تركيا: ضبط متفجرات لدى العشرات على الحدود مع سوريا
١٠ فبراير ٢٠١٦
أعلن الجيش التركي أن جنوده ضبطوا أربعة أحزمة ناسفة في حقائب مجموعة من المشتبه بهم تم اعتراضها في قرقميش، بجنوب شرق تركيا، التي تقع قبالة مدينة جرابلس السورية التي يحتلها حاليا تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters
إعلان
أوضح الجيش في بيان اليوم (الأربعاء العاشر من فبراير/ شباط 2016) أنه "عثر في حقيبتين على 12 إلى 15 كيلوغراما من المتفجرات، التي لم تحدد طبيعتها، وأربعة أحزمة ناسفة يمكن استخدامها في اعتداءات انتحارية". والمجموعة التي اعترضها الدرك التركي في بلدة قرقميش بمحافظة غازي عنتاب تضم 34 شخصا، أربعة رجال وعشر نساء وعشرين طفلا، كما أوضح بيان الجيش. وتقع قرقميش قبالة مدينة جرابلس السورية التي يحتلها حاليا تنظيم "الدولة الإسلامية".
ويأتي إعلان الجيش التركي في وقت يحتشد فيه حوالي 30 ألف مدني سوري منذ عدة أيام قبالة مركز اونجو بينار الحدودي التركي الواقع على بعد حوالى مئة كيلومتر إلى غرب قرقميش، هربا من هجوم عنيف تشنه قوات النظام في محافظة حلب. وقد بلغت مخيمات النازحين في المنطقة الحدودية قدرتها القصوى على الاستيعاب.
لاجئون سوريون تقطعت بهم السبل على ضفتي البوسفور
في إسطنبول يعيش حاليا عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين. جلهم يشعرون بأنهم محاصرين في المدينة التركية الضخمة بين الحرب في وطنهم الأم وبين حلم الوصول إلى أوروبا.
صورة من: DW/C. Roman
يعيش حاليا في مدينة إسطنبول التركية حوالي 400 ألف لاجئ سوري، ويقترب هذا العدد من أعداد اللاجئين السوريين في أوروبا بأكملها. ويتم التعامل معهم من قبل السلطات التركية بصفتهم "مسافرين" أي أنهم ضيوف مؤقتون، وبالتالي فلا حق لهم في اللجوء أو العمل.
صورة من: DW/C. Roman
علي، صبي عمره 13 عاما، يتحدث عن تجربته في القدوم إلى تركيا قائلا: "بلدي سوريا لم يعد موجودا، لأن بشار الأسد دمره، لذلك هربت قبل عامين مع عائلتي من حلب. على الحدود أطلقت الشرطة التركية النار علينا، فانبطحنا على الأرض واختبئنا لحين قدوم المهربين الذين أحضرونا إلى إسطنبول."
صورة من: DW/C. Roman
ويضيف علي "يتحتم أن أساعد عائلتي، والداي وستة إخوة وأخوات." وبدلا من أن يذهب إلى المدرسة، يعمل علي بشكل غير قانوني في سوبر ماركت في إحدى ضواحي مدينة إسطنبول، حيث يحصل على حوالي 47 يورو أسبوعيا ، مقابل ساعات عمل طويلة تصل إلى 14 ساعة يوميا. ويقول الصبي السوري: "أفتقد بيتي وأصدقائي، وأفتقد لعب الكرة معهم."
صورة من: DW/C. Roman
أما غيث، البالغ من العمر 22 عاما، فيقول: "كنت متشوقا دائما لدراسة الهندسة الكهربائية في مسقط رأسي، حمص. لكن بعد اندلاع الأحداث تم زجي في قوات الجيش السوري، وذلك لمقاتلة أبناء شعبي، ما اضطرني للهروب. أحلم أحيانا بعودتي لمدينتي حمص، وأن أجد فيها الحياة والسلام، اللذين عشناهما سابقا، لكن أعتقد أنني سأهرم قبل معايشتي ذلك مرة أخرى."
صورة من: DW/C. Roman
مارس غيث العديد من المهن ليتمكن من العيش، كان منها مهنة بواب في أحد الفنادق، المخصصة للسياح ويقول: " ألتقي هنا بالعديد من الأوروبيين، وأستمع باهتمام لقصصهم وحكاويهم، إلا أنني لا أعتقد أنهم يفهمون قصصي وتجاربي، مصطلحات الحرب والموت يعايشونها في الأفلام فقط."
صورة من: DW/Ch.Roman
ولا يرى الأخوان إبراهيم وغسان أي مستقبل في تركيا، لأنهما لا يملكان أي وضع قانوني كما يقولان. ويقول غسان الذي يعمل مع أخيه في أحد المخابز "هذا الوضع يشعرنا بالقلق. في سوريا كنت أعمل محاسبا، أما هنا فأنا لا شيء."
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار (32 عاما): "ما يشغل السوريين هنا، هو الطريق الأفضل للوصول إلى أوروبا، وهل هو بحرا بركوب القارب المطاطي؟ أم عن طريق البر؟" إليسار أنشأت محطة إذاعية في إسطنبول، موجهة للسوريين، الذين لم يهربوا بعد من مناطق إدلب وحماة وحلب، إلا أن إذاعتها أصبحت مصدرا مهما للمعلومات للكثير من اللاجئين في تركيا أيضا.
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار: "طفلتي ولدت هنا في تركيا، لكن ما حصلت عليه كغيرها من الأطفال، الذين يولودون هنا، مجرد ورقة إثبات تركية، لا تعني شيئا." وتتابع: "لا نستطيع الحصول أيضا على أية وثيقة سورية هنا، ما يعني أن الطفلة ليست سورية كما أنها ليست تركية."
صورة من: DW/C. Roman
يقول محمد، البالغ 19 عاما: "هربت بمفردي منذ عامين، عائلتي لا زالت تعيش في دمشق." ويتابع الشاب السوري: "أمنيتي كانت أن أكون مصورا محترفا، إلا أنه هنا لا أملك أي فرصة لذلك، ولم أتمكن من الحصول على أي عمل." ويضيف محمد: "أتعلم الآن اللغة التركية، وأعتقد أنه قد يكون من الأفضل أن أهرب إلى أوروبا."
صورة من: DW/C. Roman
قبل ثلاثة أسابيع كان محمد على وشك الانطلاق بقارب مطاطي للوصول إلى الشواطئ اليونانية، حيث طلب منه المهربون مبلغ 1200 دولار أمريكي من أجل ذلك. واضطر محمد إلى بيع آلة التصوير الثمينة، التي كانت بحوزته، من أجل تمويل هذه الرحلة، إلا أن الخوف تملكه في النهاية، ما اضطره إلى تأجيل السفر. "المرة القادمة لابد من أن أنجح"، يقولها محمد وهو لا يجيد حتى السباحة.
صورة من: DW/C. Roman
10 صورة1 | 10
ولا تسمح تركيا، التي تستضيف أصلا 2,7 مليون سوري، في الوقت الحالي لهؤلاء اللاجئين بالدخول الى أراضيها بل تقدم لهم المساعدة الإنسانية على الأرض السورية. وتخشى أنقرة من تدفق جديد للاجئين يمكن يصل إلى 600 ألف شخص. والشرطة التركية في حالة استنفار منذ الصيف الماضي منذ نسبت السلطات سلسلة اعتداءات إلى تنظيم "الدولة الإسلامية".
وآخر هذه الاعتداءات وقع في 12 كانون الثاني/ يناير في اسطنبول وأسفر عن مقتل أحد عشر سائحا ألمانيا في منطقة السلطان أحمد التاريخية. وفي تشرين الأول / أكتوبر أدى تفجير انتحاري، اُعتبر الأكثر دموية على الإطلاق في تركيا، إلى مقتل 103 أشخاص أثناء تظاهرة مناصرة للأكراد أمام محطة القطارات المركزية في أنقرة.