يواصل الجيش السوري تقدمه داخل مدينة تدمر من عدة محاور بمساعدة قصف جوي ومدفعي روسي. فيما يحاول مسلحو "الدولة الإسلامية" شن هجمات مضادة على الجنود الذين يتقدمون في المدينة تشمل تفجير سيارات ملغومة.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Sharifulin
إعلان
قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو كيان معارض، إن قوات الحكومة السورية تتقدم في مدينة تدمر من عدة محاور اليوم السبت (26 مارس/ آذار 2016) تحت غطاء قصف جوي روسي. وأظهرت لقطات بث تلفزيوني حي سلسلة انفجارات داخل المدينة.
ووصف المرصد الهجوم بأنه الأعنف منذ بدأ الجيش السوري ومقاتلي الجماعات المتحالفة معه حملة لاستعادة المدينة من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل ثلاثة أسابيع. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الجنود السوريين والفصائل المتحالفة معهم سيطروا على نحو ثلث المدينة من ناحية الغرب والشمال أساسا بما في ذلك أجزاء من مناطق أثرية من العصر الروماني. وأضاف أن الجنود يقاتلون أيضا على جبهة جنوبية.
وذكر التلفزيون السوري الرسمي أيضا أن الجيش يتقدم داخل تدمر وسيطر على عدة أحياء. وأظهرت لقطات تلفزيونية من منحدرات محيطة بقلعة من القرون الوسطى سيطر الجيش عليها أمس الجمعة وتطل على المدينة دبابات وعربات مدرعة تطلق نيرانها نحو المدينة.
وفي وقت سابق قال المرصد السوري إن مسلحي "الدولة الإسلامية" شنوا هجمات مضادة على الجنود الذين يتقدمون في المدينة شملت تفجير سيارات ملغومة. واستعادة تدمر، التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في مايو/ أيار الماضي ستكون أكبر تراجع للتنظيم في سوريا منذ التدخل الروسي الذي حول دفة الصراع لصالح الرئيس بشار الأسد.
ولا يشمل اتفاق وقف الأعمال القتالية تنظيم "الدولة الإسلامية" ولا جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا. وأدى الاتفاق الساري منذ شهر إلى هدوء القتال بين الحكومة ومسلحي المعارضة الذين يقاتلون الأسد في غرب سوريا. وسحبت روسيا، التي ترعى المحادثات مع الولايات المتحدة بعضا من قواتها من سوريا لكنها دعمت بقوة الهجوم على تدمر وقالت قبل أيام إن ضابطا من القوات الخاصة الروسية قتل في المعارك قرب المدينة.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع في موسكو قولها اليوم السبت إن الطائرات الحربية نفذت 40 طلعة فوق محيط مدينة تدمر خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وقصفت 158 هدفا لتنظيم "الدولة الإسلامية" مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 متشدد.
"داعش".. حرب مدمرة على الأرث الثقافي العالمي
يواصل تنظيم "داعش" حربه على الإرث الثقافي العالمي، سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا، ومنذ سيطرته على مدينة تدمر الغنية بالمواقع الأثرية والمدرجة على قائمة التراث العالمي، يستهدف التنظيم الإرهابي تلك المواقع واحدة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
معبد بعل شمين يعد من أهم كنوز المدينة الأثرية في تدمر السورية، هو أحدث المواقع الأثرية التي يستهدفها التنظيم الإرهابي، وهي أول مرة يقوم فيها بتدمير آثار تعود للعصر الروماني. وذلك بعد أقل من أسبوع على إعدام عالم الآثار المعروف خالد الأسعد مدير آثار المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
أقدم تنظيم"داعش" وبشكل وحشي على إعدام عالم الآثار السوري المعروف خالد الأسعد(82 عاما). الأسعد عمل طيلة أربعة عقود مديرا للآثار في تدمر، ونال عدة أوسمة من بلدان مختلفة، وله حوالي 40 مؤلفا عن الآثار في تدمر وسورية والعالم. وقد خلفت الجريمة ردود فعل دولية غاضبة.
صورة من: picture alliance/AP Photo
قال تنظيم "داعش" في بيان إنه بات يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة هناك، ما يثير المخاوف من قيام المتطرفين بتدمير الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي.
صورة من: Fotolia/bbbar
تعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية أدرجت على لائحة التراث العالمي في عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والاحياء القديمة في دمشق وحلب.
صورة من: Joseph Eid/AFP/Getty Images
مدينة تدمر مدرجة على لائحة تراث اليونيسكو، وتضم آثارا قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.
صورة من: Fotolia/waj
يشتهر الموقع الاثري القائم في جنوب مدينة تدمر بأعمدته الرومانية ومعابده ومدافنه الملكية. وتعتبر مدينة تدمر من أهم الممالك السورية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص في عهد ملكتها زنوبيا
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/F. Neukirchen
تعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سوريا للدمار خلال أكثر من أربع سنوات من النزاع، حسب ما أعلنت الامم المتحدة.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
دمر تنظيم داعش الإرهابي في بداية شهر آذار/ مارس الماضي عدة مواقع أثرية في مدينة الحضرالأثرية في محافظة نينوي شمال غرب العراق. مدينة الحضر مصنفة هي الأخرى ضمن مواقع التراث العالمي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Militant video
قام مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي بتحطيم العديد من المنحوتات والمجسمات الأثرية في متحف نينوي بمدينة الموصل شمالي العراق. وكانت منظمة اليونسكو قد أدانت الحملة وصفتها بأنها جريمة حرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في 11 أبريل/نيسان شريطا مصورا لعناصره وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال العراق، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
صورة من: YouTube/WorldBreakingNews2015
استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" العديد من القبور التاريخية ومن بينها قبر النبي يونس، الذي دمره التنظيم في منتصف السنة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
11 صورة1 | 11
وقال مصدر عسكري سوري إن "الروس يشاركون بشكل واسع" في معركة تدمر مشيرا إلى مركز عمليات مشترك للجيشين الروسي والسوري. وأضاف أن مشاركة الروس واسعة "سواء بالقتال المباشر برا أو من خلال الطيران أو من خلال الاتصالات وأجهزة التشويش".
وأشار إلى "مشاركة طائرات روسية ضخمة في وقت مبكر من صباح السبت مع 150 غارة عندما كنا في صدد السيطرة على التلال حول المدينة". وأوضح أن الغارات توقفت إلى "حد كبير فالمعركة الآن في المدينة والمدفعيتان الروسية والسورية تشاركان في القصف". وأكد أن "معارك المدينة لا تحتاج لزخم جوي، إنما تحتاج لزخم مدفعي وهذا الشيء نلاحظه سواء من مدفعية الروس أو من مدفعية الجيش".
ومن شأن استعادة الجيش السوري للمدينة أن تفتح شرق سوريا أمام الجيش حيث يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على معظم أنحاء محافظتي دير الزور والرقة.