يبدو أن جائحة كورونا مازالت تحمل في طياتها المفاجآت، فظروف الحجر الصحي وانخفاض حركة الشحن في مضيق البوسفور، عوامل ساهمت في عودة الدلافين للعوم واللعب بالقرب من شواطئ اسطنبول.
إعلان
في مشهد جميل ولافت، بدأت تظهر أعداد من الدلافين وهي تعبر مضيق البوسفور وتقترب من شواطئ إسطنبول، ويبدو أن جائحة كورونا، والتي ساهمت بانخفاض حركة الشحن في المضيق الذي يربط المدينة العملاقة بشطريها الأوروبي والآسيوي، شجع على ظهور الدلافين وعومها صوب الشواطئ الخالية والتي تكون عادة مزدحمة بالمصطافين.
وتناقلت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما التركية، مشهد الدلافين وهي تعوم سعيدة عبر المضيق وبالقرب من الشواطئ. وبحسب موقع SWR الألماني الذي نشر عن الموضوع فإن رؤية الدلافين في مضيق البوسفور، وهو ممر مائي ضيق يربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأسود مباشرة عبر قلب إسطنبول، أضحى مصدر سعادة لسكان المدينة في ظل الحجر المفروض بسبب جائحة كورونا.
ويعتقد خبراء البيئة أن الحجر والتزام الناس لبيوتها، وخلو الشواطئ من المصطافين والسيّاح، وكذلك انخفاض حركة السفن السياحية والتجارية عبر المضيق شجع الثدييات الأليفة على الاقتراب من الشاطئ، لتصبح ماثلة للعيان وهي تعوم وتلعب وتقفز بالمياه.
وعوم الدلافين في مضيق البوسفور ليست من الأمور الغريبة بحسب أردا تناي، خبيرة الأحياء البحرية في جامعة إسطنبول، والتي تقوم بعمليات بحثية مع فريقها لدراسة حياة الدلافين منذ عشر سنوات في المياه التركية. وتقول تناي للموقع الألماني إن الدلافين كانت تعوم بالقرب من شواطئ اسطنبول ولكن ليس بهذا الدنو، فالهدوء على الشواطئ وعبر المضيق ساهم في تشجيع الدلافين على الاقتراب من السواحل.
وتنتقل الدلافين غير المحلية عادة من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأسود، في حين تستوطن أنواع أخرى بالقرب من الشواطئ التركية. وبحسب خبيرة الأحياء البحرية فإن القوانين التركية صارمة في حماية الدلافين، إذ تمنع صيدها تماما منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، كما أن أنواعا منها تعيش في البوسفور توجد ضمن قائمة الأحياء المهددة بالانقراض.
علاء جمعة/و.ب
ما حقيقة علاقة الصداقة بين الدلفين والإنسان؟
اشتهرت الدلافين التي تتميز بذكائها الملفت منذ القدم بوديتها تجاه البشر. ووصف معظم المختصين والباحثين في علم البحار هذه الكائنات البحرية بأنها أفضل صديق للإنسان داخل البحر. فما مدى صحة هذا الاعتقاد؟
صورة من: picture alliance / WILDLIFE
روابط خاصة؟
الاعتقاد بوجود علاقات خاصة بين الدلافين والبشر تأتي من الصفات المميزة لهذا المخلوق المائي، ابتداءً من مستوى الذكاء العالي الذي يملكه وصولا إلى المعتقد الراسخ كونه يهتم بالبشر. ولكن هل يستأثر البشر باهتمام الدلفين بنفس القدر الذي نعتقده؟ وهل يعتبر الدلفين صديقا للإنسان؟
صورة من: Getty Images/T. Kitamura
رؤية الأشعة السينية
قد يكون أكثر ما يجلب اهتمام الدلافين بالبشر هو وجه الشبه الكبير بينهما، وهو ما يحفز غريزتهم لإنقاذ البشر في الحالات الطارئة. تستخدم الدلافين الموجات الصوتية للكشف عن فريستها. وتعتقد هذه الكائنات أننا مشابهين لها، خاصة أننا ننتمي إلى نفس فصيلتهم، وهي الثديات. ترى الدلافين النساء الحوامل جذابات بشكل خاص، كما تملك الدلافين القدرة على الاستماع إلى نبض قلب الجنين.
صورة من: Getty Images/H. Polan
عقل "جميل"
تأتي الدلافين في المرتبة الثانية بعد البشر من حيث معدل كتلة الدماغ مقارنة مع حجم الجسم. وهناك عوامل أخرى تشهد على ذكاء الدلافين: فقد تمكنت الدلافين من استيعاب اللغة الخاصة التي اخترعها الإنسان للتواصل معها وتجيد هذه الكائنات مواجهة الصعوبات. وقد نجح اثنين من الدلافين في اختبار لفتح أنبوب مملوء بالأسماك اضطرهما للتعاون مع بعضهما البعض. كما يمكن للدلافين التعرف على نفسها من خلال المرآة.
صورة من: Getty Images/D. Pozo
في محاولة لفهم "الدلفين"
تملك الدلافين وسائل معقدة للتواصل. لكن هل لدى الدلافين لغة خاصة؟ هل بإمكان البشر والدلافين التحدث في يوم ما مع بعضهم البعض؟ سؤال يشغل بال العلماء لعقود، وفي ستينيات القرن الماضي، قامت الباحثة جون ليلي بحقن الدلافين بمادة مخدرة (LSD) بغية معرفة لغة الدلافين وإمكانية التواصل معها. غير أن تجاربها باءت بالفشل ولم تتمكن من العثور على طريقة سهلة يتواصل من خلالها البشر مع هذه الكائنات.
صورة من: Getty Images/J. Sullivan
"الدلافين الوحيدة"
الدلافين كائنات اجتماعية للغاية ونادرا ما تكون لوحدها. لكن هناك العديد من حالات "الدلفين الوحيد"، وتدفعها وحدتها للتواصل مع البشر كطريقة خاصة لتعويض النقص الاجتماعي الذي تعاني منه.
صورة من: Colourbox
عدوانية الدلافين تجاه البشر
تعامل الدلافين مع البشر ليس وديا دائما، حيث يوجد العديد من الحالات التي تكون فيها الدلافين عدوانية تجاه البشر، كأن تجر شخصا ما أثناء سباحته إلى وسط البحر أو حتى إلى قاعه، ما قد يتسبب له بإصابات وكسور. ويصعب على العلماء تفسير تصرفات الدلافين العدوانية، وتحديد إن كانت مقصودة أو ربما تكون لعبة خشنة من قبل هذا الكائن البحري.
صورة من: picture alliance / blickwinkel/U. Preuss
الدلافين - سياحة غير ودية
تعتبر السباحة مع الدلافين هدفاً لكثير من السياح في كثير من مناطق العالم، ولكن بعض الدول تحاول وضع حد لهذه الظاهرة حتى لا تتعرض الدلافين للمضايقة. فمثلا منعت سلطات هاواي السياح من الاقتراب من الدلافين إلى مسافة لا تقل عن 45 مترا.
صورة من: Getty Images/C. Simon
التهديد من "الأصدقاء" البشر
تواجه الدلافين تهديدات من البشر على عدة جبهات، فقد كشف تقرير عام 2017 أن 15 من الدلافين قُتلت خلال فترة 2015 - 2016 بعد أن علقت في الشباك، التي نصبتها السلطات الأسترالية لإبقاء أسماك القرش بعيدة عن شواطئها. كما تواجه الدلافين تهديدات أخرى مثل التلوث البيئي وتغير المناخ، حيث أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات تؤثر عليها.