الحرائق تنحسر نسبيا في اليونان وتتسع رقعتها في إيطاليا
٢٨ يوليو ٢٠٢٣
تكافح عدة دول في حوض البحر المتوسط في سبيل احتواء حرائق الغابات المستعرة. وأثمرت تلك الجهود عن انحسار النيران في اليونان، بيد أن خطرها لم يزول في إيطاليا والريفييرا الفرنسية.
إعلان
بالإضافة إلى جزيرة صقلية بالبحر المتوسط، اشتعلت حرائق الغابات والحرائق الكبيرة مجدداً، وعلى نحو أوسع، في منطقة أبوليا الإيطالية على البحر الأدرياتيكي، حيث لا تزال مستعرة في جنوب إيطاليا.
وامتدت الحرائق بإقليم ليتشي في شبه جزيرة سالنتو إلى بعض المنازل مساء أمس الخميس (27 تموز/يوليو 2023) وكادت تقترب من الساحل.
وفي تلك الأثناء، جرى إخلاء منازل قضاء العطلات. وتم تداول مقاطع مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص وهم يفرون من ألسنة اللهب التي تقترب من الشاطئ في بلدة أوجينتو. وتمكنت دائرة الإطفاء من السيطرة على معظم الحرائق الخطيرة في أوجينتو، في عملية مطولة ليلاً، حسبما ذكر متحدثون باسم الدائرة عبر شاشة التلفزيون الإيطالي، وأضافوا أن الوضع قد هدأ.
وفي أبوليا، تضررت مزرعة جراء الحرائق، ودمرت النيران العديد من أشجار الزيتون. وأضافت الدائرة أنه تم استدعاء رجال إطفاء في جنوبي إيطاليا، بين صقلية وسردينيا وأبوليا وكالابريا، في ما يربو على 3200 عملية، منذ الأحد الماضي.
وفي غضون ذلك، يواصل رجال الإطفاء في صقلية أداء واجبهم، حيث ما زالت الحرائق مستعرة في الشمال حول العاصمة باليرمو. وأوضحوا أن الوضع لم يعد حساساً كما كان في الأيام القليلة الماضية. ولقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم جراء الحرائق التي تستعر منذ مطلع الأسبوع الجاري.
اليونان في قبضة حرائق غابات مستمرة
02:08
اليونان
وفي اليونان، هدأت نيران حرائق الغابات في اليونان اليوم الجمعة بعد اشتعالها قرابة الأسبوعين لكن خدمات الطوارئ تبذل جهوداً لمنع اندلاع حرائق جديدة في وسط البلاد حيث فر الكثيرون من انفجارات هائلة وقعت في مستودع للذخيرة أمس الخميس.
وأسفرت الحرائق، التي أججها ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح القوية، عن مقتل خمسة أشخاص وتدمير منازل ومزارع ومصانع فضلاً عن التهام مساحات شاسعة من الغابات، وذلك منذ 17 تموز/يوليو.
وفي منطقة مجنيسيا المنكوبة، امتدت حرائق الغابات إلى مستودع ذخيرة خاص بالقوات الجوية بالقرب من مدينة نيا أنخيالوس الساحلية أمس الخميس. وأدى الحريق الذي نشب بالمستودع إلى وقوع انفجارات قوية، وذكر خفر السواحل أن المواطنين اضطروا إلى الفرار برا وبحرا إلى فولوس عاصمة المنطقة. وأفاد مسؤول بالحكومة بنقل طائرات مقاتلة كانت متوقفة في مطار عسكري قريب كإجراء احترازي. وقال وزير الدفاع اليوناني نيكوس ديندياس اليوم الجمعة إنه أمر بإجراء تحقيق في الحادث.
وقال متحدث باسم إدارة الإطفاء إن فرق الإطفاء بذلت "جهدا يفوق قدرة البشر" لكنها لم تتمكن من احتواء ألسنة النيران التي اشتعلت من جديد في فولوس وأنخيالوس.
وانحسرت حرائق الغابات في جزيرة رودس، حيث فر أكثر من 20 ألف سائح ومواطن من فنادق ومنازل على الساحل، بعد أن التهمت نيرانها حوالي 10 بالمئة من مساحة الجزيرة.
وتعمل فرق الإطفاء في عدة مواقع لليوم الحادي عشر في مسعى لإخماد ألسنة النيران بشكل كامل.
الريفييرا الفرنسية
ويهدد خطر حرائق الغابات الأوروبية الريفييرا الفرنسية. وتشمل المنطقة المعرضة لخطر مرتفع بجنوب فرنسا قطاعات كبيرة من الساحل ومناطق داخل البلاد بين مدينتي مرسيليا ونيس اعتباراً من بعد غد الأحد، وفقاً لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي.
كما تهدد الحرائق أنحاء من إسبانيا، حيث من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في شبه جزيرة أيبيريا الأسبوع المقبل.
وتعرقل الرياح الشديدة جهود احتواء حرائق الغابات المستعرة في أنحاء منطقة البحر المتوسط، من الجزائر إلى تركيا.
ويشهد العالم أشد الشهور حرارة في تموز/ يوليو الجاري، ويشير الخبراء إلى أن الحرارة القياسية التي يشهدها النصف الشمالي من الكرة الأرضية من الولايات المتحدة إلى الصين ما كانت لتحدث لولا التغير المناخي.
خ.س/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
أشجار متفحمة ـ كفاح يائس في اليونان ضد حرائق تلتهم الغابات
جذوع أشجار محترقة وسحب الرماد وعمليات إطفاء خطيرة تهدد حياة رجال الإطفاء. مع الحرائق المدمرة التي اجتاحت جزيرة رودوس اليونانية، تستمر سلسلة حرائق الغابات هذا الصيف في أوروبا.
صورة من: HAZZ Slovak Fire and Rescue Services/Handout/REUTERS
المغادرة على عجل
يحمي أب نفسه وابنته من حرائق الغابات التي اندلعت في رودوس منذ أيام. تم إجلاء حوالي 30 ألف شخص، وتم نقل أكثر من 2000 منهم، بمن فيهم العديد من السياح، بواسطة سفن من الشواطئ. وكان على بعضهم السير على الأقدام، لأن بعض الطرق قد انقطعت وأغلقت جزئيًا بسبب النيران.
صورة من: Lefteris Damianidis/InTime News/AP/picture alliance
الهروب من النيران
تطلبت عمليات إجلاء الآلاف من الناس تضحيات كبيرة من السياح وجهودًا هائلة من رجال الإطفاء. وصرح محافظ رودوس جورجيوس هادجيماركوس للقناة اليونانية "سكاي تي في" بأن بعض الطرق لم تعد متاحة بسبب النيران، ويجب إيواء السياح وبعض السكان المحليين مؤقتًا في صالات الرياضة ومباني المدارس وقاعات المؤتمرات في الفنادق.
صورة من: Eurokinissi /Stringer/AFP
سحب الدخان تغطي السماء
الحريق الكبير في جزيرة رودوس مستمر منذ عدة أيام، وقد اندلع في جبل في وسط الجزيرة. ويشارك في مكافحة الحريق خمس طائرات هليكوبتر وحوالي 200 رجل إطفاء. لا تزال نهاية للحريق غير معروفة حتى الآن. وقال المتحدث باسم رجال الإطفاء فاسيليس فارثاكوجيانيس لقناة "سكاي تي في": إنه ليس حريقًا سينتهي غدًا أو بعد غد.
صورة من: Argiris Mantikos/Eurokinissi/REUTERS
الماء لغابات متفحمة
ليس فقط في رودوس تجتاح الحرائق الغابات. موجة الحر الشديد مع درجات حرارة تتجاوز 44 درجة مئوية، أدت إلى نشوب حرائق غابات في جميع أنحاء اليونان. والمنطقة الأكثر تأثرًا هي منطقة أجيا سوتيراس في بلدية تاناجرا بالقرب من أثينا، حيث تقوم هذه المروحية بإلقاء حمولتها من الماء لإطفاء الحريق. وسبق أن دُمرت المنطقة في حرائق كبيرة عام 2007.
