1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجيش المصري يتهم قوى خفية بمحاولة "هدم الدولة"

١٩ ديسمبر ٢٠١١

أكد المجلس العسكري في مصر الاثنين أن أحداث مجلس الوزراء وشارع القصر العيني أثبتت أن هناك خططاً ممنهجة لهدم الدولة. وتواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن المصرية ومعارضين للحكم العسكري بالقاهرة.

نيران تلتهم المجمع العلمي بوسط القاهرةصورة من: dapd

قال اللواء عادل عمارة عضو المجلس العسكري في مؤتمر صحفي حول ملابسات أحداث مجلس الوزراء وشارع القصر العيني، إن هناك قوى منزعجة من الحالة الديمقراطية التي تنتهجها البلاد من خلال الانتخابات التي تجري حالياً. وأضاف أن الأحداث التي شهدتها مصر منذ بداية ثورة 25 يناير حتى الآن أثبتت منهجية التخطيط لهدم الدولة من خلال التشكيك في نزاهة الانتخابات وهدم قوات الشرطة والآن الاحتكاك بالقوات المسلحة.

وأشار اللواء إلى أن نجاح تنظيم المرحلة الأولى والثانية من انتخابات مجلس الشعب بشكل فاق كل التوقعات خيب ظن بعض القوى في عدم قدرة قوات الجيش والشرطة في تنظيم هذه الانتخابات. وأكد عمارة أن عناصر تأمين مجلس الوزراء من القوات المسلحة لم تتعرض بأي شكل من الأشكال للمتظاهرين، وقال: "رغم محاولات الاستفزاز التي تتعرض لها قوات التأمين يومياً من قبل المعتصمين لم تتعرض للمتظاهرين قولاً أو فعلاً". وشدد على أن القوات المسلحة مصممة على تسليم السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة من قبل الشعب، محذراً من أن الوطن في خطر وعلى البعض مراجعة مفهومه الوطني.

وفيما يخص الدور الذي تلعبه بعض وسائل الإعلام في تأجيج الموقف أوضح عضو المجلس العسكري بالقول: "بعض وسائل الإعلام أثارت الفتنة ضد الدولة بشكل مقصود"، لافتاً إلى أن كل ما نشر على وسائل الإعلام هو رهن التحقيق وسيتم عرض النتائج على الشعب. وشدد على ضرورة التفريق بين المتظاهرين الحقيقيين وبين من يريد التخريب، مؤكداً أن الجيش لن يصطدم بالشعب المصري لأي سبب. وقال عمارة إن هناك عناصر من جهات مختلفة تحرض، والتحقيقات جارية في كل الاتهامات.

الجيش المصري يتهم عناصر مندسة بين المتظاهرين تعمل على تخريب الممتلكات العامة والخاصة في مصرصورة من: dapd

استمرار المواجهات رغم التحذير من الفتنة

وتواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن المصرية ومعارضين للحكم العسكري بالقاهرة لليوم الرابع على التوالي الاثنين (19 كانون الأول/ ديسمبر). وأفادت مصادر طبية أن عدد القتلى ارتفع إلى 13 منذ يوم الجمعة الماضي حين اندلعت الاشتباكات،وأُصيب المئات. وفي الليلة الماضية طرد جنود من الجيش والشرطة يستخدمون الهراوات والغاز المسيل للدموع محتجين يقذفون الحجارة من ميدان التحرير بوسط القاهرة الذي كان مركزاً للانتفاضة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك في فبراير/ شباط الماضي.

وعاد المئات إلى الميدان بحلول صباح الاثنين بعد أن تقهقرت قوات الأمن وراء حواجز في الشوارع المؤدية لمجلس الشعب ومقر رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية. كما أدان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة استخدام قوات الأمن المصرية القوة "المفرطة" ضد المظاهرات في القاهرة التي زادت الانقسامات بين المصريين بشأن دور الجيش، وألقت بظلال على أول انتخابات حرة تشهدها البلاد منذ عقود.

وتفجرت أعمال العنف بعد المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب التي تجري على مدى ستة أسابيع بدأ معها العد التنازلي لعودة الجيش إلى ثكناته. وتعهد الجيش بعد احتجاجات حاشدة بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب في يوليو/ تموز.

أعمال العنف تعمق الفجوة بين المصريين

وقال مصدر بالجيش المصري إن 164 شخصاً اعتقلوا. وذكر مصدر أمني آخر أن شاباً في السادسة والعشرين من عمره توفي أثناء احتجازه، غير أن سبب الوفاة لم يتضح على الفور. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن النيابة العامة قررت حبس 123 شخصاً اتهموا بمقاومة السلطات ورشق قوات الأمن من أفراد القوات المسلحة والشرطة بالحجارة وإضرام النيران في مبان حكومية وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة. وأخلت النيابة سبيل 53 شخصاً.

ويريد الكثير من المصريين التركيز على بناء المؤسسات الديمقراطية لا الاحتجاجات في الشارع، لكنهم اندهشوا أيضاً من الأساليب التي انتهجتها قوات الأمن في ميدان التحرير وحوله. وجرى تصوير جنود يوم السبت الماضي وهم يضربون محتجين بعصي طويلة حتى بعد سقوطهم على الأرض. كما أظهرت صورة جنديين يسحبان امرأة على الأرض إلى أن جرداها من ملابسها لتظهر شبه عارية أمام عدسات الكاميرا.

وردد نحو ألف محتج في وقت متأخر الأحد (18 كانون الأول/ ديسمبر) هتافات تقول "يسقط طنطاوي" في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان وزيراً للدفاع في عهد الرئيس المخلوع لنحو 20 عاماً ولا يزال يشغل المنصب.

إحراق المجمع العلمي المصري والجمعية الجغرافية بالقاهرة

أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، عن أسفه العميق وحزنه الشديد لإحراق المجمع العلمي المصري والجمعية الجغرافية. ويعتبر المجمع العلمي المصري من أعرق المؤسسات العلمية في العالم، حيث يحتضن ثروة معرفية لا تضاهى بفضل مكتبته التي تضم عشرات الآلاف من أمهات الكتب حول مختلف ضروب المعرفة الإنسانية ووثائق ذات قيمة تاريخية لا يمكن تعويضها. وأشار الأمين العام للمنظمة، التي تتخذ من جدة غرب السعودية مقراً لها، في بيان الاثنين إلى أن "إحراق المجمع العلمي يشكل خسارة فادحة ليس فقط بالنسبة لتاريخ مصر وحضارتها، بل هو بتر لجزء مهم من الذاكرة التاريخية والمعرفية للإنسانية جمعاء".

وكان مجهولون قد أضرموا النار بمبنى "المجمع العلمي" الواقع في شارع "الشيخ ريحان" وسط القاهرة أول أمس السبت خلال أحداث العنف بين متظاهرين وقوات الأمن. ويضم المبنى الذي أنشأه نابليون بونابرت في عام 1798 إبان الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801م) حوالي 200 ألف من المخطوطات النادرة وأمهات الكتب أهمها النسخة الأصلية لكتاب "وصف مصر" الذي وضعه علماء الحملة الفرنسية عن مصر.

( م أ م/ رويترز، د ب أ، أ ف ب)

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW