1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحدائق أفضل وسيلة لتكيف المدن الكبيرة

فارنك غروتيهلوشين/دالين صلاحية١٦ ديسمبر ٢٠١٣

في أيام الصيف الحارة تعد الحدائق الملاذ التي يلجأ إليه كثير من سكان المدينة. فإلى جانب خضرتها وهدوئها أثبت فريق من الباحثين الألمان أن الحدائق تساعد على تعديل الجو في المدن الكبيرة و تؤثر على تغير المناخ العالمي.

صورة من: picture-alliance/dpa

مساحات شاسعة من الأراضي غير الخضراء تعادل مساحة 50 ملعب كرة قدم يتم تعبيدها بالإسفلت يوميا في ألمانيا. وهو ما يمكن ملاحظة تأثيره على مناخ المدن بوضوح. فتزايد البناء في المدن يؤدي إلى ارتفاع ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية . ففي مدينة هامبورغ مثلا، ترتفع درجة الحرارة بمعدل ثلاث درجات مائوية عن معدل الحرارة في البيئة المحيطة بها. ولكن إلى أي مدى تكمن أهمية المحافظة على الأراضي غير المعبدة في المدن؟ هو تماما ما تظهره نتائج مشروع قام به باحثون في مدينة هامبورغ.

في أيام الصيف الحارة يفضل الكثيرون الاستجمام في الحدائق. فهي ليست أكثر خضرة وهدوءا فحسب، بل تتمتع بحرارة أقل من شوارع المدينة . ويعود السبب في ذلك إلى عدم وجود جدران الخراسانية التي تقوم بحفظ حرارة الشمس وعكسها مرة آخرى. ومن الملاحظ أيضا أن الطرق المعبدة في الحدائق تسمح بتبخر المياه ما يعطي شعورا باعتدال الجو هناك.

ولكن هل يمكن للأراضي غير المعبدة أن تضعف آثار تغير المناخ؟ للإجابة على هذا التساؤل، قام فريق من الباحثين في هامبورغ بإطلاق مشروع "تربة هامبورغ الحضرية ورصد المناخ". ويسعى هذا المشروع لمعرفة تأثير التربة على تعديل المناخ في المناطق المحيطة.

أجهزة استشعار في باطن الأرض

وللتمييز بين أنواع التربة المختلفة قام الباحثون ببناء محطات قياس لرطوبة التربة في مناطق مختلفة في مدينة هامبورغ، أحدها في مستنقع يتميز بارتفاع منسوب المياه الجوفية وأخرى في منطقة جافة ومنسوب مياهها الجوفية منخفضة. إضافة إلى بناء محطات قياس للمناخ في هاتين المنطقتين أيضا، تقوم بتسجيل البيانات المتعلقة بدرجة الحرارة وسرعة الرياح والرطوبة. إلى جانب ذلك قام الباحثون بتثبيت أجهزة قياس في الأرض سطحية وآخرى بعمق 1.6 متر عن سطح الأرض حسبما تصف أنيت إيشينباخ مديرة المشروع والمتخصصة في علوم التربة من جامعة هامبورغ وتضيف بالقول "تكشف هذه المجسات أيضا درجة الحرارة ومخزون المياه في التربة".

محطات قياس المناخصورة من: Frank Grotelüschen/HUSCO

على مدار ثلاث سنوات رصدت أجهزة الاستشعار البيانات، لتظهر وجود تفاوت كبير في جفاف التربة لدى انخفاض هطول الأمطار. وترجع إيشنباخ سبب ذلك إلى نسبة المياه الجوفية. فالتربة الرطبة تحصل على المزيد من الإمدادات من المياه الجوفية. ما يجعلها أقل عرضة للجفاف مقارنة بالتربة التي يكون فيها منسوب المياه الجوفية منخفض.

ومن جانب آخر وجد الباحثون أن الهواء المحيط بالتربة الرطبة أشد برودة من الهواء المحيط بالتربة الجافة. ففي إحدى الحدائق أثبتت النتائج التي تم رصدها على مدار عام كامل انخفاض درجة الحرارة بمقدار نصف درجة مائوية عن قيمتها في منطقة مجاورة مكتظة بالمباني. ما يعني أن حدائق المدينة ذات تأثير كبير على المناخ في المناطق المحيطة على حد قول إيشنباخ.

قام الباحثون بوضع أجهزة قياس سطحية وعلى عميق 1.6 متر من سطح الأرض لفحص نوع التربة وشدة رطوبتهاصورة من: Frank Grotelüschen/HUSCO

ارتفاع في الرطوبة لفعالية أكثر

ما يعني أن زيادة الأراضي غير المعبدة بالإسفلت من الممكن أن تكون عاملا لتعديل الجو في المدن الكبيرة، وهو ما يظهر بوضوح في التوصيات الأخيرة لتخطيط المدن. فزيادة الحدائق في المدن يساعد على تحسين المناخ داخل المدن حسبما تؤكد أيشنباخ وتضيف بالقول "بحسب النتائج التي وصلنا تبين أنه من المفيد جدا بناء الحدائق في الأماكن الرطبة، لأن التبريد هناك أفضل"

وجدير بالذكر أن الرغبة في زيادة الحدائق في المدن الكبيرة، يتعارض مع الجهود الرامية إلى التوسع في بناء المناطق السكنية للحفاظ على الإيجارات بأسعار معقولة. ما يثير المخاوف من تزايد ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية في المستقبل وآثارها على تغير المناخ في العالم.


تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW