الجيش الإسرائيلي يعلن "تصفية" قائد عسكري بارز في حزب الله
٣١ يوليو ٢٠٢٤
أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قتل القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، متهما إيّاه بالمسؤوليّة عن هجوم مجدل شمس. ولم يعلق حزب الله على الضربة بعد، لكن مصادر مقربة منه أكدت استهداف قائد عسكري بارز.
إعلان
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل القائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر، واسمه العسكري محسن شكر، في الضربة التي نفذها في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال الجيش إن القائد العسكري الكبير في حزب الله كان "اليد اليمنى" لحسن نصر الله، ورئيس المنظومة الاستراتيجية للتنظيم.
وفي بيان نشر على منصة "إكس" قال الجيش الإسرائيلي "من خلال عملية تصفية دقيقة قام بها جيش الدفاع، أغارت طائرات حربية في منطقة بيروت بناءً على معلومات استخباراتية وردت من هيئة الاستخبارات العسكرية وقضت على المدعو سيد محسن، فؤاد شكر القيادي العسكري الأبرز في حزب الله الإرهابية ومسؤول الشؤون الاستراتيجية فيه. وتزامنًا مع ذلك كان يُعتبر اليد اليمنى لأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، ومستشاره لشؤون التخطيط وإدارة الحرب".
وفي وقت سابق اليومالثلاثاء (30 تموز/يوليو 2024)أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربة في ضاحية بيروت الجنوبية استهدفت قياديا في حزب الله، قال إنه مسؤول عن مقتل 12 طفلا في القصف الصاروخي الأسبوع الماضي على الجولان المحتل.
وجاء في بيان له "نفّذ جيش الدفاع الإسرائيلي ضربة محددة الهدف في بيروت على القيادي المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس وقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين الآخرين".
من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الثلاثاء إن حزب الله اللبناني "تجاوز الخط الأحمر". وفي وقت لاحق وفي منشور آخر أكد الوزير الإسرائيلي مقتل فؤاد شكر، ووصفه بأنه "أكبر قائد عسكري في حزب الله".
المتحدّث باسم الجيش دانيال هاغاري قال في بيان إنّ "عدوان حزب الله المستمرّ وهجماته الوحشيّة تجرّ شعب لبنان والشرق الأوسط بأسره إلى تصعيد أوسع". وأضاف "في حين أنّنا نُفضّل حلّ الأعمال العدائيّة من دون حرب أوسع، إلّا أنّ الجيش الإسرائيلي على استعداد تامّ لأيّ سيناريو".
ولم يؤكد حزب الله أو ينف حتى اللحطة مقتل شكر، لكن مصدر مقرب من الحزب أكد استهداف قائد عسكري في حزب الله. وقال المصدر إن "القيادي المستهدف يضطلع بدور بارز في عمليات حزب الله ضد إسرائيل من جنوب لبنان".
وقالت ثلاثة مصادر أمنية رفيعة المستوى لرويترز إن الضربة الإسرائيلية استهدفت رئيس غرفة عمليات جماعة حزب الله، مضيفة أن مصيره لا يزال مجهولا. وذكرت المصادر أنه يدعى محسن شكر لكنها أضافت أنه يعرف أيضا باسم فؤاد شكر.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مقرّب من حزب الله، تحفظ عن كشف هويته، نجاة القيادي العسكري البارز في الحزب فؤاد شكر من الضربة الإسرائيلية. وقال المصدر إن شكر و"اسمه العسكري محسن شكر، قد نجا من الاستهداف الإسرائيلي"، موضحاً أنه يتولى مهام "قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان" ضد إسرائيل.
يُعتبر فؤاد شكر القائد العسكري البارز في حزب الله، العقل المدبّر لهجمات الحزب من جنوب لبنان ضد إسرائيل. وشكر مطلوب من الإدارة الأمريكية التي عرضت عام 2017 خمسة ملايين دولار للوصول إليه. ووصفه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس حينها بأنه "أحد العقول المدبرة لتفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية" في بيروت عام 1983.
وقال شاهد من رويترز إن دوي انفجار قوي سُمع وشوهدت سحابة من الدخان تتصاعد فوق ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الجماعة اللبنانية المسلحة الموالية لايران.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الغارة الإسرائيلية استهدفت محيط مجلس شورى حزب الله في منطقة حارة حريك بالعاصمة.
وأعلنت قناة محلية التابعة لحزب الله أن الضربة الإسرائيلية أسفرت عن مقتل سيدة وإصابة 17 شخصا بينهم 6 أطفال، فيما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية عن سقوط مواطنة قتيلة وعدد من الجرحى حالة بعضهم حرجة. والمصدر المقرب من حزب الله افاد لفرانس برس عن مقتل عن مقتل شخصين.
