بعد بحث دقيق استمر عشرات الساعات، نشر الجيش المصري صورا لحطام الطائرة المصرية المنكوبة والتي عثر على بعض أجزائها في مياه البحر المتوسط قبالة سواحل مدينة الإسكندرية.
إعلان
نشر الجيش المصري اليوم السبت (21 أيار/مايو 2016)) صورا لحطام الطائرة المصرية الذي عثر عليه على بعد 290 كيلومترا شمالي مدينة الإسكندرية على البحر المتوسط. وكان الجيش ذكر في بيان يوم أن البحرية عثرت علي بعض من متعلقات ركاب الطائرة وأنها تمشط حاليا المنطقة بحثا عن الصندوق الأسود.
وقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعازيه إلى أسر الضحايا بعد إعلان الجيش العثور على أجزاء من الحطام.
على صعيد آخر، أكدت فرنسا مجددا أن كل الاحتمالات لا تزال قيد الدرس حول ملابسات تحطم الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران في البحر المتوسط، بعد التأكيد اليوم السبت على وجود دخان في مقدم الطائرة قبل سقوطها.
في هذا السياق صرح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت في حديث وجيز مع الصحافيين إثر لقاء في باريس مع أسر الضحايا "في الوقت الحالي يتم درس كل الاحتمالات ولا نرجح أيا منها". وأضاف أن "المعلومات المتداولة هنا وهناك، المتناقضة أحيانا، تؤدي غالبا إلى تفسيرات تصبح بمثابة حقائق. أحذر من ذلك لما يثير من ضغط أليم لعائلات" الركاب.
وتابع الوزير الفرنسي أن "البحث عن الطائرة هو بالطبع اليوم الأولوية، وكذلك العثور على الصندوقين الأسودين لتحليلهما، ما سيجيز لنا الحصول على ردود على تساؤلات مشروعة". كما عبر الوزير عن "التضامن" مع أقارب الضحايا وتعهد بـ "الشفافية بشأن ظروف اختفاء هذه الطائرة". وقال "أتعهد أن تعلن فرنسا تدريجيا تطور مختلف الإجراءات التي وضعت في خدمة الحقيقة".
وأفادت وسائل إعلام أميركية مساء الجمعة أن نظام الاتصالات الآلي في طائرة مصر للطيران اصدر قبيل سقوطها إنذارات بوجود دخان مجهول المصدر في مقدم الطائرة ثم بوقوع خلل في الكمبيوتر الذي يتحكم بالتحليق. وأكد المحققون الفرنسيون اليوم السبت وجود إنذارات بشان الدخان في الطائرة مع الإشارة إلى انه ما زال من المبكر تفسير هذه العناصر.
ح.ع.ح/أ.ح (رويترز، أ.ف.ب)
سقوط "طائرة باريس" يضيف أحزانا جديدة للمصريين
مهما كان سبب سقوط طائرة مصر للطيران، التي كانت في طريقها من باريس إلى القاهرة، تبقى الأحزان مسيطرة على أهل الضحايا وأصدقائهم. كانوا ينتظرون لحظة وصولهم ليعانقوهم والآن عليهم أن يتغلبوا على أحزان فراقهم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Euler
في الساعة 11.09 من مساء الأربعاء (18 مايو/ أيار 2016) بتوقيت باريس أقلعت من مطار شارل ديغول طائرة ايرباص 320 تابعة لمصر للطيران، الرحلة "ام اس 804" وعلى متنها 56 راكبا إضافة إلى عشرة أفراد يمثلون طاقم الطائرة والأمن المرافق لها في طريقها إلى القاهرة.
صورة من: picture-alliance/Zuma Press/P. Andrieu
في الساعة 2.45 من صباح الخميس بتوقيت العاصمة المصرية القاهرة (00.45 بالتوقيت العالمي الموحد) اختفت الطائرة عن شاشات الرادرا أثناء تواجدها في المجال الجوي المصري، كما قال نائب رئيس الشركة المصرية. ولم يكن قائد الطائرة قد أفاد عن "أي مشكلة" في آخر اتصال له مع المراقبين الجويين اليونانيين قبل ذلك بنحو عشرين دقيقة.
وتجري سفن وطائرات من فرنسا واليونان ومصر عمليات بحث وتمشيط في المنطقة التي يعتقد أن الطائرة سقطت فيها على بعد نحو 290 كيلومترا إلى الشمال من سواحل مدينة الإسكندرية المصرية. وبحسب السلطات اليونانية، فان الطائرة سقطت على مسافة 130 ميلا بحريا (حوالى 240 كلم) قبالة سواحل جزيرة كارباثوس اليونانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Rimmer/BRITISH MINISTRY OF DEFENCE
عدد من أهالي الضحايا تجمعوا صباح الخميس أمام مبنى المطار القديم داخل مطار القاهرة. كان يتفرض أن تصل الطائرة إلى مطار القاهرة الساعة 03.45 فجراً بتوقيت العاصمة المصرية، لكنها لم تصل. ورغم ذلك كانوا لا يزالون يأملون أن تكون أخبار سقوط الطائرة مجرد كابوس سيفيقون منه وينتهي الأمر.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Ahmed
كانوا يتمنون أن تنتهي المسألة بسلام مثلما حدث في 29 مارس/ آذار مع طائرة أخرى لمصر للطيران اختطفها شخص من الإسكندرية إلى قبرص ثم أفرج عن جميع من فيها دون أذية، واستسلم للسلطات هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Christodoulou
لكن الحكومة المصرية أكدت الخميس نبأ سقوط الطائرة، القادمة من باريس. فانهمرت دموع هذه السيدة التي تخبيء وجهها بكفيها في مطار القاهرة، فلا شيء أصعب من أن يفقد الإنسان عزيزا له، خصوصا عندما يكون مصيره مجهولا، مثلما هو الحال مع ركاب الطائرة المنكوبة.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Ahmed
الحزن كان مسيطرا على الأهالي والعاملين في مطار القاهرة. وكانت الطائرة تنقل 56 راكبا بينهم طفل ورضيعان بالإضافة إلى طاقم من سبعة أفراد وثلاثة عناصر أمن. جنسيات الركاب: 30 مصريا و15 فرنسيا وبريطاني وكندي وبلجيكي وبرتغالي وجزائري وسوداني وتشادي وعراقيان وسعودي وكويتي.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Ahmed
وفي فرنسا لم تكن الصدمة والحزن أقل مما هو عليه الحال في القاهرة. حيث توافد أهالي الضحايا على مطار شارل ديغول بالعاصمة باريس لمتابعة آخر تطورات حادثة طائرة مصر للطيران. كثير من المصريين يعيشون في باريس ويحملون الجنسية المصرية والفرنسية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
موظفة في شركة مصر للطيران في مطار باريس تتابع آخر أخبار الطائرة المفقودة. وإلى جوارها لوحات دعاية للسياحة المصرية. لكن السياحة المصرية تعاني منذ سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، ثم قيام مصري وصف بأنه مختل باختطاف طائرة من الأسكندرية. ويتوقع خبراء أن تستمر المعاناة بعد حادث الطائرة، التي كانت قادمة من باريس.