الحريري للمحتجين: قراراتنا ليست للمقايضة لوقف التظاهر
٢١ أكتوبر ٢٠١٩
حاول رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري التقرب من المتظاهرين قائلا إن القرارات الجديدة ليست للمقايضة لوقف التظاهر. ليس هذا فحسب، بل أعلن دعمه لمطلبهم بإجراء انتخابات مبكرة. فهل يجد كلام الحريري آذانا صاغية لدى المحتجين؟
إعلان
الحكومة اللبنانية تحاول احتواء الوضع
01:59
أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن حكومته أقرت اليوم الاثنين (21 تشرين الأول/ أكتوبر 2019) موازنة 2020 بعجز 0.6% ومن دون ضرائب جديدة. وقال الحريري، في كلمة لوسائل الإعلام بعد اجتماع لمجلس الوزراء، إن من بين الإجراءات التي صادقت عليها الحكومة خفض 50% من رواتب الوزراء والنواب الحاليين والسابقين.
وعد الحريري بإقرار مشروع قانون لتشكيل هيئة لمكافحة الفساد، كما أعلن إلغاء وزارة الإعلام ودمج عدد من المؤسسات. وفي محاولة للتقرب منهم واستيعاب غضبهم، أكد الحريري دعمه للمحتجين في شوارع لبنان، واعتبر أنهم يدافعون عن كرامتهم، ووصف موازنة عام 2020 بأنها "انقلاب اقتصادي" بالنسبة للبنان.
وتابع الحريري أنه تم الاتفاق على" إقرار مشروع قانون العفو العام قبل آخر السنة الحالية، وإقرار ضمان الشيخوخة، واعتماد 20 مليار إضافية لدعم برنامج الأسر الأكثر فقراً، و160 مليون دولار لدعم القروض السكنية". كما كشف عن قرار بإعداد "مشروع قانون استعادة الأموال المنهوبة".
وتوجه الحريري إلى المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة الحكومة قائلا: "هذه القرارات ربما لا تحقق مطالبكم، ولكن تحقق ما أطالب به منذ سنتين، هذه القرارات ليست للمقايضة لوقف التظاهر، هذا القرار أنتم تأخذونه ولا أسمح لأحد بأن يهددكم وواجب الدولة أن تحميكم، أنتم البوصلة وتحركم حرك الحكومة وأوصل إلى هذه القرارات".
ولم يكتف رئيس الحكومة اللبنانية بذلك بل أعلن دعمه لمطلب المتظاهرين بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، قائلا: "يجب أن تعرفوا أن صوتكم مسموع، وإذا كانت الانتخابات النيابية المبكرة هي مطلبكم، وليكون صوتكم هو وحده الذي يقرر، فأنا سعد الحريري شخصياً معكم في هذا المطلب".
بيد أن المظاهرات لم تتوقف بعد كلمة الحريري ووعوده وأعلن المتظاهرون في الساحات عن رفضهم للقرارات التي أعلنها رئيس الحكومة، معربين عن عدم ثقتهم بالحكومة وتمسكوا بشعار إسقاطها.
أ.ح/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)
بالصور- لبنان.. شرارة "الحرائق" تنتقل من الغابات إلى الشارع
شهد لبنان في الآونة الأخيرة مجموعة من الأحداث التي فاقمت من الأزمات، التي يعاني منها البلد منذ عقود. تلاحق الأزمات من دون إيجاد حل لها من قبل الحكومة أثار غضب المواطنين و أشعل احتجاجات واسعة.
صورة من: Reuters/A. Haju
أزمة نفايات "مزمنة"
إنها واحدة من أكبر الأزمات التي يواجهها لبنان منذ سنوات. ففي عام 2015 ظهرت على السطح أزمة نفايات كبرى أدت إلى وجود حركة احتجاجات ضخمة تحت اسم "طلعت ريحتكم"، وطالب المحتجون باستقالة الحكومة. وتنتج العاصمة بيروت وحدها يوميا مئات الأطنان من النفايات ينتهي الأمر بمعظمها إلى مكبات نفايات غير قانونية أو يتم إلقاؤها مباشرة في البحر، وما تزال أزمة النفايات لم تحل حتى في عام 2019.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Hamzeh
تراكم الأزمات وغياب الحلول
يعاني لبنان من أحد أعلى معدلات الدين العام في العالم بالنسبة لحجم الاقتصاد. وتضرر النمو الاقتصادي بسبب النزاعات وعدم الاستقرار في المنطقة. وبلغ معدل البطالة بين الشباب أقل من 35 عاما 37 بالمئة. كما يشهد البلد منذ عقود، عدداً من المشاكل التي لم تجد لها الحكومة حلاً مستداماً، ومن بينها نقص في تأمين الخدمات الرئيسية وترهل في البنية التحتية.
صورة من: Reuters/M. Azakir
تدهور العملة المحلية
تصاعدت نقمة الشارع في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي تراجعت قيمتها في السوق السوداء مقابل الدولار وسط مؤشرات على انهيار اقتصادي وشيك. الأزمة المالية، التي خرجت للعلن قبل أيام كبدت عدداً من قطاعات الاقتصاد منها محطات الوقود و المطاحن، خسائر كبيرة، ما دفع بها للتهديد بالإضراب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
أزمة الدولار!
يعتمد لبنان بشكل رئيسي على الاستيراد لتلبية معظم الحاجات الأساسية للمواطنين كالقمح والوقود؛ ولهذا بدا أثر الأزمة واضحا في الآونة الأخيرة في الاقتصاد الفعلي، حيث عجز المستوردون عن الحصول على دولارات بسعر الصرف المحدد. وبعد تهديد أصحاب محطات الوقود ومستوردي المحروقات بالإضراب، أعلنت نقابة أصحاب الأفران في لبنان عن الإضراب والتوقف عن بيع الخبز، إلى أن تجد الحكومة حلاً لـ"أزمة الدولار".
صورة من: DW/A. Vohra
غضب على مواقع التواصل
الأزمات المتتالية على البلد وتفاقمها من دون إيجاد حل مستدام لها من قبل الحكومة، أثار موجة غضب بين اللبنانيين الذين لجأ عدد منهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن سخطهم من الوضع الاقتصادي المتردي للبلد وآثاره التي بات يعاني منها المواطن اللبناني والتي طالت حتى رغيف خبزه.
صورة من: picture-alliance/AA/H. Chbaro
التعامل مع الحرائق
شهد لبنان يوم الاثنين 14 أكتوبر/ تشرين الأول اندلاع حرائق في أنحاء عديدة من لبنان، لا سيما في منطقة "جبل لبنان". واستعانت السلطات اللبنانية بطائرات من دول في المنطقة لإخماد النيران التي التهمت مساحات واسعة وحاصرت مدنيين في منازلهم. طريقة التعامل مع إخماد الحراق أثارت سخرية وغضب رواد وسائل التواصل الاجتماعي، الذين انتقدوا تأخر قوات الدفاع المدني والأجهزة الأمنية في التعامل مع الحرائق.
صورة من: DW/K. Zeineddine
"واتس أب" يشعل الاحتجاجات
بعد ساعات من تأكيد إقرار الحكومة فرض "20 سنتاً على التخابر" عبر التطبيقات الخلوية، بينها خدمة "واتس أب" خرج الآلاف من اللبنانيين الغاضبين مساء الخميس (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019) احتجاجاً على الأزمة الاقتصادية وتوجه الحكومة لإقرار ضرائب جديدة عليهم. وجاء هذا القرار رغم أن كلفة الاتصالات في لبنان تُعد من الأعلى في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/AP/H. Ammar
مطالب بإسقاط "حكومة الضرائب"
ورغم إعلان الحكومة التراجع عن فرض الضريبة على خدمة اتصالات الإنترنت، تواصلت الاحتجاجات وتجمع المتظاهرون مرددين هتافات تنادي بإسقاط الحكومة احتجاجاً على "الأوضاع الاقتصادية الصعبة "وضد الضرائب التي أقرتها الحكومة، وطالبوا باسقاط "حكومة الضرائب". وهذه هي ثاني موجة احتجاجات يشهدها لبنان خلال الشهر الجاري.