الجيش يعلن سقوط صاروخ وسط إسرائيل والحوثيون يتبنّون
١٥ سبتمبر ٢٠٢٤
الجيش الإسرائيلي يعلن أن صاروخا أطلق من اليمن في "منطقة مفتوحة" وسط الدولة العبرية، في عملية تبناها الحوثيون، تُجدِّد المخاوف من اتساع نطاق التصعيد الإقليمي في خضم الحرب في غزة.
إعلان
قال الجيش الإسرائيلي الأحد، (15 سبتمبر/ أيلول 2024) إن صاروخا أرض-أرض أطلق على وسط إسرائيل من اليمنوسقط في منطقة غير مأهولة دون أن يتسبب في إصابات. وانطلقت صفارات الإنذار في تل أبيب وأنحاء وسط إسرائيل قبل دقائق من سقوط الصاروخ حوالي الساعة 6.35 صباحا بالتوقيت المحلي (03.35 بتوقيت غرينتش)، مما دفع السكان إلى المسارعة بالاحتماء. وقال الجيش "متابعة للإنذارات قبل قليل... جرى رصد عبور صاروخ سطح-سطح صوب وسط إسرائيل من جهة الشرق وسقط في منطقة مفتوحة. ولم ترد تقارير عن إصابات".
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في منشور على منصة إكس إنه "في تمام الساعة 6:21 صباحا أطلق صاروخ أرض-أرض من اليمن نحو الأراضي الاسرائيلية. من الفحص الأولي يتبين أن الصاروخ تفكك كما يبدو في الجو". وأضاف أنه "خلال الحادث جرت عدة محاولات اعتراض من خلال أنظمة السهم (حيتس) والقبة الحديدية حيث يتم فحص نتائجها ليتم تفعيل الإنذارات وفق السياسة المتبعة. الحادث برمته قيد الفحص".
الحوثيون يؤكدون إطلاق الصاروخ ونتانياهو يتوعد
إلى ذلك أقر المتحدث العسكري الرسمي باسم الحوثيين يحيي سريع، في بيان متلفز، نشره على حسابه بمنصة "إكس"، تنفيذ "عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفا عسكريا في منطقة يافا بفلسطين المحتلة". كما قال نصر الدين عامر نائب رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي على إكس وصول صاروخ يمني إلى إسرائيل بعد "فشل" 20 صاروخا اعتراضيا في إسقاطه، واصفا ذلك "بأنها البداية".
في المقابل، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحوثيين بدفع "ثمن باهظ". وقال نتانياهو في بدء اجتماع حكومته "أطلق الحوثيون صباح اليوم صاروخ أرض-أرض من اليمن على أراضينا. كان ينبغي لهم أن يعرفوا الآن أننا نفرض ثمنا باهظا لأي محاولة لإلحاق الأذى بنا". وتابع "أدعو من يحتاج إلى تذكير بهذا الشأن لزيارة ميناء الحديدة" في إشارة إلى المدينة اليمنية الواقعة على البحر الأحمر، والتي قصفتها طائرات حربية إسرائيلية في تموز/يوليو بعد إعلان جماعة الحوثي مسؤوليتها عن هجوم بطائرة مسيّرة في يوليو/ تموز، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين.
هجوم الحوثيون على تل أبيب .. من يتحمل مسؤولية الفشل؟
30:40
ودفع هذا الهجوم إسرائيلإلى شن ضربة جوية كبرى على أهداف عسكرية قرب ميناء الحديدة اليمني، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 87.
وفي ذات السياق، قال الجيش الإسرائيلي إن 40 مقذوفا انطلقت من لبنان صوب إسرائيل اليوم الأحد وجرى اعتراض بعضها وسقط البعض الآخر في مناطق مفتوحة. وأضاف الجيش "لم ترد تقارير عن وقوع إصابات".
ح.ز/ و.ب (رويترز/ د.ب.أ)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش