الجيش السوري يوسِّع عملياته العسكرية شمال البلاد وسط فرار جماعي للسكان
١٤ يونيو ٢٠١١قال شهود وسكان فارون من مناطق تشهد احتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد في شمال سورية إن القوات السورية تتجه نحو بلدة معرة النعمان على الطريق السريع بين دمشق وحلب بعد أن ألقت القبض على المئات من الأشخاص في عملية تمشيط للقرى القريبة من بلدة جسر الشغور. ونقلت وكالة رويترز عن شهود قولهم إن قوات ومركبات مدرعة وصلت في ساعة متأخرة من يوم الاثنين (14 يونيو/حزيران) إلى قرية على بعد 14 كيلومترا من بلدة معرة النعمان التي شهدت احتجاجات واسعة.
ويتحدث نشطاء عن فرار ما يقرب من سبعة آلاف سوري بالفعل من المنطقة المحيطة بجسر الشغور ولجوئهم إلى تركيا المجاورة في حين لجأ آلاف آخرون إلى مناطق ريفية داخل سوريا قريبة من الحدود.
وفي تعقيبها على الأحداث تقول الحكومة إن الاحتجاجات جزء من مؤامرة مدعومة من قوى أجنبية لإثارة صراع طائفي. ومنعت سوريا اغلب الصحفيين الأجانب من العمل لديها مما يصعب التحقق من الروايات بشأن الأحداث.
وأفاد لاجئون فارون بأنهم شاهدوا في مدن وبلدات أخرى تحاصرها قوات الجيش والدبابات عقب احتجاجات حاشدة، شاهدوا قوات الأمن ومسلحين موالين للرئيس بشار الأسد يُطلق عليهم اسم "الشبيحة" اقتحموا منازل ومتاجر في جسر الشغور. وتأتي حملة الاعتقالات التي جرت يوم الاثنين بعد هجوم شنه الجيش على بلدة جسر الشغور الواقعة بشمال غرب سوريا استخدم فيه طائرات مروحية والدبابات حيث استعاد السيطرة عليها بعد أسبوع من إعلان السلطات أن 120 من قوات الأمن قتلوا في الاشتباكات التي أنحت باللائمة فيها على "جماعات مسلحة."
وقال سكان وجنود انشقوا إن القتلى مدنيون وأفراد امن رفضوا تنفيذ أوامر إطلاق الرصاص على المحتجين وانضموا إلى المظاهرات التي تدعو إلى إنهاء حكم الأسد. وحسب جماعات حقوقية سورية فان 1300 شخصا قتلوا منذ بدء الانتفاضة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 300 من رجال الجيش والشرطة قتلوا.
انقسام في مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية
وفي ردود الفعل الدولية على الأوضاع في سورية، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني الاثنين أن الولايات المتحدة "تدين بقوة" أعمال العنف الجديدة التي وقعت نهاية الأسبوع. وقال كارني خلال مؤتمر صحافي على متن الطائرة الرئاسية التي كانت تقل الرئيس باراك اوباما إلى كارولاينا الشمالية (جنوب شرق)، "ندين بقوة (...) أعمال العنف التي وقعت في سورية".
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي كان يتحدث في وزارة الخارجية بالأرجنتين الاثنين ان الحكومة السورية ردت على رغبة الشعب في التغيير بشن "هجمات رهيبة" وان الوضع "يبعث على قلق بالغ". وأضاف قائلا: " أحث الرئيس الأسد على السماح بوصول المعونات الإنسانية إلى المناطق المتضررة والسماح بدخول بعثة تقييم مفوضة من مجلس حقوق الإنسان التي طلبت منه في مناسبتين قبولها".
وفي نيويورك حث مبعوث فرنسا لدى الأمم المتحدة البرازيل على مساندة مشروع قرار أوروبي سيدين سورية على حملتها الدامية على المتظاهرين المناهضين للحكومة. وكانت البرازيل شأنها شأن الهند وجنوب إفريقيا عبرت عن تحفظات على مشروع القرار الذي أعدته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال. وقالت روسيا والصين إنهما قد تعترضان بحق النقض (الفيتو) على مشروع القرار. وذكرت وكالة فرانس برس ان مندوبي روسيا والصين قاطعا المحادثات التي جرت نهاية الأسبوع في مجلس الأمن بشان القرار الأوروبي. وقال دبلوماسيون إن المساعي في هذا الشأن وصلت إلى طريق مسدود في مجلس الأمن الدولي. ولم يتضح بعد هل سيقدم الأوروبيون مشروع القرار للتصويت ومتى.
وفي القاهرة عبر عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية عن "قلقه" تجاه نحو ثلاثة أشهر من الاشتباكات في سورية لكنه أشار إلى انقسام داخل الجامعة بشأن كيفية التعامل مع الأزمة.
(م.س/ رويترز، أ ف ب)
مراجعة: يوسف بوفيجلين