شنت إسرائيل غارات قالت إنها استهدفت "بنى تحتية عسكرية" لحزب الله في جنوب لبنان. ولبنان يدعو المجتمع الدولي، ولا سيّما الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورا".
أعلن الجيش الإسرائيلي أن شن غارات عدة مستودعات أسلحة تابعة لقوة الرضوان في حزب الله في منطقة جنوب لبنانصورة من: Rabih Daher/AFP
إعلان
استهدفت غارات إسرائيلية اليوم الخميس (18 سبتمبر/ أيلول 2025) جنوب لبنان، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية والجيش الإسرائيلي، الذي دعا قبيل ذلك سكان قرى عدة في المنطقة إلى إخلائها، تمهيدا لقصف مبان قال إنها تضمّ بنى تحتية لحزب الله.
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي افيخاي أدرعي على منصة "إكس" "أغار جيش الدفاع على عدة مستودعات أسلحة تابعة لقوة الرضوان في حزب الله الإرهابي في منطقة جنوب لبنان".
وأضاف "شكل وجود الوسائل القتالية المستهدفة انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان معرضًا سكان المنطقة للخطر حيث سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل".
لبنان يطالب بوقف الاعتداء
وفي تعقيب على التحذيرات الإسرائيلية، دعا رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام "المجتمع الدولي، ولا سيّما الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورا"، وفقا لبيان صادر عن مكتبه.
وقال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن الإنذار من أجل الإخلاء يتعارض مع جهود السلام الدولية.
وذكر سلام في منشور على منصة إكس أن حكومة لبنان "متمسكة بمسار وقف الأعمال العدائية" ومنخرطة في اجتماعات بهدف ضمان تنفيذ قرار الأمم المتحدة 1701 الذي أنهى جولة من الصراع بين حزب الله وإسرائيل في 2006.
وبعيد إطلاقه التحذيرات، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيانه بدء شن ضربات جوية على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان.
من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، بوقوع غارتين على الأقلّ استهدفتا قرية ميس الجبل الحدودية التي تعرضت لدمار كبير خلال الحرب، ولم يعد سوى عدد قليل من سكانها إلى منازلهم. وأفادت أيضا عن "غارة معادية" على بلدة كفرتبنيت.
إعلان
الجيش الإسرائيلي: "نستهدف حزب الله"
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية، أفيخاي أدرعي، قد كتب في منشور سابق على "إكس" قبيل الضربات "سيهاجم جيش الدفاع على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله الإرهابي في أنحاء جنوب لبنان، وذلك في مواجهة محاولاته المحظورة لاستئناف أنشطته في المنطقة".
ونشر الجيش خرائط لأربعة مبان في قرى ميس الجبل ودبين وكفرتبنيت بجنوب لبنان، داعيا سكانها وسكان المباني المجاورة إلى إخلائها "فورا" والبقاء "على مسافة لا تقل عن 500 متر منها". وأضاف أدرعي "البقاء في هذه المباني يعرضكم للخطر".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، بحصول حركة نزوح للسكان على الطريق الواصل بين بلدة كفرتبنيت ومدينة النبطية، بعيد منشور أدرعي.
عام على اندلاع الحرب
وأتت هذه الغارات والتحذيرات قبيل مرور عام على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله، الذي يستعدّ لإحياء ذكرى مقتل أمينه العام السابق حسن نصر الله، في 27 سبتمبر/ أيلول 2024 بضربات إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويواجه الحزب مزيدا من الضغوط مع اتخاذ الحكومة اللبنانية قرارا يقضي بحصر السلاح بيد قوات الأمن اللبنانية والجيش، على وقع ضغوطات أمريكية وتهديدات بتوسيع إسرائيل لضرباتها في لبنان. ووضع الجيش اللبناني في أيلول/سبتمبر خطة لتنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله، الذي اتخذته الحكومة في آب/أغسطس.
ورفض حزب الله الذي أضعفته الحرب الأخيرة خطة نزع السلاح التي تضعها الحكومة في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـمنظمة إرهابية.
تحرير: عبده جميل المخلافي
من الفصائل الفلسطينية لحزب الله.. حروب إسرائيل ولبنان في صور!
على الرغم من تصاعد العنف مؤخرًا، إلا أنه ومنذ عقود هناك معارك على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وكذلك في الداخل اللبناني. في هذه الصور نقدم نبذة تاريخية للنزاعات العسكرية بين لبنان وإسرائيل.
صورة من: Aziz Taher/REUTERS
قبل 1948
أصبح لبنان مستقلاً عن الانتداب الفرنسي في عام 1946. حتى قبل إعلان دولة إسرائيل، كان اللبنانيون يناقشون نوع العلاقة التي يمكن أن يقيموها مع جيرانهم. لطالما مثلت الحكومة اللبنانية مجموعة واسعة من الطوائف الدينية والعرقية المختلفة، كان البعض يشعر أن بإمكانهم التحالف مع الصهاينة الراغبين في تأسيس دولة، بينما عارض آخرون ذلك.
صورة من: Hassan Ammar/AP Photo/picture alliance
لاجئون فلسطينيون يفرون إلى لبنان
بعد حرب 1948 بين إسرائيل، حديثة التأسيس، وعدد من الدول العربية، اتفقت الأطراف، بما في ذلك لبنان، على خطوط هدنة رسمية. أسفر هذا الاتفاق عما يعرف بخط الهدنة 1949 أو الخط الأخضر. في نهاية الحرب، كانت إسرائيل تسيطر على حوالي 40% من المنطقة المخصصة في الأصل للفلسطينيين وفق خطة تقسيم الأمم المتحدة لعام 1947. أدت الحرب إلى لجوء 100 ألف فلسطيني إلى لبنان.
صورة من: Eldan David/Pressebüro der Regierung Israels/picture alliance /dpa
فرار جديد إلى لبنان
ظهرت مجموعات فلسطينية جديدة، منها فتح، وبدأت في شن هجمات على إسرائيل عبر الحدود، من لبنان وسوريا والأردن. في الآن ذاته، تصاعدت التوترات بين إسرائيل وجيرانها العرب واستعدت مصر وسوريا والأردن للحرب ضد إسرائيل، لكنها تعرضت لهزيمة عام 1967 فيما عرف بحرب الأيام الست. مرة أخرى، لجأ آلاف الفلسطينيين إلى لبنان إثر احتلال ما تبقى من أراضيهم المخصصة لهم بقرار أممي.
صورة من: Express/Express/Getty Images
انتقال الفصائل الفلسطينية إلى لبنان
عام 1970، بعد معارك فاشلة مع الجيش الأردني فيما بات يعرف ب"أيلول الأسود"، نقلت منظمة التحرير الفلسطينية مقرها الرئيسي من الأردن إلى العاصمة اللبنانية، بيروت. وحولت مقرها العسكري إلى جنوب لبنان. هذا أدى إلى زيادة في الصراع عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل. كان لبنان قد وافق على وجود مخيمات فلسطيينة على ترابه تديرها هذه المنظمة.
صورة من: Nicole Bonnet/AFP
دخول اليونيفيل
غزت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، لملاحقة المقاتلين الفلسطينيين الذين استمروا في شن غارات عبر الحدود ومن ذلك هجوم على حافلة مدنية إسرائيلية أوقع عدة قتلى، في وقت عاش فيه لبنان حالة حرب أهلية بين مجموعات لبنانية ضد مجموعات لبنانية وفلسطينية. دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى انسحاب فوري وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 425 وأنشأت الأمم المتحدة قوات حفظ سلام باسم "يونيفيل" لا تزال تعمل إلى اليوم.
صورة من: Mahmoud Zayyat/AFP
اجتياح إسرائيل للبنان
في يونيو/ حزيران 1982، اجتاحت إسرائيل لبنان، ووصلت إلى بيروت، مبررة تدخلها بملاحقة المقاتلين الفلسطينيين. وكانت "مذبحة صبرا وشاتيلا" التي نفذتها قوات مسيحية يمينية لبنانية، بحق المدنيين الفلسطينيين في المخيمين، أحد أبرز الفصول الدامية، ووجدت لجنة تحقيق إسرائيلية أن القوات الإسرائيلية سمحت بوقوعها.
صورة من: Getty Images/J. Barrak
ظهور حزب الله
أدى الغزو الإسرائيلي للبنان في النهاية إلى إنشاء حزب الله. عندما قرر مجموعة من رجال الدين الشيعة في لبنان حمل السلاح ضد الإسرائيليين، بدعم من إيران. عام 1985 انسحبت إسرائيل إلى الجنوب، حيث احتلت رسميًا منطقة تبلغ حوالي 850 كيلومترًا مربعًا بين النهر والحدود الإسرائيلية، وانسحبت عام 2000، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 425. بعد مواجهات مستمرة مع مقاتلي حزب الله.
صورة من: Fadel Itani/NurPhoto/IMAGO
مواجهات متعددة
وقعت مواجهات متعددة قبل الانسحاب، أهمها "حرب الأيام السبعة" عام 1993، ثم عملية "عناقيد الغضب" عام 1996 عندما قصفت إسرائيل الجنوب اللبناني ومطار بيروت ومحطات طاقة، ورد حزب الله بإطلاق الصواريخ. شهد ذلك العام قصفا إسرائيليا لمجمع تابع للأمم المتحدة قرب قرية قانا اللبنانية أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص كانوا يحتمون هناك، من بينهم حوالي 37 طفلاً، وجرح المئات، ووصفته إسرائيل بأنه حادث.
صورة من: Joseph Barrak/AFP/Getty Images
حرب 2006
قام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين وقتل آخرين. رفضت إسرائيل طلب الإفراج المتبادل عن أسرى، وردت بما عرف "حرب تموز". أدى النزاع إلى نزوح حوالي مليون لبناني ونصف مليون إسرائيلي، كما قتل حوالي 1,200 لبناني، و158 إسرائيلي، جلهم من الجنود. تعرضت البنية التحتية اللبنانية لأضرار بالغة. انتهى القتال بقرار من مجلس الأمن يدعو إلى نزع سلاح حزب الله وانسحاب الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى توسيع مهام يونيفيل.
صورة من: Gali Tibbon/AFP/Getty Images
ضربة موجعة للحزب
منذ 2006، كانت هناك هجمات متبادلة منتظمة عبر الحدود الجنوبية للبنان، لكنها لم تصل للحرب الشاملة. دخل حزب الله، المصنف إرهابياً في عدة دول، الحرب الحالية بمبرّر "إسناد غزة"، بهجمات صاروخية على شمال إسرائيل، لكنه تلقى ضربة موجعة بعد تفجير أجهزة البيجر ومقتل وإصابة المئات من عناصره، ثم الضربة الأخطر باغتيال الصف الأول من قياداته وفي مقدتهم حسن نصر الله.