لأول مرة منذ سيطرة تنظيم داعش عليها قبل ما يقرب من عام، دخل الجيش السوري مدينة تدمر الأثرية. وتتقدم القوات النظامية، بدعم من مسلحين موالين لها ببطء، بسبب زرع التنظيم لكمية كبيرة من الألغام في محيط المدينة.
إعلان
دخل الجيش السوري بغطاء جوي توفره الطائرات الحربية الروسية مدينة تدمر الأثرية، وسط معارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس (24 آذار/ مارس).
وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، في بساتين مدينة تدمر بريف حمص الشرقي وعلى مقربة من القلعة الأثرية للمدينة، حسبما أفاد المرصد السوري.
وأحرزت القوات الحكومية تقدما جديدا في تدمر كما سيطرت على منطقة الفنادق، ودخلت لأولى المنازل في جنوب غرب المدينة تحت غطاء جوي مكثف ومستمر، وترددت معلومات عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس "دخلت قوات النظام السوري حي الغرف في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة تدمر إثر معارك عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية"، مشيرا إلى أن "قوات النظام تتقدم ببطء خشية من الألغام"، التي زرعها الجهاديون في المدينة. وكان المرصد أفاد أن تنظيم "الدولة الإسلامية زرع كميات كبيرة من الألغام في محيط المدينة ومعظم أحيائها لمنع أي تقدم سريع لقوات النظام."
وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس إن "الجيش يدخل من الجهة الشمالية الغربية بعد سيطرته على المدافن الغربية في منطقة وادي القبور".
وبدأ الجيش السوري -بدعم من المسلحين الموالين له وغطاء جوي روسي- قبل حوالي أسبوعين عملية استعادة تدمر من تنظيم الدولة الإسلامية. ونجح خلال اليومين الماضيين من التقدم باتجاهها من كامل الجهة الغربية.
ويسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على تدمر منذ أيار/ مايو 2015، وعمد منذ ذلك إلى تدمير العديد من المعالم الأثرية بالمدينة التي يعود تاريخها ألفى ألفي عام.
ص.ش/ ف.ي (د ب أ، أ ف ب)
"داعش".. حرب مدمرة على الأرث الثقافي العالمي
يواصل تنظيم "داعش" حربه على الإرث الثقافي العالمي، سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا، ومنذ سيطرته على مدينة تدمر الغنية بالمواقع الأثرية والمدرجة على قائمة التراث العالمي، يستهدف التنظيم الإرهابي تلك المواقع واحدة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
معبد بعل شمين يعد من أهم كنوز المدينة الأثرية في تدمر السورية، هو أحدث المواقع الأثرية التي يستهدفها التنظيم الإرهابي، وهي أول مرة يقوم فيها بتدمير آثار تعود للعصر الروماني. وذلك بعد أقل من أسبوع على إعدام عالم الآثار المعروف خالد الأسعد مدير آثار المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
أقدم تنظيم"داعش" وبشكل وحشي على إعدام عالم الآثار السوري المعروف خالد الأسعد(82 عاما). الأسعد عمل طيلة أربعة عقود مديرا للآثار في تدمر، ونال عدة أوسمة من بلدان مختلفة، وله حوالي 40 مؤلفا عن الآثار في تدمر وسورية والعالم. وقد خلفت الجريمة ردود فعل دولية غاضبة.
صورة من: picture alliance/AP Photo
قال تنظيم "داعش" في بيان إنه بات يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة هناك، ما يثير المخاوف من قيام المتطرفين بتدمير الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي.
صورة من: Fotolia/bbbar
تعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية أدرجت على لائحة التراث العالمي في عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والاحياء القديمة في دمشق وحلب.
صورة من: Joseph Eid/AFP/Getty Images
مدينة تدمر مدرجة على لائحة تراث اليونيسكو، وتضم آثارا قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.
صورة من: Fotolia/waj
يشتهر الموقع الاثري القائم في جنوب مدينة تدمر بأعمدته الرومانية ومعابده ومدافنه الملكية. وتعتبر مدينة تدمر من أهم الممالك السورية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص في عهد ملكتها زنوبيا
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/F. Neukirchen
تعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سوريا للدمار خلال أكثر من أربع سنوات من النزاع، حسب ما أعلنت الامم المتحدة.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
دمر تنظيم داعش الإرهابي في بداية شهر آذار/ مارس الماضي عدة مواقع أثرية في مدينة الحضرالأثرية في محافظة نينوي شمال غرب العراق. مدينة الحضر مصنفة هي الأخرى ضمن مواقع التراث العالمي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Militant video
قام مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي بتحطيم العديد من المنحوتات والمجسمات الأثرية في متحف نينوي بمدينة الموصل شمالي العراق. وكانت منظمة اليونسكو قد أدانت الحملة وصفتها بأنها جريمة حرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في 11 أبريل/نيسان شريطا مصورا لعناصره وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال العراق، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
صورة من: YouTube/WorldBreakingNews2015
استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" العديد من القبور التاريخية ومن بينها قبر النبي يونس، الذي دمره التنظيم في منتصف السنة الماضية.