الحريري يمهل شركاء حكومته 72 ساعة لتقديم مقترحات إصلاحية
١٨ أكتوبر ٢٠١٩
في خطاب غير مسبوق حمّل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري شركاء ائتلاف حكومته مسؤولية اندلاع الاحتجاجات لأنهم وضعوا العراقيل أمام محاولاته الإصلاحية، وفق ما جاء في خطابه مساء الجمعة في بيروت.
إعلان
أمهل سعد الحريري رئيس وزراء لبنان "شركاءه في الحكومة" اليوم الجمعة (18 تشرين أول/أكتوبر 2019) 72ساعة للتوقف عن تعطيل الإصلاحات وإلا فسوف يتبنى نهجا مختلفا، على حد قوله. وفي خطابه عن الاحتجاجات الواسعة التي عمت لبنان، قال الحريري إن لبنان "يمر بظرف عصيب ليس له سابقة في تاريخنا". وأضاف أن أطرافا أخرى بالحكومة، لم يسمها، عرقلت مرارا جهوده للمضي في إصلاحات.
وقال الحريري في خطابه القصير: إما أن يعطي "شركاؤنا في الحكومة" جوابا واضحا وصريحا يقنعني ويقنع المجتمع الدولي خلال 72 ساعة أو يكون لي كلام آخر. ولكنه لم يحدد طبيعة الكلام الذي ينوي قوله فيما بعد. وتابع الحريري: "الناس أعطتنا أكثر من فرصة منذ 3 سنوات لكن السياسيين واصلوا تعطيل جهود الإصلاح".
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام لبنانية اليوم الجمعة بإصابة 7 أشخاص في ساحة النور في مدينة طرابلس شمال لبنان في إطلاق نار من قبل مرافقي النائب السابق مصباح الأحدب خلال مظاهرة احتجاجية. وقالت قناة "الجديد" إن "النائب السابق مصباح الأحدب حاول الانضمام إلى المتظاهرين في ساحة النور في طرابلس، لكنهم رفضوا وجوده في ساحة النور وعمدوا إلى رشقه بعبوات المياه". وأشارت القناة إلى أن عددا من المحتجين أصيبوا بإطلاق نار من عناصر أمن الأحدب.
وكانت ساحتا الشهداء ورياض الصلح في وسط بيروت قد امتلأت مساء اليوم الجمعة بالمتظاهرين المحتجين على الأوضاع الاقتصادية المتردية. وحمل المتظاهرون الأعلام اللبنانية، وطالبوا برحيل الرؤساء الثلاثة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وخرج آلاف المواطنين إلى الساحات في العاصمة بيروت وصيدا ( جنوب لبنان) وبعلبك( شرق لبنان) وجونية ( جبل لبنان) وغيرها من المدن، وحمل المتظاهرون الأعلام اللبنانية.
واستمر اليوم قطع كافة الطرقات بالإطارات المشتعلة في العاصمة بيروت وفي مناطق عديدة في جبل لبنان وشماله وشرقه وجنوبه، وأغلقت المحال التجارية والمدارس والجامعات والمصارف أبوابها. وقطع المتظاهرون طريق المطار لبعض الوقت وقام الجيش بإعادة فتحها.
ح.ع.ح/ه.د(د.ب.أ/رويترز)
بالصور- لبنان.. شرارة "الحرائق" تنتقل من الغابات إلى الشارع
شهد لبنان في الآونة الأخيرة مجموعة من الأحداث التي فاقمت من الأزمات، التي يعاني منها البلد منذ عقود. تلاحق الأزمات من دون إيجاد حل لها من قبل الحكومة أثار غضب المواطنين و أشعل احتجاجات واسعة.
صورة من: Reuters/A. Haju
أزمة نفايات "مزمنة"
إنها واحدة من أكبر الأزمات التي يواجهها لبنان منذ سنوات. ففي عام 2015 ظهرت على السطح أزمة نفايات كبرى أدت إلى وجود حركة احتجاجات ضخمة تحت اسم "طلعت ريحتكم"، وطالب المحتجون باستقالة الحكومة. وتنتج العاصمة بيروت وحدها يوميا مئات الأطنان من النفايات ينتهي الأمر بمعظمها إلى مكبات نفايات غير قانونية أو يتم إلقاؤها مباشرة في البحر، وما تزال أزمة النفايات لم تحل حتى في عام 2019.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Hamzeh
تراكم الأزمات وغياب الحلول
يعاني لبنان من أحد أعلى معدلات الدين العام في العالم بالنسبة لحجم الاقتصاد. وتضرر النمو الاقتصادي بسبب النزاعات وعدم الاستقرار في المنطقة. وبلغ معدل البطالة بين الشباب أقل من 35 عاما 37 بالمئة. كما يشهد البلد منذ عقود، عدداً من المشاكل التي لم تجد لها الحكومة حلاً مستداماً، ومن بينها نقص في تأمين الخدمات الرئيسية وترهل في البنية التحتية.
صورة من: Reuters/M. Azakir
تدهور العملة المحلية
تصاعدت نقمة الشارع في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي تراجعت قيمتها في السوق السوداء مقابل الدولار وسط مؤشرات على انهيار اقتصادي وشيك. الأزمة المالية، التي خرجت للعلن قبل أيام كبدت عدداً من قطاعات الاقتصاد منها محطات الوقود و المطاحن، خسائر كبيرة، ما دفع بها للتهديد بالإضراب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
أزمة الدولار!
يعتمد لبنان بشكل رئيسي على الاستيراد لتلبية معظم الحاجات الأساسية للمواطنين كالقمح والوقود؛ ولهذا بدا أثر الأزمة واضحا في الآونة الأخيرة في الاقتصاد الفعلي، حيث عجز المستوردون عن الحصول على دولارات بسعر الصرف المحدد. وبعد تهديد أصحاب محطات الوقود ومستوردي المحروقات بالإضراب، أعلنت نقابة أصحاب الأفران في لبنان عن الإضراب والتوقف عن بيع الخبز، إلى أن تجد الحكومة حلاً لـ"أزمة الدولار".
صورة من: DW/A. Vohra
غضب على مواقع التواصل
الأزمات المتتالية على البلد وتفاقمها من دون إيجاد حل مستدام لها من قبل الحكومة، أثار موجة غضب بين اللبنانيين الذين لجأ عدد منهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن سخطهم من الوضع الاقتصادي المتردي للبلد وآثاره التي بات يعاني منها المواطن اللبناني والتي طالت حتى رغيف خبزه.
صورة من: picture-alliance/AA/H. Chbaro
التعامل مع الحرائق
شهد لبنان يوم الاثنين 14 أكتوبر/ تشرين الأول اندلاع حرائق في أنحاء عديدة من لبنان، لا سيما في منطقة "جبل لبنان". واستعانت السلطات اللبنانية بطائرات من دول في المنطقة لإخماد النيران التي التهمت مساحات واسعة وحاصرت مدنيين في منازلهم. طريقة التعامل مع إخماد الحراق أثارت سخرية وغضب رواد وسائل التواصل الاجتماعي، الذين انتقدوا تأخر قوات الدفاع المدني والأجهزة الأمنية في التعامل مع الحرائق.
صورة من: DW/K. Zeineddine
"واتس أب" يشعل الاحتجاجات
بعد ساعات من تأكيد إقرار الحكومة فرض "20 سنتاً على التخابر" عبر التطبيقات الخلوية، بينها خدمة "واتس أب" خرج الآلاف من اللبنانيين الغاضبين مساء الخميس (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019) احتجاجاً على الأزمة الاقتصادية وتوجه الحكومة لإقرار ضرائب جديدة عليهم. وجاء هذا القرار رغم أن كلفة الاتصالات في لبنان تُعد من الأعلى في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/AP/H. Ammar
مطالب بإسقاط "حكومة الضرائب"
ورغم إعلان الحكومة التراجع عن فرض الضريبة على خدمة اتصالات الإنترنت، تواصلت الاحتجاجات وتجمع المتظاهرون مرددين هتافات تنادي بإسقاط الحكومة احتجاجاً على "الأوضاع الاقتصادية الصعبة "وضد الضرائب التي أقرتها الحكومة، وطالبوا باسقاط "حكومة الضرائب". وهذه هي ثاني موجة احتجاجات يشهدها لبنان خلال الشهر الجاري.