صورة من: Tatiana Bolari/ANE Edition/IMAGO
قافلة محبي الخيول
ليس البشر فقط يفرون من نيران الحرائق، بل يجب إخلاء الحيوانات أيضًا. في 17 من يوليو/ تموز تعرضت مزرعة لتربية الخيول في كاليفيا بالقرب من أثينا للحريق. وتقود الموظفات الخيول في قافلة خارج منطقة الخطر وتحمين أنفسهن بأقنعة للوجه من السحب السامة.
صورة من: STELIOS MISINAS/REUTERS
الزلزال المدمر ثم الحرائق
ليس فقط في اليونان بل في جميع أنحاء أوروبا تؤدي موجة الحر الشديد هذا الصيف إلى اندلاع حرائق الغابات، حتى في تركيا. حيث ذكرت وكالة الأناضول التركية أن عدد حرائق الغابات في 18 يوليو/ تموز بلغ 19 حريقًا في جميع أنحاء البلاد. وقد تأثرت بذلك منطقة هاتاي أيضا، والتي كانت قد تعرضت لزلزال مدمر في فبراير/ شباط من هذا العام.
صورة من: DHA
سحب الرماد تغطي السماء
حتى جزيرة لا بالما الإسبانية تعاني من وضع حرج للغاية. فقط قبل عام تقريباً في 19 سبتمبر/ أيلول 2022 ثار بركان هناك. ابتلعت تدفقات الحمم 4000 مبنى و350 هكتارًا من الحقول. والآن تتصاعد سحب الرماد مرة أخرى ـ هذه المرة تشتعل الغابة. ودُمر ما يقرب من 3000 هكتار من الأراضي. ومع ذلك تمت السيطرة في الأثناء على الحرائق.
صورة من: Europa Press/EUROPA PRESS/dpa/picture alliance
دق ناقوس الخطر في كندا
تشتعل الغابات أيضًا خارج أوروبا. في كندا اندلعت حرائق الغابات في آن واحد في جميع المقاطعات في الفترة ما بين مارس/ آذار ويوليو/ تموز. وحتى 22 يوليو اندلع 4498 حريقًا مدمرًا في مساحة تقدر بحوالي 113 ألف كيلومتر مربع. وتم إجلاء نحو 155 ألف شخص حتى 8 يوليو، وهي أكبر عملية إجلاء تم تسجيلها في كندا.
صورة من: Kamloops Fire Rescue/Handout/REUTERS
ضباب الدخان يجتاز الحدود
انتقلت سحب دخان حرائق الغابات في كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ففي مدينة فيلادلفيا غطت غيوم الدخان السماء لعدة أيام (صورة). وفي نيويورك غطى الدخان الكثيف تمثال الحرية. وتجاوزت السحب الداكنة المحيط الأطلسي ووصلت إلى البرتغال. وآثار تلك السحب الدخانية وصلت حتى المانيا، وخاصة في ولاية زارلاند.
صورة من: Bill Streicher/USA TODAY Network/IMAGO
الجحيم في موقع تدريب للجيش
تندلع النيران من حين لآخر في ألمانيا أيضًا. وقد شب حريق في منتصف يونيو/ حزيران في غابة بمنطقة لوبتهين في ولاية ميكلنبورغ-فوربومرن، التي كانت موقعا لتدريب القوات العسكرية. وبفضل تحسين التدابير الوقائية تم إطفاء الحريق بسرعة هذه المرة، بالمقارنة مع عام 2019 عندما شب أكبر حريق غابات في تاريخ البلاد. بلغت المساحة المدمرة من الغابات هذه المرة 100 هكتار، وقبل أربع سنوات بلغت المساحة المدمرة 1000 هكتار.