الحد من الهجرة - غالبية الألمان يؤيدون تشددا أكبر على الحدود
١٣ سبتمبر ٢٠٢٤
سواء الطرد المباشر على الحدود أو فرض الضوابط عليها، أكثر الألمان يؤيدون ذلك، بحسب استطلاع للرأي. والأكثر تشددا هم الأشخاص فوق 60 عامًا تقريبًا. وانضمت اليونان إلى دول أوروبية أخرى قلقة حيال تشديد ألمانيا مراقبة الحدود.
إعلان
يؤيد غالبية المواطنين الألمان تشديد الرقابة على الحدودللحد من الهجرة غير النظامية، بحسب كشف استطلاع للرأي أجراه معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي.
وتواجه حكومة المستشار أولاف شولتس ضغوطا متصاعدة للتعامل مع تزايد أعداد المهاجرين والمتشددين بعد هجمات يشتبه بأن منفذيها من الإسلاميين المتطرفين. وأمرت وزيرة الداخلية نانسي فيزر بفرض رقابة مؤقتة على جميع الحدود البرية الألمانية للحد من عدد حالات الدخول غير المصرح به. ومن المقرر أن يبدأ ذلك اعتبارا من الاثنين المقبل وستستمر في البداية لمدة ستة أشهر.
وطبقا لاستطلاع الرأي المذكور، فإن 71% من الألمان أيدوا الطرد المباشر على الحدود. ويطبق هذا بالفعل حاليا على الأجانب الذين لا يحملون تأشيرات دخول ولم يتقدموا بطلبات لجوء، وكذلك للأفراد الممنوعين من دخول ألمانيا.
إعلان
كبار السن هم الأكثر تشددا
ووفقا للاستطلاع، أيد 45% من الألمان بشكل كامل فرض رقابة على الحدود وإغلاق محتمل لها كوسيلة لإدارة الهجرة، وأعرب 28% آخرون عن دعم عام لذلك، بينما رفض مثل هذه التدابير 20% ممن شملهم الاستطلاع.
وبالإضافة إلى ذلك، أيد 82% من الألمان زيادة عمليات ترحيل الأفراد الذين ليس لديهم حق قانوني في البقاء في ألمانيا، بينما عارض ذلك 11%. ولم تحدد 7% موقفها من الأمر.
ووفقا للاستطلاع، فإن دعم زيادة عمليات ترحيل الأشخاص الذين ليس لديهم حق في إقامة قانونية في ألمانيا ارتفع بشكل ملحوظ بين الأشخاص فوق 60 عاما، حيث تجاوزت نسبة المؤيدين بينهم 95%، مقارنة بـ 68% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عاما.
وشمل الاستطلاع، الذي أجري خلال الفترة من 6 و10 أيلول/سبتمبر الجاري، 2126 مواطنا ألمانيا بالغا.
اليونان أيضا قلقة من قرار ألمانيا
من جهة أخرى انضمت اليونان إلى دول أوروبية عدة كانت قد أعربت عن قلقها حيال تشديد ألمانيا إجراءات المراقبة الحدودية، حيث شكك رئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس بهذه الخطوة أمس الخميس.
وقال ميتسوتاكيس لإذاعة "توك راديو" إنه "لا يمكن أن يكون الرد بإلغاء شينغن أحاديا وتحميل المسؤولية بشكل أساسي للدول الواقعة على الحدود الخارجية لأوروبا"، وتابع: "كانت ألمانيا تتبنى سياسة متسامحة للغاية، وأود أن أقول إنها سخية اجتماعيا تجاه المهاجرين، وهو ما يخلق الآن ردود فعل اجتماعية كبيرة".
وتعد اليونان من بين دول الاتحاد الأوروبي التي تواجه ضغوطا كبيرة بشأن الهجرة وخاصة عبر تركيا المجاورة.
ودان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الثلاثاء قرار ألمانيا بتشديد الرقابة على الحدود ووصفه بأنه "غير مقبول".
تفتيش لمنع المهاجرين غير الشرعيين على حدود ألمانيا
02:31
ما هو موقف الاتحاد الأوروبي؟
وكانت المفوضية الأوروبية قد حذرت الثلاثاء من أن عمليات تفتيش الحدود داخل التكتل لا يمكن تقديمها إلا كإجراء "استثنائي". وأضافت أن الدول الأعضاء مسموح لها باتخاذ مثل هذه الخطوة لمعالجة "تهديد خطير"، لكن التدابير يجب أن تكون "ضرورية ومتناسبة".
وقالت المفوضية إن ألمانيا أخطرتها بالقيود الموقتة وستقوم بتقييمها، مشيرة إلى أن بروكسل وبرلين على اتصال بشأن هذه القضية.
وتسمح دول الاتحاد الأوروبي المنضوية في منطقة "شينغن" (25 من 27) بالتنقل عبر الحدود من دون إجراءات رقابة. إلا أنه يمكن للدول الأعضاء فرض إجراءات عند حدود داخلية في ظروف استثنائية. ولجأ العديد من الدول الى هذه الخطوة أثناء جائحة كوفيد أو في أعقاب تعرضها لهجمات.
ص.ش/ع.ش (د ب أ، أ ف ب)
لاجئون عالقون في اليونان يواجهون خيارات صعبة
يواجه اللاجئون القادمون من مناطق آمنة لا تشهد صراعات وحروب، مصاعب كثيرة في اليونان حيث تمنع دول البلقان اجتيازهم الحدود ومتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول غرب أوروبا. وليس أمامهم إلا بعض الخيارات الصعبة منها العودة لبلادهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم أمواج البحر العاتية وزيادة عدد الدوريات، يصل كل يوم ألفان إلى أربعة آلاف لاجئ إلى جزيرة بيرايوس اليونانية. لدى وصول هؤلاء تقوم السلطات بتسجيلهم وأخذ بياناتهم الشخصية، وتمنحهم مهلة 30 يوما بعدها عليهم إما تقديم طلب لجوء أو مغاردة اليونان أو اعتقالهم وترحيلهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
بسبب القيود التي تفرضها دول البلقان على حدودها، حيث تسمح فقط بمرور اللاجئين القادمين من سوريا والعراق وافغانستان، هناك الكثير من اللاجئين القادمين من بلدان أخرى يبحثون عن طريق لمتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى قبل مضي مهلة 30 يوما التي تمنحها أثنيا للاجئين. ولذلك يقع هؤلاء ضحية لشبكات تهريب الأشخاص عبر مقدونيا وألبانيا وبلغاريا إلى دول غربي أوروبا.
صورة من: DW/D. Cupolo
في ساحة فيكتوريا وسط العاصمة اليونانية أثينا، يتجمع اللاجئون والمهربون الذين يندسون بينهم ويعرضون عليهم وثائق سفر مزورة ونقلهم إلى دول أخرى مقابل مبالغ كبيرة، فعلى سبيل المثال كان المهربون يطلبون من كل لاجئ 1500 يورو مقابل نقله إلى النمسا ولكن بعد تشديد الرقابة على الحدود أصبحوا يطالبون بـ 2000 يورو مقابل اجتياز الحدود من اليونان إلى صربيا فقط.
صورة من: DW/D. Cupolo
مهلة 30 يوما تمر بسرعة بالنسبة للاجئين القادمين من بلدان آمنة وأكثرهم من إيران والمغرب، وخلال هذه الفترة هناك من يضرب عن الطعام احتجاجا على عدم السماح له باجتياز الحدود إلى دول البلقان في حين يغادر آخرون إلى جزيرة أخرى لتسجيل نفسه من جديد مدعيا أنه سوري للحصول على مهلة جديدة وتدبير أموره حتى يتمكن بطريقة ما من متابعة طريقه والوصول إلى الدولة التي يريد الاستقرار فيها.
صورة من: DW/D. Cupolo
ونظرا لتفاقم الوضع واكتظاظ أماكن إيواء اللاجئين مثلما في الملعب الأولمبي في أثنيا، تنشب خلافات ومشاجرات بينهم وقد تم اعتقال نحو 100 لاجئ بسبب ذلك وقررت الحكومة إخراج اللاجئين من الملعب ونقلهم إلى مكان آخر لم تعلن عنه. لكن هناك شائعات تقول بأنه سيتم نقل اللاجئين إلى مطار قديم مهجور خارج أثينا.
صورة من: DW/D. Cupolo
النقل من الملعب سيكون للمرة الثانية للكثير من اللاجئين الذين تم إبعادهم سابقا من منطقة إدموني القريبة من الحدود المقدونية إلى أثينا. وإن الاكتظاظ وسوء الظروف في أماكن إيواء اللاجئين وبقاء بعضهم في العراء يؤدي إلى إصابتهم بنزلات برد وسعال وغير ذلك من الأمراض.
صورة من: DW/D. Cupolo
يحظر على وسائل الإعلام الدخول إلى الملعب، لكن كاميرات الصحفيين تنتشر حوله ويستغل الصحفيون كل فرصة لإجراء حوار مع أي لاجئ يخرج من الملعب. وقد استغل أحد اللاجئين القادمين من المغرب يدعى أشرف وافي، الفرصة وأعرب عن معاناته وما يطمح إليه بالقول "إننا نريد عملا جيدا وحياة جيدة" ويتابع "المغرب مليء بالمخدرات والمافيا. إننا لا نريد تلك الحياة".
صورة من: DW/D. Cupolo
عمدة المنطقة التي يوجد فيها الملعب الأولمبي وحيث يتم إيواء اللاجئين، صرح لوسائل الإعلام أنه سيحاول اللقاء بالسلطات المقدونية وإقناعها بفتح الحدود لعبور كل اللاجئين، وهو ما فسره البعض على أنه إشارة إلى إعادة فتح الطريق أمام اللاجئين لمتابعة مشوارهم إلى غربي أوروبا. ولكن سوء الفهم والمعلومات غير الصحيحة تدفع بعض اللاجئين إلى البقاء في العراء وتحمل البرد استعدادا للتحرك وعبور الحدود.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى اللاجئين المعترف بهم والذين يسمح لهم بالعبور ومتابعة طريقهم إلى شمال أوروبا، يستعجلون ويحاولون إيجاد مأوى ووسيلة نقل بأنفسهم دون مساعدة من السطات اليونانية، مثلما فعلت مجموعة من اللاجئين السوريين التي ضلت طريقها في أحد محطات المترو خارج أثينا، قبل أن يتم إعادة توجيهها إلى المكان الذي يمكن أن تجد فيه حافلات يمكن أن تنقلهم إلى الحدود المقدونية.
صورة من: DW/D. Cupolo
لن يتم نقل اللاجئين من ملعب التايكواندو الأولمبي في أثينا وإنما من ملعب الهوكي أيضا وتجميعهم في مخيم "إليوناس" خارج أثينا. ولكن حتى هذا المخيم "مكتظ باللاجئين حيث ينام بعضهم في خيام كبيرة" يقول مدير المخيم.