استبعد ماركوس زودر، زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي، نشر قوات ألمانيا في أوكرانيا في إطار عملية سلام محتملة مع روسيا. تزامن هذا مع رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين للتفاوض في موسكو.
قال رئيس حكومة ولاية بافاريا ماركوس زودر في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية: "أجد صعوبة في تصور وجود قوات لحلف شمال الأطلسي (الناتو) هناك. روسيا لن تقبل بذلك أبدا، لأنه سيكون بمثابة مقدمة لانضمام أوكرانيا إلى الناتو".صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
إعلان
رفض زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري في ألمانيا، ماركوس زودر، بشكل قاطع أي تصورات عن نشر قوات ألمانية في أوكرانيا في إطار تقديم ضمانات أمنية عقب عملية سلام محتملة مع روسيا.
وقال رئيس حكومة ولاية بافاريا في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية: "أجد صعوبة في تصور وجود قوات لحلف شمال الأطلسي (الناتو) هناك. روسيا لن تقبل بذلك أبدا، لأنه سيكون بمثابة مقدمة لانضمام أوكرانيا إلى الناتو".
وأضاف أنه "علاوة على ذلك، فإن الجيش الألماني غير مستعد لهذا"، حيث إنه مستنزف ماليا وعسكريا إلى أقصى حد، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هناك حاجة لإعادة فرض التجنيد الإجباري.
كما أثار زودر نقاشا حول كيفية التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين، وقال: "السلام غير متوقع حاليا. لذلك، من المشروع النظر في إعادة الأوكرانيين القادرين على أداء الخدمة العسكرية إلى وطنهم لضمان الأمن في بلدهم".
قال زودر إنه يجد "صعوبة في تصور وجود قوات ناتو (في أوكرانيا). روسيا لن تقبل بذلك".صورة من: Revierfoto/dpa/picture alliance
هل يتراجع وضع اللاجئين الأوكران في ألمانيا؟
كما طالب زودر باتباع نهج مختلف فيما يتعلق بالإعانات المقدمة للأوكرانيين في ألمانيا. وفي ذلك، قال إن "إعانات أموال المواطن أدت إلى انخفاض نسبة الأوكرانيين العاملين لدينا مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى. يجب تغيير هذا الوضع بشكل عاجل، وليس فقط للأوكرانيين الوافدين حديثا".
إعلان
وفقا لخطط الائتلاف الحاكمالألماني، الذي يضم الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، لن يحصل الأوكرانيون الذين قدموا إلى ألمانيا بعد الأول من أبريل/نيسان 2025 سيحصلون على إعانات أقل مثل طالبي اللجوء.
وفي موجة اللجوء واسعة النطاق التي أعقبت الهجوم الروسي الكبير على أوكرانيا عام 2022، لم يأت الأوكرانيون إلى ألمانيا كطالبي لجوء، بل بموجب قاعدة خاصة، حيث سُمح لهم بالعمل فورا، وفي حال تعذر حصولهم على دخل من العمل، يحق لهم الحصول على الإعانات الاجتماعية المخصصة للألمان.
رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اقتراح نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالمجيء إلى موسكو والتفاوض.صورة من: Mandel Ngan/Andrew Caballero-Reynolds/AFP
بوتين "يفهم ذلك"
تزامن هذا مع رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اقتراح نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالمجيء إلى موسكو والتفاوض بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال زيلينسكي في مقابلة أجرتها معه إذاعة "إيه بي سي" الأمريكية، إن "بوتين يمكنه القدوم إلى كييف". وأضاف "لا أستطيع الذهاب إلى موسكو وبلدي تحت القصف الصاروخي والهجمات اليومية. لا أستطيع الذهاب إلى عاصمة هذا الإرهابي.. (بوتين) يفهم ذلك".
وبحسب زيلينسكي، كان اقتراح بوتين يهدف في الواقع إلى تأجيل اجتماعهما، مضيفا أنه مستعد لعقد اجتماع بأي صيغة. ويرى زيلينسكي أن بوتين "يتلاعب بالولايات المتحدة".
وكان بوتين قد أعلن الجمعة أنه مستعد للقيام باتصالات مع الجانب الأوكراني، رغم عدم جدوى ذلك. وقال بوتين إن موسكو هي أفضل مكان لعقد اجتماع رفيع المستوى بين روسيا وأوكرانيا.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سعى لعقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي للتوصل إلى تسوية للحرب بين موسكو و كييف، غير أن جهوده لم تكلل بالنجاح.
انتعاش الصناعة الدفاعية في ألمانيا
وفي سياق متصل، توقع الخبير الألماني في مجال سوق العمل، إنتسو فيبر، انتعاشا مستداما وطويل الأمد في قطاع صناعة الدفاع الألماني، مدفوعا بزيادة الإنفاق الدفاعي. وقال فيبر، الخبير لدى معهد أبحاث التوظيف وسوق العمل (آي إيه بي) في نورنبرغ، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن الاتجاه التصاعدي في هذا القطاع سيكون مستداما، و"متواصلا لسنوات عديدة". وأشار إلى أن إعفاء الإنفاق الدفاعي من قيود الاستدانة يفتح المجال أمام ضمانات التمويل، ما يعزز من قدرة الحكومة على دعم القطاع.
ووفقا لدراسة أجراها المعهد، فإن رفع الإنفاق الدفاعي الألماني من 2% إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بتمويل من القروض يمكن أن يؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة تصل إلى 200 ألف وظيفة.
تحرير: خالد سلامة
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.