تواصل تركيا حملة التطهير التي أطلقتها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث أحالت 48 جنرالا على التقاعد. والاستخبارات الوطنية الأمريكية تعتبر أن التطهير العسكري الأخير في تركيا سيجعل مكافحة "الدولة الإسلامية" أكثر صعوبة.
إعلان
قال الجيش التركي اليوم الجمعة (29 يوليو/تموز 2016) إن المجلس العسكري الأعلى قرر ترقية 99 ضابطا برتبة كولونيل إلى جنرال أو أميرال وأحال 48 جنرالا للتقاعد في إطار تعديلاته السنوية رغم أنه لم يحدث أي تغيير يذكر بالنسبة لكبار القادة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت هذا الشهر.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين للصحفيين في وقت متأخر أمس الخميس إن الرئيس رجب طيب إردوغان وافق على قرارات المجلس التي أبقت على رئيس هيئة الأركان خلوصي آكار وقادة القوات البرية والبحرية والجوية في مناصبهم.
"جنود أردوغان".. مدنيون في الساحات ضد غدر العسكر!
ليلة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا دعا أردوغان أنصاره للخروج إلى الشوارع، وكان لهؤلاء دورا مهما في إفشال الانقلاب، كما طلب منهم البقاء في الشارع تخوفا من غدر العسكر به، وهؤلاء لبوا دعوته. كاميرا DW رصدت تلك التظاهرات.
صورة من: DW/D. Cupolo
كل ليلة يأتون أفواجا للمشاركة في تظاهرات أنقرة لـ"مراقبة الديمقراطية". ومثل الكثيرين هنا، تؤكد زينب، ذات 32 عاما، أنها ستواصل التعبير عن مساندتها لأردوغان كلما طلب منها الأخير ذلك. "الجنود يستجيبون لأوامر قائدهم"، على ما تقول الشابة التي تعمل في مركز تجاري. وتضيف قائلة: "أردوغان هو قائدنا الأعلى ونحن جنوده". تنويه: الصور لا تظهر الأشخاص الذين حاورتهم DW.
صورة من: DW/D. Cupolo
"وإذا ما تطلب الأمر فسنأخذ إجازة من العمل للمشاركة في هذه التظاهرات"، على ما يقول سعدت، طالب متخرج في 31 من عمره. "(فقط أردوغان) بإمكانه أن يحكم بلدا متقلبا مثل تركيا"، كما يقول. بيد أن سعدت مثل الآخرين رفض الإدلاء باسمه الكامل خوفا من أن تكون هناك محاولة انقلاب أخرى بصدد التحضير لها وقد يتعرضون للاعتقال حينها بسبب تصريحاتهم هذه..
صورة من: DW/D. Cupolo
وعند سؤاله عن دوافعه لمساندة أردوغان، يقول جمال كايا، وهو طالب في 21 من عمره، بأن حزب العدالة والتنمية قد دفع بالاقتصاد التركي إلى الأمام وحسّن من الخدمات الاجتماعية. "قبل أن يأتي (أردوغان) كانت المستشفيات عبارة عن كارثة وقد عملنا بكد لتجديدها وتحسين خدماتها"، مضيفا "اليوم أصبح نظامنا الصحي أفضل بكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
ويروي كايا بأنه كان ليلة محاولة الانقلاب بالقرب من مبنى رئاسة أركان الجيش في أنقرة عندما تعرض لقصف من مروحية عسكرية. ويوضح بأن المشاركة في تظاهرات مساندة لأردوغان هي طريقة للتنفيس عن التوتر النفسي الذي عاشه تلك الليلة. "شعبنا عاش صدمة نفسية والقدوم إلى هنا هو عبارة عن علاج للتغلب عن اللحظات الصعبة التي مر بها"، على حد تعبيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
إسماعيل، مهندس في 33 من عمره، يقول بأنه يساند اردوغان لأنه قرر البلاد من الجذور الإسلامية للمجتمع، "لا نريد دستورا يرفض العلمانية، ولكننا نريد دستورا يعطي مساحة أكبر لإدراج الإسلام فيه". ويضيف: "تركيا تلعب دورا قياديا في المنطقة ونموذجنا سيساعد العالم على القبول بالإسلام."
صورة من: DW/D. Cupolo
توزيع الطعام والماء بصفة مجانية على المشاركين في التظاهرات المساندة لأردوغان وتوفير وسائل النقل لهم بصفة مجانية، أمر انتقده صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. "أنصار (أردوغان) عندما يتظاهرون ضد محاولة الانقلاب، فيرحب بهم بالطعام والماء...أما إذا تظاهر شعبنا (الأكراد) ضد الاحتلال العسكري في جنوب شرق البلاد، فيُرحب بهم بمدافع المياه."
صورة من: DW/D. Cupolo
دمية تصور فتح الله غولن وقد علقت من أنفها وتحمل لافتة كُتب عليها: "فتحو: جريمتك هي خيانة وطنك." ويتهم غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، بأنه هو من يقف وراء محاولة الانقلاب من خلال تغلغل شبكة أنصاره في أجهزة الدولة. وردا على ذلك أطلق أردوغان حملة تطهير تستهدف أنصاره.، رإم أن غولن نفى علاقته بالانقلاب.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى الآن تعرض 60 ألف شخص إما للاعتقال أو التوقيف أو الطرد من العمل. الناس يقولون هنا بأن هؤلاء سيحصلون على محاكمة عادلة. ويعرب شاهين، وهو صاحب متجر، عن رفضه للانتقادات الدولية لحملة التطهير هذه. ويقول لـDW: "أوروبا تقول إن أردوغان متسلط لأنهم يريدون أن تبقى تركيا خانعة." ويضيف: "أوروبا تخشى مجتمعنا. إنهم يعرفون بأننا سنصبح قريبا قوة عالمية ولهذا السبب يوجهون الانتقادات لنا."
صورة من: DW/D. Cupolo
8 صورة1 | 8
وترأس الاجتماع السنوي للمجلس العسكري الأعلى رئيس الوزراء بن علي يلدريم وضم كبار القادة وذلك في أعقاب تسريح نحو 1700 عسكري بسبب دورهم المزعوم في الانقلاب الفاشل الذي وقع يومي 15 و16 يوليو/ تموز.
وقال إردوغان -الذي نجا بأعجوبة من الاعتقال وربما القتل ليلة الانقلاب- في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي إن الجيش التركي -ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي- يحتاج إلى "دماء جديدة".
من حهته، قال مدير المخابرات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر مساء الخميس إن عملية التطهير التي تقوم بها تركيا للجيش بعد محاولة الانقلاب الفاشلة تعرقل التعاون في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال كلابر والجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية – بينما كانا يتحدثان في منتدى أسبن الأمني بولاية كولورادو – إن عملية التطهير شملت الكثير من الضباط الأتراك الذين تعاملوا مع الولايات المتحدة وألقت بالبعض في السجون.
وتستضيف تركيا قوات وطائرات أمريكية في قاعدة انجيرليك الجوية التي تنطلق منها الطائرات الأمريكية لتنفيذ هجمات على مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وتوقفت هذه العمليات الجوية مؤقتا في أعقاب محاولة الانقلاب.