1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحركة الفنية في غزة تكافح من أجل البقاء

٢٢ أبريل ٢٠١٢

تعاني الساحة الفنية في غزة من حالة غياب للدراما التلفزيونية والمسرحية، في ظل غياب مؤسسات فنية داعمة. أما الأعمال الفنية الموجودة فباتت جميعها "رهينة لأفكار الأحزاب السياسية".

صورة من: DW

الفن الفلسطيني خاصة المسرح له تاريخ طويل نَشِطَ منذ منتصف خمسينات القرن الماضي. وكانت الفرق المسرحية والغنائية المحلية والمصرية الوافدة إلى غزة تُقدم عروضها في كُبري دور السينما، كسينما الجلاء والسامر وعامر والحرية. إلى ذلك كانت  دور السينما تِلك تقدم عروضا للأفلام السينمائية العربية والأجنبية.  كُل ذلك انتهي تماما، لتتحول دور العرض إلى أنقاض. ومنذ الانقسام الفلسطيني عام 2007 مُنعت المجلات الفنية والعربية التي كانت تأتى إلى القطاع من مصر، بالإضافة إلى كافة الصحف والمجلات الفنية والسياسية  الفلسطينية التي تصدر من الضفة الغربية. ليصبح مجتمع غزة بعيدا عن أي أنشطه فنية، عدا التي تُختزل في بعض الأنشطة والعروض المسرحية الوطنية والتراثية، في ظل حالة الخوف والقلق التي ساهمت في تراجع  تقديم تلك العروض. وفق حوارات أجرتها DWمع بعض القائمين على الحركة الفنية في غزة.

البعض يحاول إيقاظ الحركة الفنية

"اوبريت السامر" آخر ما قُدم على مسرح رشاد الشوا وسط غزة في شهر نيسان/ أبريل الحالي بحضور جماهيري لافت. تم خلال الأوبريت الغناء والتمثيل و إلقاء الزجل وتقديم اللوحات التراثية. وفى حوار مع DW أشار م. عماد الفالوجي رئيس مركز آدم لحوار الحضارات  الراعي لهذا الاوبريت أن" عطش أهل غزة للحاجة الفنية الراقية التي ربطت الماضي بالحاضر ومن باب المسؤولية دفعني لرعاية ذلك ". مؤكدا أن الفن بأشكاله المختلفة في غزة ينقصه الرعاية من المؤسسات المانحة والداعمة.

عماد الفالوجي، رئيس مركز آدم لحوار الحضاراتصورة من: DW

 واعتبر الفالوجي انه بعد سيطرة حركة حماس على غزة أصبحت "هناك حالة من الخوف والقلق من حرية التعبير لدى الحركة الفنية بأشكالها المختلفة، ما أدى إلى تراجعها". مشيرا إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان يدعم بكل قوة معنويا وماديا كافة الأعمال الفنية الهادفة. إلى ذلك اعتبر الفالوجي أن "الحصار الإسرائيلي حَرَمَ كثيرا الفرق الفنية والفنانين لتلبية دعوات من القيام بفاعليتهم خارج الوطن". وأنهي الفالوجي حواره :" يجب النهوض بالحركة الفنية والثقافية وألا يستسلم أهل غزة لهذا الواقع". ونجح المخرج الفنان سعيد البيطار منذ عام ونصف في دعوة وفد فني سوري كبير لحضور إحدي عروضه المسرحية في غزه، ولدعم الحركة الفنية المحلية. 

افتقاد الأنظمة والأدوات المهنية

"افتقدنا في غزة المؤسسة الأم من خلال تلفزيون وفضائية فلسطين".  بهذا القول استهل حواره مع DWالمخرج فايق جراده. مشيرا إلى أن تلفزيون فلسطين قبل أن تغلقه حماس في غزة  عام 2007 كان ينتج مسلسلات درامية  وأفلام وثائقية و"يهتم بالحركة الفنية ومواهبها ومتابعتها ودعمها". واعتبر جراده أن الإنتاج البصري الآن" إنتاج إرهابي". وبسؤالنا عما يقصده بهذا المعني، أشار إلى ان العالم أصبح لا يرى كل ما يجرى في غزة سوى" الدم والحصار والأحزاب المتنازعة". وعن وجه نظره في النهوض بالحركة الفنية، أجاب بعدة نقاط أهمها" أن الإبداع لايتم في غرف مغلقة ويجب تحرير الأفكار وعدم اختزال الأعمال بالمواضيع السياسية الحزبية ويجب الاهتمام بصقل المواهب بشكل مهني". متسائلا :" من وين في نهوض في غياب مؤسسة سينمائية وإنتاج أفلام ذات مضمون وقدره؟".

وعزا جرادة افتقار غزة لأفلام المهرجانات "بسبب غياب شركات إنتاج من غزة، وتبعية ما ينتج لأجندات فضائيات ومؤسسات عربية ودولية". واستطرد قائلا" أنا الآن أخرج فيلم وثائقي عن ناجي العلي باشتراك مغربي رغم أنها ربما قصص مكررة... وهذا حالنا نفتقد للأنظمة والأدوات المهنية!". وفى حوار آخر مع DWيشير الكاتب والسيناريست أكرم عطا لله إلى أن بعض المحطات الفضائية العربية المنتجة تحاول استغلال كاتبي السيناريوهات المحلية "بأجور متدنية للغاية لا ترقى بأدنى معايير المجهود والعمل المهني".

المخرج الفلسطيني فايق جرادهصورة من: DW

فنون تنشط وفق أجندات حزبية

قبل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة كان فن الطرب والغناء والإنتاج الفني الغنائي في حالة نشطة. بينما يقتصر اليوم على الأناشيد والأهازيج والغناء الديني في الأفراح فقط.  واستطاعت حركة حماس استقطاب الكثير من الفرق الفنية الإسلامية والمنشدين الإسلاميين العرب إلى قطاع غزة لتقديم حفلات "الفن الإسلامي المُقاوم". و يشير احمد المتزوج منذ عام ونصف " احيي عُرسي فنان..أول ما غنى للشهيد أبو عمار ولحركة فتح ..أَمِن حماس جاءوا ونزلوه من على المنصة ومنعوه يغني ".  ويبقي المطربون المحليون غير المنتمين إلى فصائل حزبية دون عمل. إلا أن بعضهم خَرج بأغاني تدعوا لإنهاء الانقسام . كذلك لا يستطيع باى حال من الأحوال السماح للرسامين الذين اشتهروا برسوماتهم وإبداعاتهم  المعبرة عن واقع غزة عبر اللوحات الجدارية سوى التعبير عن ما تُوافق عليه "سياسة حماس وتوجهاتها".

تنديد برقابة حماس على الفن والثقافة

ندد معظم من أجرت معهم DW حوارات حول فرض رقابة حركة حماس على الفن وحرية التعبير. وأشار البعض " يجب أن توافق حماس على المشاريع قبل عرضها..وتسارع بأخذ إجراءات صارمة مع ما لا يتفق معها".  بينما ينوه  غسان رضوان مدير دائرة المطبوعات والنشر في مكتب أعلام حكومة حماس "كل ما أنتج مؤخرا من أعمال فنية تعاني من المضمون والضوابط المهنية". إلى ذلك أكد وزير ثقافة حكومة حماس محمد المدهون على أهمية العمل المسرحي والأعمال الفنية والبحث عن سبل دعمها.  مشيرا انه اجتمع مؤخرا مع مجموعة من المسرحيين " لوضع رؤية لتفعيل العمل المسرحي  وضمان مشاركة الجمعيات المهتمة".

شوقي الفرا - غزة

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW