سيطرت قوات الحكومة السورية على حي الصاخور الاستراتيجي في شرق حلب في إطار تقدم أفقد مقاتلي المعارضة السيطرة على ثلث أراضي شرق المدينة الخاضع لهم في الأيام القليلة الماضية.
إعلان
أكدت وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا) اليوم (الاثنين 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) ما سبق وأن ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن وحدات من الجيش السوري أحكمت سيطرتها بشكل كامل على حي الصاخور بشرق حلب.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن وحدات الهندسة تقوم بتفكيك العبوات والألغام المزروعة في الحي. وكانت القوات الحكومية استعادت خلال اليومين الماضيين السيطرة الكاملة على حي جبل بدرو ومنطقة الهلك ومساكن هنانو والمنطقة المحيطة بها في حلب الشرقية والتي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مدينة حلب في اليوم الـ 14 من تصعيد القصف والعمليات العسكرية على أحياء المدينة الشرقية شهدت خروج كامل القسم الشمالي من هذه الأحياء، من اوتستراد مطار حلب الدولي عند الصاخور، وإلى الشمال وصولاً إلى شمال أحياء حلب الشرقية، عن سيطرة الفصائل المعارضة. وقال المرصد في بيان إن القوات السورية سيطرت على حي الشيخ خضر واستكملت سيطرتها على حيي الحيدرية والصاخور، وأجزاء من حي الشيخ فارس، فيما سيطرت قوات "سوريا الديمقراطية" على الأجزاء المحاذية لبستان الباشا والهلك التحتاني من حي الشيخ فارس.
وأشار المرصد إلى أن هذه السيطرة جاءت بعد قصف عنيف ومكثف من القوات السورية والطائرات الحربية والمروحية. وكانت القوات السورية سيطرت أمس وفي الأيام القليلة التي سبقتها على كامل أحياء بعيدين وعين التل وأجزاء واسعة من الهلك ومنطقة الإنذارات وأجزاء من الصاخور وجبل بدرو بالكامل ومساكن هنانو والمقبرة الإسلامية والشيخ نجار القديمة.
ح.ز/ س.ك (د.ب.أ / رويترز، أ.ف.ب)
مشاهد من يوميات الرعب في حلب
تتعرض حلب لكارثة إنسانية حادة نتيجة للحصار والقصف المكثف، وتتفاقم معاناة المدنيين مع الضربات الجوية المتكررة للأحياء والمستشفيات، وتناقصت إمدادات الدواء والغذاء، فيما وصف مسؤولون دوليون الوضع "بأنه لا يمكن وصفه".
صورة من: picture-alliance/dpa/Z.Al Shimale
صورة من: picture-alliance/dpa/Z.Al Shimale
يخضع نحو 250 ألف شخص في أحياء شرق حلب الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة لحصار منذ أن قطع الجيش بمساعدة من فصائل مسلحة مدعومة من إيران وسلاح الجو الروسي آخر طريق يؤدي إلى تلك الأحياء في أوائل يوليو تموز.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
تتضارب الرويات حول فرص المدنيين من الهرب من القصف. ففيما تقول الحكومة السورية إن مقاتلي المعارضة يمنعون السكان من المغادرة، تقول جماعات معارضة وسكان في شرق حلب إن الناس يحجمون عن استخدام الممرات خوفا من وجود قناصة أو قنابل أو القبض عليهم.
صورة من: Getty Images/AFP/B. al-Habibi
وصف روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الوضع في شرق حلب قائلا إنه: "بشع جدا فعلا.. أعني أن الكلمات تعجز عن وصفه... على الرغم من توقفات عارضة فإن الصورة بشكل عام بشعة."
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الذي فشلت جهوده للتفاوض إلى تامين الوصول إلى حلب الشرقية، "الوقت ينفد" بالنسبة لتفادي كارثة إنسانية في تلك المنطقة.
صورة من: picture alliance/AA/E. Leys
ويتعرض مدنيون يقيمون في القسم الغربي في حلب الخاضع لسيطرة النظام لهجمات دامية تشنها فصائل المعارضة لكن المساعدات الإنسانية لا تزال تصل إلى هذه الأحياء.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
أعلنت الأمم المتحدة انه لم يعد هناك أي مستشفى قيد العمل في القسم الشرقي من مدينة حلب السورية الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة وحيث يقيم أكثر من 250 ألف مدني. والمستشفيات كانت هدفا متكررا لعمليات القصف المكثفة التي يقوم بها النظام السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
وكالات الأمم المتحدة وبينها منظمة الصحة العالمية لم تعد قادرة على الوصول إلى شرق حلب منذ تموز/يوليو حين سيطر الجيش السوري على آخر طريق إمداد إلى الإحياء الشرقية ما أدى إلى وقف وصول الأدوية والمواد الغذائية إليها منذ أكثر من أربعة أشهر.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يقول "يجري عزل وتجويع المدنيين ويتعرضون للقصف ويحرمون من الرعاية الطبية والمساعدة الإنسانية من أجل إجبارهم على الاستسلام أو الفرار. إنه تكتيك متعمد من القسوة لزيادة معاناة الشعب من أجل مكاسب سياسية وعسكرية وأحيانا اقتصادية". مشيرا إلى وجود مليون شخص تحت الحصار في سوريا. ( كتابة وإعداد: علاء جمعة)