"الحرس الثوري" يكشف بعض "ملابسات" إسقاط الطائرة الأوكرانية
١١ يناير ٢٠٢٠
بعد أن أقرت طهران بأن الطائرة الأوكرانية أسقطت نتيجة صاروخ انطلق عن طريق الخطأ، كشف الحرس الثوري عن بعض الملابسات التي قال إنها أدت إلى الحادثة، فيما رحبت عدة دول باعتراف طهران، طالبة بالتحقيق والتوضيح والتعويض.
إعلان
أعلن الحرسالثوري الإيرانيوعلى لسان قائد سلاح الجو فيه مسؤوليته الكاملة عن سقوط الطائرة الأوكرانية. وقال قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاه إنه يتحمل المسؤولية إزاء الحادث مضيفا "كنت أتمنى الموت على أن أكون شاهدا على حادث مروع مثل الذي حصل"، حسب ما نقل عنه التلفزيون الرسمي الإيراني.
وكشف العميد حاجي زادة الحراس في موقع الدفاع الجوي الذي أنطلق منه الصاروخ ظنوا أن الطائرة الأوكرانية صاروخ كروز، لذا فقد اطلق صاروخا قصير المدى أصاب الطائرة التي اشتعلت النيران فيها ولم تنفجر، وحاول الطيار الدوران والعودة بها إلى المطار إلا أنها "انفجرت عندما اصطدمت بالأرض". وأكد قائد قوات الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني، حاجي زاه، أن جنديا أطلق الصاروخ من دون حصوله على تأكيد لأمر الإطلاق بسبب "تشويش" في الاتصالات.
وقالت مصادر إعلامية إيرانية أنه بعد سقوط طائرة الركاب الاوكرانية، بدأ المسؤولون على الفور بالتحقيقات اللازمة لمعرفة أسباب الحادث وتحديد المسؤولين عنها وتقديمهم للمحاكمة. وتابعت بعد أن ثبت لكبار القادة العسكريين حدوث خطأ بشري بعد أقل من 48 ساعة من الحادث، تم اطلاع الزعيم الروحي آية الله علي خامنئي ورئيس الجمهورية حسن روحاني بالأمر". وأضافت أن خامنئي شدد على ضرورة إعلان المعلومات على الملأ بعد اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي.
وأفاد بيان عسكري إيراني بأن الطائرة الأوكرانية أسقطت نتيجة "خطأ بشري بعد اقترابها من مركز حساس" تابع للحرس الثوري الإيراني.
وعبر الرئيس الإيراني عن أسفه إزاء الحاث مشيرا إلى في تغريدة على موقع تويتر بأن"التحقيقات تتواصل لتحديد هوية المسؤولين عن هذه المأساة الكبيرة والخطأ الذي لا يغتفر ومحاكمته"، وأكد على ضرورة تعويض أسر الضحايا.
ترحيب باعتراف طهران ومطالب بالتحقيق والتعويض
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، أن بلاده تنتظر اعتذارا رسميا من إيران وعبر قنوات رسمية وتعويضات عن إسقاط الطائرة التي راح ضحيتها 167 شخصا بعد اعتراف طهران بإسقاطها. وقال زيلينسكي على "تليغرام"، "صباح اليوم لم يكن جيدا، لكن ظهرت الحقيقة. إيران اعترفت بذنبها، بأنها أسقطت الطائرة الأوكرانية، حتى قبل انتهاء أعمال اللجنة الدولية للتحقيق"، بحسب قناة "روسيا اليوم".
وكانت ايران قد نفت في البداية أن تكون الطائرة قد أسقطت بواسطة صاروخ إيراني وقالت إن مزاعم من هذا النوع ذات دوافع سياسية.
من جانبه طالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في بيان "أولويتنا تبقى إيضاح هذا الملف بشفافية وعدالة"، مضيفاً أنها "كارثة وطنية وجميع الكنديين في حداد". وكان من بين ركاب الطائرة 63كنديا. كنديا.
ورحبت الحكومة الألمانية باعتراف إيران بمسؤوليتها عن حادثة سقوط الطائرة، وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية "كان من المهم أن توضح إيران ذلك (سبب سقوط الطائرة). الآن يتعين على طهران استخلاص التبعات السليمة خلال معالجة هذه الكارثة المفزعة واتخاذ الاحتياطات التي تضمن عدم تكرار مثل هذا الشيء مجددا".
ح.ع.ح/ع.ج.م(أ.ف.ب/د.ب.أ/رويترز)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".