" الحرب الإلكترونية" في المواجهة العسكرية بين إسرائيل وقطاع غزة
٢٠ نوفمبر ٢٠١٢اتخذ الفلسطينيون والإسرائيليون، كل من موقعه، حصنه المنيع، واستحضر أسلحته المكونة من الكمبيوتر المتصل بالانترنت، أو الهاتف الذكي، لمواجهة خصمه و لإلحاق اكبر الضرر به، وممارسة المواجهة المباشرة بينهما في العالم الافتراضي على الانترنت.
و يحاول كل طرف بما لديه من أسلحة، متمثلة في المعلومات والصور والفيديوهات وروابط الكترونية استخدامها في مواجهة خصمه، و إلحاق الهزيمة به من خلال إيصال اكبر كمية ممكنة من المعلومات إلى اكبر عدد ممكن من الجمهور وضمان إعادة نشرها.
تويتر أطلق الشرارة الأولى
وقال الجيش الإسرائيلي في حسابه الرسمي على تويتر الساعة الثالثة والنصف من ظهر يوم الأربعاء الماضي (14نوفمبر/ تشرين الثاني) : "جيش الدفاع الإسرائيلي، بدأ حملة عسكرية واسعة ضد مواقع و نشطاء الإرهاب في قطاع غزة، وستركز على أهداف تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي" إيذاناً ببدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، قبل إصدار أي بيان رسمي أو تصريح صحفي.
وبدأ الحساب الخاص على موقع تويتر والتابع لكتائب القسام باللغة الانجليزية في مواجهة "التغريدات" الإسرائيلية على حساب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، في محاولة لنشر المعلومات من جانبها الفلسطيني، وعدم حصر المعلومة بالجانب الإسرائيلي فقط .
وقالت كتائب القسام " أيادينا المباركة ستصل إلى قادتكم وجنودكم في كل مكان، لقد فتحتم أبواب جهنم على أنفسكم"، كرد على ما نشره الجيش الإسرائيلي بقوله " ننصح نشطاء حماس سواء القادة أو العناصر، بإظهار وجوههم على وجه الأرض في الأيام القادمة".
وأوضحت يولا بابياك الخبيرة في الإعلام الاجتماعي، المقيمة في العاصمة الألمانية في حديث مع DWعربية، أن الإسرائيليين والفلسطينيين أصبحوا أكثر اهتماماً بالإعلام الاجتماعي من أجل الحصول على أكبر دعم ممكن حولهم في ظل المواجهة العسكرية بينهم.
فيما اعتبر الخبير في الإعلام الاجتماعي اللبناني سفيان ذبيان أن الإعلام الاجتماعي، لاسيما تويتر، أعطى مساحة واسعة للفلسطينيين في ظل اعتقادهم بانحياز الإعلام التقليدي الغربي لإسرائيل، لنشر الصورة من على الأرض.
المواطن العادي أصبح صحفياً
ولم تقتصر المعلومات المنتشرة على وسائل الإعلام الاجتماعي، من تويتر و يوتيوب و فيسبوك على الصحفيين التقليدين، بل أصبح كل من لديه حساباً متصلا بالانترنت على نشر المعلومات والصور و الأخبار من كل مكان، بشكل اقرب من الصحفيين العاملين مع وسائل الإعلام التقليدية.
وقالت بابياك إن " هناك عدم توازن في حجم المعلومات القادمة من غزة، والقادمة من إسرائيل بسبب عدم قدرة النشطاء في غزة على البقاء دائماً على الانترنت لطبيعة الظروف هناك، من انقطاع للتيار الكهربائي، وقرب القصف منهم"
وأضافت " ولكن في ذات الوقت، يحقق النشطاء الفلسطينيون وكذلك الصحفيين العاملين من قطاع غزة انتشاراً واسعاً على تويتر و فيسبوك، حيث أصبحت "الهاشتاج" الأكثر انتشاراً حالياً على تويتر "غزة تحت القصف" GazaUnderAttack" في حساب تويتر.
بينما حقق "هاشتاج" اسم العملية الإسرائيلية عامود السحاب "PillarOfDefense" انتشاراً أيضا في بداية العملية، إلا أنه سرعان ما سيطرت التغريدات القادمة من غزة على حساب تويتر.
كم هائل من المعلومات
ورأت بابياك أن حجم وكم المعلومات الهائل قد يشوبه بعض الأخطاء، ويحتاج إلى تدقيق. و قد يستخدم كل طرف الدعاية و"الحرب النفسية" في مواجهة خصمه، ونشر معلومات وصور غير حقيقية.
واستدركت في ذات الوقت أن الصحفيين التقليديين الذين يمكثون في غزة يحققون أكبر قدر ممكن من المتابعة لمصداقيتهم في نشر الأخبار والصور بشكل أكبر، بينما يحقق النشطاء من الطرفين متابعة ولكن بدرجة اقل، مما قد يدفع المتابع من الخارج إلى قراءة ومتابعة أكثر من حساب للتأكد من المعلومات الواردة من طرف معين، كأحد الوسائل الناجعة للتحقق.
هي الحرب النفسية
وقال الخبير اللبناني ذبيان إن "الحرب الإلكترونية هي بالدرجة الأولى حرب نفسية، من اجل تعزيز المعنويات، ومن اجل فضح الانتهاكات في حال كان هناك تعتيم إعلامي"، مشيراً إلى أن بعض مواقع الإعلام الاجتماعي قد تحذف بعض الصور أو الفيديوهات المنشورة بسبب ضغوطات معينة.
وينشر المستخدمون صوراً لأطفال قتلوا بسبب الصورايخ الإسرائيلية، من اجل الحصول على التعاطف العالمي، بينما ينشر المستخدمون الإسرائيليون صوراً للأضرار التي تسببها القذائف الفلسطينية، وحالة الخوف والرعب التي تصيب السكان.