الجيش الإسرائيلي يؤكد شنّ غارات على مواقع متفرقة في اليمن
٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤
الجيش الإسرائيلي يشن غارات على مطار صنعاء ومواقع في الحديدة والساحل تخضع لسيطرة جماعة الحوثي في اليمن، ونتنياهو يتوعد بالمزيد، والحوثي يشدد على أن جماعته لن تتوقف عن مهاجمة إسرائيل "مهما كانت الضغوط".
إعلان
أكد الجيش الإسرائيلي الخميس (26 كانون الأول/ ديسمبر 2024) عبر بيان، قصف "أهدافٍ عسكرية" تابعة للحوثيين في اليمن، ما أسفر وفقاً لما أعلنت عنه جماعة الحوثي، عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح 11 وفقدان ثلاثة أشخاص آخرين في ميناء رأس عيسى.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أن "مقاتلات سلاح الجو أغارت على أهداف عسكرية للنظام الإرهابي للحوثيين على ساحل اليمن الغربي وفي الداخل".
يأتي ذلك "ردّاً على الهجمات المتكررة" للمتمردين اليمنيين على "دولة إسرائيل ومواطنيها"، وفقا للمصدر ذاته.
واستهدف الجيش الإسرائيلي البنية التحتية للحوثيين، كمطار صنعاء الدولي ومحطتي كهرباء حزيز ورأس كثيب، وموانئ الحديدة والصليف ورأس كثيب على الساحل الغربي، وهي مواقع تقول الصحافة الإسرائيلية إنها تُستخدم لنقل أسلحة من إيران، حليفة جماعة الحوثي في اليمن.
من جهتها كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي شنّ الغارات بعلم الولايات المتحدة الأمريكية.
استهداف مطار صنعاء
وهزّ دوي انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية صنعاء، فيما نقلت الوكالة الألمانية للأنباء (د ب أ)، عن مسؤول في مطار صنعاء لم تسمه، أن الغارات "استهدفت صالة الانتظار وبرج المراقبة وأجزاء واسعة من المدرج". وتابعت الوكالة بأن القصف استهدف المطار قبل هبوط رحلة جوية للطيران اليمني قادمة من عمان إلى صنعاء بخمس دقائق.
كما أشار المصدر إلى سقوط قتلى من عمال برج المراقبة، فضلا عن إصابة آخرين من موظفي المطار والخطوط الجوية اليمنية في صالة المطار.
وتزامنت هذه الغارات مع تواجد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مطار صنعاء. وقد سارع الأخير إلى نشر رسالة على موقع "إكس"، ليعلن فيها أنه في أمان وأن أضراراً كبيرة لحقت بالبنية التحتية.
وكتب تيدروس على منصة "إكس": "أصيب أحد أفراد طاقم طائرتنا. وأفيد بمقتل شخصين على الأقل في المطار". وأضاف أن أعضاء آخرين في طاقم الأمم المتحدة أيضا في أمان، لكن موعد المغادرة قد أرجئ بانتظار إجراء الإصلاحات.
نتنياهو يتوعد وإيران تندد
في أعقاب ذلك، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحوثيين، مشددًا أن بلاده ستواصل استهدافهم "حتى إنجاز المهمة". وقال نتنياهو في تسجيل فيديو بثّه مكتبه "نحن مصّممون على قطع هذا الفرع الإرهابي لمحور الشرّ الإيراني. سنواصل ذلك حتى إنجاز المهمة".
في المقابل، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الهجمات الإسرائيلية. وجاء على لسان المتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي أن "هذه الاعتداءات تشكل انتهاكا واضحا للسلم والأمن الدوليين وجريمة لا يمكن إنكارها بحق الشعب اليمني البطل والنبيل ..".
إعلان
جماعة الحوثي: سنواصل الهجوم على إسرائيل
وردّاً على الغارات أكد زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، استمرار هجمات جماعته على إسرائيل، "مهما كانت الضغوط". وقال في كلمة مصورة إن "عمليات القصف اليمنية كسرت عنصر التفوق الدفاعي لإسرائيل، وأن الشعب اليمني يصنع باستمرار انتصارات تلو الانتصارات".
وتابع بأن "الصواريخ فرط صوتية التي تخترق منظومة الدفاع الجوي للعدو الإسرائيلي، إنجاز كبير ومهم جدا".
يذكر أنه ومنذ أكثر من عام، يواصل الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل أو تلك المتوجهة إليها، وذلك بزعم "نصرة الشعب الفلسطيني في غزة".
وفي الأيام الماضية، كثّف الحوثيون من هجماتهم على إسرائيل بصواريخ ومسيرات، وسط تصاعد المواجهات بين الجانبين.
و.ب/ أ.ح/ م.ع.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.