من الطرق الشائعة التي يتبعها الناس لمعالجة لسع البعوض المزعج الذي يسبب احمرار الجلد والشعور القوي بالحكة، تبريد موضع اللسعة عن طريق الثلج، غير أن تجارب أخرى قد أفادت أن رفع حرارة الإصابة أفضل من التبريد. ما السبب؟
إعلان
حان الصيف وحان موعد لسعات البعوض التي لا ترأف بأحد. هذا الكائن الصغير داكن اللون الذي يعكر صفو جلستك أو نومك بأصوات الطنين المزعجة، ليتبعها بلسعة سريعة تتسبب بظهور بقعة حمراء مثيرة للحكة قد تتورم، وفي بعض الأوقات لسوء حظك قد يتسبب لك بأمراض خطيرة.
العلاجات الموضعية للسعة البعوض كثيرة جداً ولعل أكثر الأساليب شيوعاً للتخلص من الشعور بالحكة وتخفيف احمرار الجلد عن طريق تبريد المنطقة باستخدام قطع الثلج.
بيد أن تجارب أخرى قد وجدت أن رفع حرارة المنطقة قد يكون الحل الأفضل لذلك، والسبب بحسب ما نشره موقع "فيلت" الألماني، أن المعالجة بالتبريد غالباً ما تكون مؤقتة، إذ بعد وقت قصير من التبريد يعود شعور الحكة من جديد، في حين أن رفع حرارة المنطقة المصابة سواء عن طريق ضمادة الماء الحارة أو بالماء الساخن لعدة ثوان أو وضع ملعقة في الماء الساخن لفترة بسيطة ثم وضعها على مكان اللسعة، من شأنه أن يخفف آثار اللسعة لوقت أطول، كما قد يساعد على إتلاف المادة البروتينية التي يحقنها البعوض من مكان اللسعة. بحسب ما نشره موقع "إنسايدر" الأميركي.
من المهم جداً عند إصابتك بلسعة بعوض أن تتجنب حك الجلد على الرغم من صعوبة مقاومة هذا الشعور، ولكن حاول ما بوسعك وذلك لتفادي نقل الجراثيم من منطقة الإصابة إلى أماكن أخرى والتسبب بالتهابات. واتجه مباشرة لغسل موضع اللسعة وتعقيمها، ومن ثم وضع ضمادة ماء ساخن أو الطرق الأخرى المشار إليها لتجنب الحكة، بعد ذلك يمكنك استخدام كريم خاص لعلاج اللسعات الذي باستطاعتك تحضيره من المواد الطبيعية المتوفرة لديك في المنزل مثل البابونج أو الخزامى أو القرنفل، كما يمكنك استعمال العسل أو هلام الصبار "الألوفيرا" لما تحتويه هذه المواد من مكونات مضادة للالتهابات، إضافة إلى العديد من العلاجات المنزلية الأخرى، كما ينصح باستشارة الطبيب عند تفاقم الحالة.
ر.ض
القراد .. مصاصات الدماء المزعجة
حشرات طفيلية صغيرة تتغذى على دماء البشر والحيوانات، وتتسبب في نقل البكتيريا والأمراض. لكن لعابها يحمل بعض الفوائد لأمراض القلب. يكرهها البشر، وحتى بعض الحيوانات والطيور غيرت من طرق حياتها للتعايش معها.
صورة من: zecken.de
يوجد في العالم نحو 900 نوعاً من القراد. يمتلك القراد ثماني أرجل ويعتبر من المفصليات كالعثة وليس من الحشرات. يتغذى القراد على الدم ويعيش في الشجيرات أو في العشب وينتظر هناك لغاية وصول كائن حي يحتوي على دم ليتغذى عليه. أكثر نوع شائع من القراد في ألمانيا هو نوع "اللبود الخروعي"، التي يصل طوله إلى 11 مليمتراً.
صورة من: zecken.de
يتغذى القراد باستعمال فمه وسيقانه الأمامية عن طريق خرق جلد الضحية. ويبحث القراد عن بقعة يسهل فيها اختراق الجلد وتقع الشعيرات الدموية تحتها مباشرة. في الواقع يكون أغلب طعامه ليس الدم نفسه، وإنما السوائل الليمفاوية التي تتسرب من الجروح.
صورة من: picture-alliance/OKAPIA KG, Germany
الكثير من أنواع القراد تنقل البكتيريا والفيروسات المسببة للأمراض، ففي ألمانيا مثلاً يمكنها نقل مرضي التهاب السحايا وداء لايم. رغم ذلك يحمل القراد بعض المحاسن، إذ توصل باحثون من جامعة أوكسفورد مؤخراً إلى أن البروتينات الموجودة في لعاب القراد يمكنها منع الالتهابات. لذلك يمكن استعمال هذه البروتينات كعلاج محتمل لبعض أمراض القلب.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Begsteiger
رغم الاكتشافات الحديثة التي تحدثت عن فوائد القراد، إلا أن تاريخه "الدموي" سبب الكثير من الخسائر الحيوانية. فالطقس الدافئ نسبياً في الشتاء بشرق الولايات المتحدة تسبب في زيادة أعداد القراد، ما أدى إلى موت نحو 70 في المائة من صغار حيوان الموظ (نوع من الأيل) عام 2016، والتي يتغذى القراد على دمائها، بحسب ما ذكرت جامعة "نيوهامبشير" الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Cole
توجد بعض أنواع الطيور التي تعيش في أفريقيا وتتغذى على القراد والطفيليات الموجود على جلد الثدييات. في الصورة يظهر طائر أصفر المنقار يحط غالباً فوق الجاموس الأفريقي، وأصبحت علاقتهما علامة مميزة بسبب الفائدة المتبادلة، إذ يتغذى الطائر على القراد، بينما يتخلص الجاموس من مخاطره ويدع الطائر يعشش على رأسه.
صورة من: picture-alliance/WILDLIFE
هنالك بعض أنواع القراد التي تتغذى على دماء الطيور. هذه الطيور طورت بعض طرق الوقاية من القراد، مثل طائر "شرشور المنزل" الذي يعيش في المكسيك. وذكرت دراسة نشرت في الدورية العلمية "علم الطيور" أن هذا الطائر "يلقح" أعشاشه بأعقاب السجائر، إذ يمنع النيكوتين الموجود في السجائر القراد، لكن النيكوتين يؤثر في الوقت نفسه سلباً على صغار الطائر، حسب الدراسة.
صورة من: picture-alliance/All Canada Photos
لا يضع الخبراء القراد على قائمة الطفيليات التي يجب القضاء عليها بالكامل. وحتى إن فعلوا ذلك، فلن يكون تنفيذ ذلك بالأمر السهل، فهي قوية للغاية ويمكنها البقاء على قيد الحياة في مختلف الأجواء والأماكن، ويمكنها حتى العيش في غسالة الملابس أو لفترات قصيرة في الثلاجة. من يتعرض لعضة من القراد يجب عليه التحقق فوراً من مكان العضة وأخذ لقاح مضاد بصورة عاجلة.