:53
ولم يبث التلفزيون الإيراني أي صورة بعد للطائرة المذكورة. وبحسب التلفزيون، تقع المنطقة التي سقطت فيها الطائرة في محيط مرفأ جاسك على بحر عمان. ومحافظة هرمزكان محاذية لمضيق هرمز الاستراتيجي الذي تمر عبره ثلث إمدادات النفط العالمية التي تنقل بحرا.
وتأتي الحادثة في خضم توتر متزايد بين إيران والولايات المتحدة. وجدّدت واشنطن الأربعاء اتهاماتها لإيران بالوقوف وراء هجومين على ناقلتي نفط يابانية ونرويجية في بحر عمان في 13 حزيران / يونيو، أثناء إبحارهما قرب مضيق هرمز.
ووقع الهجومان بعد شهر من تعرّض ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة نرويجية وسفينة شحن إماراتية لعمليات "تخريبية" في مياه الخليج. ووجهت واشنطن آنذاك أيضا أصابع الاتهام إلى طهران.
حرب الناقلات
وتنفي طهران أي مسؤولية لها في هذه العمليات. وألمحت أخيرا إلى احتمال وقوف الولايات المتحدة خلف الهجمات "المشبوهة" في منطقة الخليج، بعد فشلها في الحصول على نتيجة من العقوبات التي تفرضها على إيران.
وأعلن الجيش الأمريكي الأربعاء أنّ الهجوم على ناقلة النفط اليابانية "كوكوكا كوريجوس" في بحر عمان الأسبوع الماضي ناتج من لغم بحري شبيه بألغام إيرانية.
وقال ضابط في القيادة الوسطى للقوات البحرية الأمريكية شان كيدو في لقاء مع صحافيين في الفجيرة في شرق الإمارات العربية المتحدة حيث ترسو الناقلة المتضررة حاليا، "اللغم يمكن تمييزه ويشبه إلى حدّ كبير الألغام الإيرانية التي شوهدت في عروض عسكرية إيرانية". وقال إن الهجوم "كان نتيجة ألغام بحرية زرعت على الغلاف الخارجي للسفينة"، وإن لغما آخر كان ثبّت على هيكلها الخارجي لم ينفجر وأزالته قوّة إيرانية بعد الحادث.
وعلى الرغم من التصريحات الصادرة عن مسؤولين في البلدين والتي تؤكد عدم نيتهما الانجرار إلى حرب، تثير التوترات الأخيرة الخشية من انفجار الوضع. اذ أعلنت واشنطن بعد الهجوم الأخير على ناقلتي النفط تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، و"إرسال ألف جندي إضافي لأهداف دفاعية من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية" في المنطقة.
ومن جهته اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الأربعاء خلال زيارة له الى باريس أن هناك خطرا بنشوب حرب في الخليج. وقال ماس وهو يقف إلى جانب نظيره الفرنسي جان إيف لودريان "الموقف، كما كان عليه من قبل، خطير. لم يتبدد خطر الحرب في الخليج". ودعا جميع الأطراف إلى الحوار.
وبدأ التوتر بين البلدين يتصاعد مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران في أيار/مايو 2018. وأعادت واشنطن فرض عقوبات قاسية على طهران.
وأبرم الاتفاق النووي في فيينا في 14 تموز/ يوليو 2015 بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) إلى جانب ألمانيا. وأتاح إنهاء سنوات من عزلة إيران ورفع قسم من العقوبات الاقتصادية الدولية التي كانت مفروضة عليها، مقابل التزام طهران بالحد من أنشطتها النووية لضمان عدم سعيها لامتلاك سلاح ذري.
لكن إيران أعلنت قبل أيام أن احتياطاتها من اليورانيوم المخصب ستتجاوز اعتبارا من 27 حزيران / يونيو السقف الذي ينصّ عليه الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، وهو 300 كيلوغرام.
ودعت دول أوروبية طهران إلى "التحلّي بالصبر والمسؤولية" في موضوع ملفها النووي والالتزام بتعهداتها، بينما دعا ترامب الى "عدم الخضوع للابتزاز الإيراني".
ح.ز/ م.س (أ.ف.ب، رويترز)
محطات في تاريخ النووي الإيراني وكيف خرج من يد واشنطن
مدى رفض الغرب لبرنامج إيران النووي معروف للجميع، لكن تاريخ نشوء هذا البرنامج النووي قد يفاجئ الكثيرين، سيما إذا ما عرفنا أنه بدأ غربيا وأمريكيا بالذات. تعرف في هذه الجولة المصورة على أبرز محطات هذا البرنامج المثير للجدل.
صورة من: ISNA
نتانياهو: "إيران خدعت العالم".
قبل أيام من اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقرار متوقع بشأن الاتفاق النووي مع إيران، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن حيازته لوثائق تثبت أن "إيران خدعت العالم بإنكار أنها كانت تسعى لإنتاج أسلحة نووية".
صورة من: Reuters/A. Cohen
الاتحاد الأوروبي حريص على الاتفاق
ردود الفعل الغربية على تصريحات نتنياهو جاءت متضاربة، فقد تحفظ الأوروبيون إلى حد كبير في مواقفهم مؤكدين على أهمية الاتفاق مع طهران، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوثائق التي كُشف عنها "حقيقية".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Vidal
البداية أمريكية مع آيزنهاور
بدأت قصة البرنامج النووي الإيراني في خمسينات القرن الماضي في إطار برنامج الرئيس الأمريكي آيزنهاور "الذرة من أجل السلام". وفي عام 1967 تم التوقيع على اتفاقية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة وإيران لتوريد اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم. وفي العام نفسه تأسس مركز طهران للبحوث النووية بدعم أمريكي.
صورة من: gemeinfrei
التوقيع على المعاهدة
في الأول من يونيو/ حزيران عام 1968 وقعت إيران على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
صورة من: UN Photo/Eric Kanalstein
بداية الطموحات النووية
في السبعينات أعلن شاه إيران محمد رضا بهلوي عن خططه لبناء 23 مفاعلاً نووياً حتى نهاية التسعينات، معللاً ذلك بالتهيؤ لفترة ما بعد النفط، ومؤكداً أن بلاده لا تسعى لبناء أسلحة نووية، ولكنه أضاف "في حال بدأت دول صغيرة في المنطقة ببناء ترسانة نووية، فستعيد إيران النظر في سياستها."
صورة من: AP
الدور الألماني في البرنامج الإيراني
في عام 1975 كرافت فيرك أونيون التابعة لشركة سيمنز الألمانية العملاقة توقع اتفاقية مع إيران لبناء مفاعل بوشهر النووي. وفي 1977 وافقت الحكومة الألمانية لكرافت فيرك أونيون على بناء 4 مفاعلات إضافية في إيران.
صورة من: dpa
الثورة الإيرانية وتحول سياسة الغرب
1979 اندلعت الثورة الإسلامية في إيران والتي أزاحت نظام الشاه الحليف الغربي والمدعوم تحديدا من الولايات المتحدة، ما شكل منعطفاً في التعاطي الغربي مع الطموح النووي الإيراني. الولايات المتحدة أوقفت إمداداتها من اليورانيوم المخصب لإيران. أما كرافت فيرك أونيون الألمانية فعلقت أعمال بناء مفاعلي بوشهر قبل إتمامها.
صورة من: bachehayeghalam.ir
دخول روسيا على الخط
بعد انقطاع الدعم الغربي للبرنامج النووي الإيراني، بدأ في مطلع التسعينات تعاون إيراني روسي توج بتأسيس منظمة بحثية مشتركة مع إيران باسم "برسيبوليس" وأمدت روسيا إيران على زمن الرئيس بوريس يلتسن بخبراء الطاقة النووية الروسية، والمعلومات التقنية. وفي منتصف التسعينات تم توقيع اتفاق روسي إيراني لاستكمال العمل في مفاعل بوشهر غير المنتهي.
صورة من: AP
مفاعل آراك النووي أثار مخاوف الغرب
بدأت المخاوف الدولية إزاء البرنامج النووي الإيراني في مطلع الألفية الثالثة عند حصول الولايات المتحدة الأمريكية على معلومات من مصادر من المعارضة الإيرانية مفادها قيام إيران ببناء مفاعل لإنتاج الماء الثقيل في مدينة آراك، وهو نوع من المفاعلات يمكنه إنتاج مادة البلوتونيوم اللازمة لإنتاج السلاح النووي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
بداية سياسة العصا والجزة الغربية
مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية والسياسية خافيير سولانا قام بزيارة إلى طهران وأعلن أن إيران ستسمع "أخبارا سيئة" إذا لم توقع على البروتوكول الإضافي الخاص بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والسماح الفوري بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية "دون قيد أو شرط".
صورة من: AP
الأخبار السيئة كانت..
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصدر قراراً في سبتمبر 2003 يلزم إيران بـ"الوقف الفوري الكامل" لكافة نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، وبتوقيع البروتوكول الإضافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Schlager
الإيرانيون لم يستجيبوا للضغوط
لكن إيران لم تستجب للضغوط واستأنفت تخصيب اليورانيوم معلنة في أبريل/نيسان 2006 النجاح في عمليات التخصيب بنسبة 3.5% الصالحة لأغراض سلمية، والبعيدة عن الأغراض العسكرية التي تتطلب نسبة تخصيب تزيد على 90%.
صورة من: AP
بداية العقوبات على إيران
رد فعل مجلس الأمن الدولي جاء سريعاً حيث أصدر في ديسمبر 2006 قراره رقم 1737 الذي يمنع أي دولة من تسليم إيران أو بيعها أي معدات أو تجهيزات أو تكنولوجيا يمكن أن تساعدها في نشاطات نووية وبالستية، بالإضافة إلى تجميد أصول عشر شركات و12 شخصا لهم علاقة بالبرامج.
صورة من: AP
التوصل للاتفاقية بعد سنوات من الأزمة
بعد سنوات طويلة من المفاوضات الماراثونية ومبادرات عدة، توصلت طهران في 2 أبريل 2015 مع الدول الست الكبرى في مدينة لوزان السويسرية إلى "اتفاق إطار" يقود إلى حل نهائي لملف البرنامج النووي الإيراني. الإتفاق نص على تخلي إيران عن أجزاء من خطتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. ودخل حيز التنفيذ في 15 يناير 2016. إعداد: ميسون ملحم