في رد فعل سياسي سريع على الضربات الجوية الدولية لأهداف منتخبة في سوريا، أعلن الجيش السوري خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً لها.
إعلان
نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مساء السبت (14 نيسان/ أبريل 2018) عن متحدث باسم القيادة العامة للقوات الحكومية قوله: "تم إخراج جميع الإرهابيين من مدينة دوما آخر معاقلهم في الغوطة الشرقية"، في إشارة إلى فصائل المعارضة المسلحة المتحصنة هناك.
وأعلن متحدث باسم الجيش السوري في بيان بثه التلفزيون الرسمي أنّ "وحدات من قواتنا المسلحة والقوات الرديفة والحليفة تنجز تطهير كامل بلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق من الإرهاب".
ويأتي هذا الإعلان بعد هجوم عنيف شنه النظام السوري وحلفاؤه في 18 شباط/ فبراير لاستعادة الغوطة الشرقية، آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، والتي كانت منذ 2012 خارج سيطرة النظام. وأدى الهجوم إلى مقتل 1700 مدني على الأقل خلال شهرين من المعارك، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما اتُهم النظام السوري بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية الأسبوع الماضي في دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة قرب العاصمة السورية، أدى إلى مقتل العشرات. وتعتبر دوما المدينة الرئيسية في الغوطة الشرقية حيث كان يعيش نحو 400 ألف شخص. وتواصلت منذ صباح أمس الجمعة التحضيرات لإجلاء الدفعة الأخيرة من مقاتلي فصيل "جيش الإسلام" ومدنيين عن المدينة وفق الإعلام الرسمي. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "عملية إخراج إرهابيي جيش الإسلام وعائلاتهم من مدينة دوما مستمرة تمهيداً لإعلانها خالية من الإرهاب".
ونقلت حافلات مقاتلين ومدنيين إلى نقطة تجمع عند أطراف الغوطة الشرقية ثم تحركت إلى مناطق سيطرة فصائل موالية لأنقرة في شمال سوريا.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس أن "غالبية مقاتلي جيش الإسلام خرجوا من دوما".
وردت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا السبت على الهجوم الكيماوي المفترض في الغوطة الشرقية بتوجيه ضربات ضد مواقع مفترضة للأسلحة الكيماوية التابعة للنظام السوري.
م.م/ ي.أ ( أ ف ب)
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.