وفي وقت لاحق نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن بيان لوزارة الصحة العامة مقتل "مواطنة مدنية وجرح ثمانية وستين شخصا مدنيا من بينهم خمسة إصابتهم حرجة، وتتوزع إصابات البقية بين متوسطة وطفيفة عولج معظمهم في أقسام الطوارئ وخرجوا من المستشفيات."
وفي تحديث جديد أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل ثلاثة أشخاص هم "سيّدة وطفلة وطفل"، وإصابة 74 "خمسة منهم في حال حرجة"، لافتة إلى أنّ "البحث مستمرّ عن مفقودين تحت الأنقاض".
كيف سيواجه حزب الله إسرائيل في حرب شاملة محتملة
02:28
وأسفر القصف الصاروخي على بلدة مجدل شمس عن مقتل 12 من الأطفال في ملعب لكرة القدم، وحملت إسرائيل والولايات المتحدة مسؤوليته لحزب الله، الذي نفى "أي علاقة" له بالهجوم.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد توعد الاثنين بـ"رد قاس" على قصف مجدل شمس.
وفي وقت سابق اليوم قال الجيش الإسرائيلي إن عشرة صواريخ أطلقت من لبنان وإن أحدها سقط في تجمع هجوشريم السكني مما أدى إلى سقوط قتيل. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن الرجل البالغ من العمر 30 عاماً توفي متأثراً بجروح أصيب بها.
وقالت إسرائيل إنها قصفت نحو 10 أهداف لحزب الله في جنوب لبنان الليلة الماضية وقتلت أحد مقاتلي الجماعة، وهي الهجمات التي تتماشى على ما يبدو مع النمط الذي اتبعته خلال الأشهر التسعة الماضية. وأكد حزب الله مقتل أحد مقاتليه.
وتعتبر دولعديدة حزب الله اللبناني ، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
.خ.س/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
منازل بيروت ـ شواهد على جدلية الحرب والموت.. وحب الحياة
بيروت مثل بغداد والقاهرة ودمشق روحها شرقية لكن وجهها صوب المتوسط. نقطة التقاء ثقافات ظهرت على تراث منازلها. آلاف منها على شفا الانهيار بعد أن صمدت خلال الحرب الأهلية وخلال انفجار المرفأ، والبعض الآخر انهار بسبب الأمطار.
صورة من: Alkhashali/DW
بقيت الجدران وغاب أهلها!
تطور البناء العمراني في بيروت منذ الفترة العثمانية، وتأثر بالعمارة الدمشقية. المنازل الكبيرة كانت سكنا للأغنياء والمترفين بينما كانت المنازل المشيدة من الخشب والصفيح من حصة الفقراء. بيروت توسعت كثيرا، خلال 150 عاما خصوصا بعد ظهور مينائها خلال الفترة العثمانية، الحرب الأهلية أثرت كثيرا على المدينة، فتركها كثير من سكانها.
صورة من: Alkhashali/DW
بيروت .. بغداد والقاهرة ودمشق
البيوت البيروتية استلهمت عمارتها الشرقية في أواخر الحكم العثماني، على طراز البيوت العربية القديمة الموجودة في دمشق والقاهرة وبغداد، كان البناء يعتمد على عوامل المناخ والأعراف والتقاليد الاجتماعية المبنية على الأصول الدينية.
صورة من: Alkhashali/DW
بيروت القديمة
مبنى في "الجميزة" قرب الميناء، لم يعد صالحا منه للسكن سوى طابقه الأرضي. الطابق الأول من سقف يحمي المبنى، عمر المبنى غير معروف. "الجميزة" من أولى المناطق التي ظهرت في بيروت تاريخيا بسبب قربها من المرفأ. التسمية لها علاقة بشجرة الجميز. منازل مثل هذا بعضها غُمّرت وغادت لها الحياة، وبعضها مهمل في انتظار من ينقذها.
صورة من: Alkhashali/DW
سوء حظ
من سوء حظ صاحب السيارة هذه، أنه قرر ركنها عند هذا المنزل القديم. الحجر الرملي يستعمل كثيرا في بيروت وهو لا يصمد أمام تغيرات البيئة. بسبب الأمطار انهار جزء من المنزل القديم الذي يبلغ عمره أكثر من 150 عاما.
صورة من: Alkhashali/DW
عودة الحياة
بجوار المنزل المنهار السابق يقف جاره هذا. المنزل يرمم من قبل جمعية إسلامية، قررت إعادة إحيائه واتخاذه مقرا لها بسبب قيمته التاريخية في منطقة مار إلياس. مهمة ترميم المباني تواجه صعوبات بسبب ارتفاع التكلفة. البعض يقرر تدمير المبنى وإنشاء عمارات حديثة. لكن هناك مشاكل قانونية متعلقة بحقوق الورثة أو مشاكل بين المؤجرين والمستأجرين.
صورة من: Alkhashali/DW
شبح منزل
منزل كبير لم يبق منه سوى شبح منزل يتوسط مباني وشقق سكنية في منطقة زقاق البلاط. لا عناوين ولا لوحات على المبنى تظهر تأريخه أو قيمته التراثية. لكن موقعه وحجمه يظهر قيمته حينها.
صورة من: Alkhashali/DW
حرب الفنادق!
بعض المبان دمر خلال الحرب الأهلية، فمثلا بات فندق "هوليداي إن" ضمن منطقة حرب اندلعت في 25 أكتوبر 1975 في صراع طويل عرف باسم "معركة الفنادق"، هناك تحارب أكثر من 25 ألف مقاتل من أجل السيطرة على مجموعة من الفنادق الفخمة الشاهقة بما في ذلك فندق هوليداي إن وفندق فينيسيا بيروت المجاور، مما أدى إلى مصرع أكثر من ألف شخص.
صورة من: UPI/dpa/picture alliance
شاهد على مأساة الحرب
المباني الحديثة ترتفع حول الفندق الذي لم يبق منه سوى هيكله الخرساني. المبنى بقي شاهدا على حرب امتدت لعقد ونصف راح ضحيتها مئات آلاف اللبنانيين. كان الفندق على خط التماس بين الكتائب وعناصر حركة فتح الفلسطينية.
صورة من: Mohamad Chreyteh
سينما "البيضة"
سينما "سيتي بالاس" أو "البيضة" نسبة للشكل البيضوي، هي جزء من مبنى متكامل كان اسمه "سيتي سنتر"، أو "الدوم"، وصنّف على أنه أكبر مبنى تجاري كبير في بيروت أثناء تشييده عام 1965 ليمثل أول مول تجاري في منطقة الشرق الأوسط. تحول خلال الحرب الأهلية إلى مكان للقنص فقد كان يتوسط خط التماس بين المتحاربين حينها.
صورة من: Alkhashali/DW
بين الغرب والشرق
سقف منزل متروك منذ عقود، الطراز المعماري الذي ظهر قبل أكثر من 150 عاما، انتشر في مناطق المسيحيين والمسلمين على حد سواء، فظهرت هوية "بيروتية خاصة" للفن المعماري للمدينة. يرى معماريون أن بيروت مثلت نقطة لقاء بين الشرق والغرب، فتعدد الثقافات فيها ظهر على تراثها المعماري.
صورة من: Alkhashali/DW
جدران بلا حياة
إنشاء ميناء بيروت كان نقطة تحول في حياة المدينة فتحول بناء البيوت من شرف خشبية صغيرة إلى منافذ واسعة مبنية على الطراز الشرقي. حصل التحول المعماري في مرحلتين، في نهاية الحقبة العثمانية الطويلة، اتسعت رقعة المدينة وتخطت الحدود التي عُرفت بها في القرون الوسطى. فارتفعت فيها مبان بطابع حديث. ثم تطور في العهد الفرنسي فظهرت مبان سكنية بطوابق. جاء التحول نتيجة للنمو السكاني الكبير الذي شهدته بيروت.
صورة من: Alkhashali/DW
بيت بيروت
بيت بركات شيد عام 1924، في عام 1997 قرر مالكوه بيعه، فأنقذه نشطاء. بعد احتجاجات وحراك لإنقاذ المبنى جرى تعليق قرار تدميره، وفي عام 2003 أصدرت بلدية بيروت قرار نزع الملكية للمنفعة العامة.
صورة من: Abbas Al-Khashali/DW
مبنى على خط التماس
في مرحلة إعادة الإعمار التي أعقبت الحرب الأهلية اللبنانية هدمت العديد من المباني المهمة، النشطاء تمكنوا من إنقاذ عدد منها، وأصبح مبنى بركات بواجهته وصف أعمدته يتخلله الرصاص رمزًا ومذكرا بالحرب الأهلية في بيروت، فقد كان على خط التماس في منقطة "سيديكو" في الأشرفية.
صورة من: Abbas Al-Khashali/DW
وحدها واجهة المنزل
لم يبق من المنزل هذا سوى جداره الخارجي الذي يحاول الصمود أمام ظروف صعبة. يقع المنزل في الأشرفية، البعض يرى في بقائه بعد انفجار مرفأ بيروت، أعجوبة. منظمة اليونسكو أعلنت أن 640 من الأبنية التراثية تضررت جراء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس/ آب الحالي، وأن ستّين منها معرضة للانهيار.
صورة من: Alkhashali/DW
منازل أنهارت وأخرى مهددة
يرى مؤرخون أن الطراز المعماري في بيروت "حداثي" فهو مزيج بين الشرق والغرب في بعض جوانبه الفنية. أكثر من ألف منزل تاريخي بحاجة إلى إعادة الإعمار، كي تحافظ المدينة على تأريخها وتراثها. فيما تقول مصادر رسمية إن نصف هذه المنازل قد انهارت فعلا. جل المنازل المتبقية مهددة فعلا بالاندثار، إن لم تتحرك السلطات لإنقاذها. عباس الخشالي/ بيروت.