الجيش الأمريكي يقر بسقوط مدنيين في غارة على القاعدة في اليمن
٢ فبراير ٢٠١٧
الجيش الأمريكي يقر بسقوط ضحايا من المدنيين في غارة نفذها في هجوم على تنظيم القاعدة باليمن مطلع الأسبوع في إطار أول عملية يصرح بها الرئيس دونالد ترامب بصفته القائد الأعلى للجيش الأمريكي.
إعلان
وجاء في بيان صادر عن القيادة المركزية للجيش الأمريكي أن الغارة وتبادل إطلاق النار الذي أعقبها، والذي أودى بحياة جندي أمريكي وإصابة ثلاثة آخرين من أفراد الجيش الأمريكي، قد يكونا أسفرا عن قتلى وجرحى من الأطفال.
وبعد وقت قصير من الهجوم الذي وقع في محافظة البيضاء وسط اليمن في 29 كانون ثان/يناير الماضي، قال الجيش الأمريكي إن 14 مقاتلا لقوا حتفهم، ولكن لم يرد عدد للقتلى في البيان الصادر أمس الأربعاء.
وذكرت مصادر محلية يمنية أن عدد الضحايا إجمالا وصل إلى 30، من بينهم ابنة أنور العولقي، أحد قادة تنظيم القاعدة باليمن المولود في الولايات المتحدة، الذي قتل في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار في اليمن عام 2011.
ووفقا لبيان الليلة الماضية، فإن الضحايا المدنيين المحتملين المعروفين سقطوا إثر إطلاق النار من الجو لمساندة القوات الأمريكية التي كانت تقاتل "عدوا محددا يضم نساء مسلحات ويطلق النار من مواقع قتالية مجهزة".
واتهم المتحدث باسم القيادة المركزية أيضا تنظيم القاعدة بامتلاك "تاريخا مروعا من مواراة النساء والأطفال في مناطق عمل المسلحين ومعسكرات الإرهاب".
القاعدة „أقوى من أي وقت مضى"
في المقابل، اعتبرت مجموعة الأزمات الدولية الخميس (2 فبراير/شباط 2017) أن الفرع اليمني لتنظيم القاعدة "أقوى من أي وقت مضى"، منتقدة في السياق أول عملية أميركية تأمر بها إدارة ترامب التي "تجاهلت السياق المحلي" وأدت إلى "خسائر كبيرة بين المدنيين".
وفي تقرير بعنوان "القاعدة في اليمن: قاعدة في طور التوسع"، أوضحت المجموعة المستقلة التي تحلل النزاعات حول العالم كيف استفاد تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" ومنافسه تنظيم "الدولة الإسلامية" من الفوضى والحرب المستعرة في اليمن منذ العام 2014.
ورغم الانتكاسات التي لحقت به، فإن تنظيم القاعدة في اليمن "يزدهر وسط بيئة انهيار للدولة، وطائفية (دينية) متنامية، وتغيير التحالفات، والفراغات الأمنية والحرب الاقتصادية المتفاقمة"، بحسب الدراسة.
وتؤكد مجموعة الأزمات الدولية أنه "من أجل قلب هذه التوجه، يجب إنهاء النزاع الأساسي"، وتعزيز الحكم في المناطق المعرضة للخطر واستخدام الوسائل العسكرية "بتعقل وبالتنسيق مع السلطات المحلية".
تسعة عشر شهرا مرت على بداية الصراع في اليمن. بعد فشل مساع لإحلال السلام، تهدد البلد الفقير مخاطر كثيرة كانتشار الكوليرا والمجاعة وتجنيد الأطفال. إضافة إلى مصرع مئات من الأبرياء ضحية الغارات العربية بقيادة السعودية.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
حرب الصواريخ والتصريحات
أعلن تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في ( 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) اعتراضه لصاروخ بالستي كان متجها إلى مكة المكرمة (على بعد حوالي 500 كيلومتر من الحدود مع اليمن) أطلقه الحوثيون. وهو ثاني صاروخ بعيد المدى يطلقونه في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. في المقابل، نفى قائد حوثي إطلاق الصاروخ نحو مكة واتهم السعودية بمحاولة إثارة مشاعر المسلمين.
صورة من: picture alliance/dpa/Str
المدنيون ضحايا الغارات
في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2016 نفذ التحالف العربي بقيادة السعودية ضربة مزدوجة على قاعة عزاء في صنعاء أدت إلى مقتل 140 شخصا وإصابة أكثر من 525 . الأمم المتحدة ودول حليفة للمملكة السعودية كالولايات المتحدة أدانت بشدة القصف. من جهتها وعدت المملكة بإجراء تحقيق شامل في ظروف العملية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
صواريخ حوثية على مدمرة أمريكية
بعد بضعة أيام من استهداف مجلس العزاء، اتهمت الحكومة اليمنية مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بإطلاق صاروخين على المدمرة الأمريكية "يو اس اس مايسون" في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية. لكن الحوثيين نفوا ذلك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/U.S. Navy
صواريخ كروز ايرانية مهربة
البحرية الأمريكية وعلى لسان الأميرال المساعد كيفن دونغان كشفت عن اعتراض أربع شحنات أسلحة مرسلة من ايران الى المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن، لدعمهم في مواجهة الحكومة التي يساندها تحالف عربي تقوده السعودية. في نيسان/أبريل 2015 حاولت إيران ارسال سبع بوارج للحرس الثوري الايراني إلى اليمن. وبحسب دونغان فان السفن الايرانية كانت محملة بصورايخ كروز للدفاع عن السواحل ومتفجرات واسلحة اخرى.
صورة من: picture-alliance/Saudi Press Agency via AP
انتقادات للرياض بسبب المدنيين من ضحايا الغارات
منذ بدء عمليات التحالف وجهت انتقادات متزايدة للرياض، إذ سجلت الأمم المتحدة غارات طالت أهداف مدنية. في أيلول/ سبتمبر 2015، قتل 131 مدنيا على الاقل في غارة جوية استهدفت حفل زفاف في مدينة المخا. وفي آذار/مارس 2016، قتل 119 شخصا غالبيتهم من المدنيين، في غارة جوية استهدفت سوقا في محافظة حجة. وفي آب/ اغسطس استهدفت غارة جوية للتحالف مستشفى تدعمه منظمة اطباء بلا حدود في محافظة حجة، أدى الى مقتل 19 شخصا.
صورة من: Reuters/Saudi Press Agency
الجوع يهدد ثلاثة ملايين يمني
يحتاج نحو ثلاثة ملايين شخص في اليمن، حسب منظمة الصحة العالمية، إلى مساعدات غذائية عاجلة، فيما يعاني 1,5 مليون من سوء التغذية من بينهم 370 ألفا يعانون من سوء التغذية الشديد (المجاعة) ، وهو ما يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة، فتهاجم الضحايا امراض فتاكة تقضي عليهم.
صورة من: Reuters/A.Zeyad
الجنود الاطفال ثلث مجمل المقاتلين
باتت الطفولة وقود حرب اليمن. إذ اتهمت منظمة "اليونيسيف" طرفي الصراع هناك بتجنيد عشرات الآلاف من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 14 سنة في ساحات المعارك. وتقدر المنظمة عدد الأطفال الجنود بثلث العدد الإجمالي للمقاتلين. يُذكر أن تجنيد الأطفال في الصراعات يُعتبر جريمة حرب حسب القانون الدولي.
صورة من: picture alliance/dpa/Str
الكوليرا بدأت تضرب اليمن
انتشر وباء الكوليرا في اليمن في شهر أكتوبر/تشرين الأول وتشتبه الأمم المتحدة بوجود 1410 إصابة. ندرة مياه الشرب ساهمت في زيادة حالات الاسهال الشديد بشكل كبير وخصوصا بين الوف النازحين وسط البلاد. كما حذرت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" من أن الكوليرا قد تؤدي إلى وفاة 15% من الحالات التي لا تعالج. يذكر أن الحرب دمرت معظم منشآت اليمن الصحية ومنشآت مياه الشرب فيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Arhab
اليمن في مضيق أزمة سياسية مستمرة
يسعى المبعوث الأممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد منذ أبريل/ نيسان 2015 لإيجاد خارطة طريق ترضي جميع الأطراف في اليمن، لكن إلى الآن لم ينجح في مهمته. تجدر الإشارة أن مفاوضات استمرت ثلاثة أشهر في الكويت انتهت في شهر آب/أغسطس دون نتيجة.
صورة من: picture-alliance/Xinhua/Xu Jinquan/
خيارات اليمنيين - الموت أو النزوح
أدى النزاع المسلح في اليمن إلى مقتل أكثر من 6900 شخص ونزوح نحو 35 ألفا منذ آذار/مارس 2015، بحسب أرقام الأمم المتحدة. إعداد: سميح عامري
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Arhab
10 صورة1 | 10
ما حدث "لا يبشر بالخير أبدا"
وفي هذا الصدد، أشار مركز الأبحاث، الذي يتخذ من بروكسل مقرا له، إلى أن "تلك الجهود ستقوض في حال أقدمت بلدان، كالولايات المتحدة، مهتمة بقتال القاعدة في جزيرة العرب والفرع الناشئ لتنظيم "الدولة الإسلامية"، على اتخاذ إجراءات عسكرية تتجاهل السياق المحلي وتسبب خسائر كبيرة بين المدنيين".
ويشير التقرير إلى أن ذلك "لا يبشر بالخير أبدا" في الجهود المبذولة من أجل "مواجهة القاعدة في جزيرة العرب بذكاء وفعالية"، لافتا إلى أن العملية أسفرت عن مقتل "العديد من المدنيين، بينهم على الأقل عشر نساء وأطفال"، بالإضافة إلى رجال قبائل محليين، ما يعزز حجة التنظيم الذي يؤكد أنه "يدافع عن المسلمين ضد الغرب".