1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الحرب لن تجلب الديمقراطية لإيران لكنها ستعزز نفوذ النظام"

١١ نوفمبر ٢٠١١

بعد نشر الوكالة العالمية للطاقة الذرية تقريرها عن البرنامج النووي الإيراني، تباينت ردود الفعل ما بين معارض ومؤيد لضربة عسكرية ضد إيران، لكن أطرافاًً من المعارضة الإيرانية في المنفى تحذر من مغبة التدخل العسكري.

كثير من المعارضين الإيرانيين يقول بأن هجوما على المنشئات النووية الإيرانية سوف يثير الرأي العام الإيرانيصورة من: Fars

قبل بضع ساعات من نشر تقرير الوكالة العالمية للطاقة الذرية عن المنشئات الذرية في إيران يوم الثلاثاء ( 8 نوفمبر/تشرين الثاني)، قام 120 معارضاً إيرانياً في المنفى بتوقيع عريضة عبّروا فيها عن قلقهم إزاء "تدخل عسكري محتمل في إيران". ومن القائمين على هذه العريضة الصحفي الإيراني أكبر غنجي، الذي يعيش حالياً في المنفى. في حديث خاص مع دويتشه فيله قال غنجي إن القائد الأعلى في إيران، علي آية الله خامنئي، يتحمل مسؤولية احتدام الخلاف بين إيران والمجتمع الدولي حول البرنامج النووي الإيراني. ويتابع غنجي: "النظام الإيراني يستعرض عضلاته ويحسب نفسه قوياً، فهو يقمع الشعب الإيراني، ويتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى ويردد الشعارات السخيفة ضد إسرائيل."

المعارض والناشط الإيراني أكبر غنجي لا يرى أن التدخل العسكري في إيران سوف يجلب لها الديمقراطية.صورة من: DW/Shodjaie

تعزيز النفوذ الإقليمي ومعاداة إسرائيل

ما يشير إليه غنجي هنا هو "القمع الوحشي" الذي تعرضت له حركة المعارضة الإيرانية المطالبة بالديمقراطية، بعد الانتخابات الرئاسية في إيران عام 2009 والتي يُعتقد بأنه كان قد تم تزويرها. في خضم هذه الاضطرابات قام النظام الإيراني بإصدار أحكام بالسجن لسنين طويلة على عدد كبير من المعارضين. آخرون اضطروا إلى مغادرة البلاد، طالبين اللجوء في دول أخرى. أما على الصعيد الإقليمي فتحاول إيران، الغنية بالنفط، تعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وسيطرتها ليس فقط على أفغانستان، بل على العراق أيضاً، متحدية بذلك النفوذ السياسي الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية في المنطقة. بينما يمثل الموقف المعادي لإسرائيل منهجاً لا يتغير في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية منذ قيام الثورة قبل 31 عاماً.

لا مبرر لضربة عسكرية

لن يكون بالمقدور تبرير ضربة عسكرية ضد المنشئات النووية الإيرانية أمام الشعب الإيراني، كما يقول غنجي، فمعظم المعارضين الإيرانيين هم ضد أي شكل من أشكال التدخل العسكري في إيران. ويتابع غنجي: "قد يبدو هذا التدخل العسكري وكأنه سيناريو لخلع النظام الإيراني بمساعدة أجنبية، ولكن هذه المسألة هي من شأن الشعب الإيراني فقط".

ويُعتبر أكبر غنجي، وهو كاتب وصحفي وعالم اجتماع غادر إيران في عام 2006 بعد أن قضى مدة طويلة في السجن، من أشهر معارضي النظام الإيراني ومن مؤسسي حركة الديمقراطية في إيران، حيث ينادي غنجي بمزيد من الحوار المباشر مع الشعب الإيراني، ومزيد من التعاون داخل المجتمع الدولي في ملاحقة انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام الإيراني. ويؤمن غنجي بأن الحرب ليس بإمكانها أن تجلب الديمقراطية، وهذا ما تنص عليه أيضاً عريضة المعارضين الإيرانيين: "ليس باستطاعة الصواريخ أن تنقل الديمقراطية" إلى إيران. ويخشى غنجي بأن يتعمق الشعور بعدم الثقة، من قبل الإيرانيين إزاء بعض الدول الغربية، إذا ما قام الغرب بالهجوم عسكرياً على بلادهم. ويذهب غنجي إلى أبعد من ذلك ويتوقع أن "الشعب الإيراني سوف يعتبر كل من يدعم التدخل العسكري في إيران خائناً".

تقول المعارضة الإيرانية شيرين عبادي إن القيادة الإيرانية قد تزيد من قمع المعارضة، في حال تعرضت إيران لهجوم عسكري.صورة من: AP

"الهجوم العسكري يدعم النظام الإيراني"

موقف مشابه اتخذته المحامية الإيرانية شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام. فهي تتوقع أن هجوماً عسكرياً على إيران، بغض النظر إن كان الهدف منه منشئاتها النووية أم لا، سوف يزيد "النعرة القومية" لدى الإيرانيين ويساهم بشكل غير مباشر في دعم النظام الإيراني. العنف في رأيها هو الطريق الخطأ لتغيير نظام الحكم في إيران. وتتابع عبادي التي تعيش في المنفى منذ عام 2009: "إذا تعرضت إيران لهجوم عسكري، فإن الشعب في إيران سوف ينسى استياءه إزاء نظام الحكم. وهذا سيكون بمثابة دعم للنظام، الذي سيقوم حينها بقمع حركات المعارضة، مبرراً هذا بأنه يريد ضمان الأمن القومي".

وليست هذه هي المرة الأولى التي تلجأ فيها الجمهورية الإسلامية إلى مثل هذه المبررات، فقد قامت بإعدام العديد من المعارضين في السجون بحجة الحفاظ على "أمن الدولة"، وذلك إبان الحرب مع العراق بين عامي 1980 و 1988. لذلك تنصح شيرين عبادي المجتمع الدولي بالتريث، لأن "النظام في إيران سوف ينهار من تلقاء نفسه" كما تعتقد الناشطة والمحامية الإيرانية الجائزة على جائزة نوبل للسلام.

شبنم نوريان/ نادر الصراص

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW