الحزام الناري يظهر على شكل نطاق أو حزام من الطفح الجلدي على الأغلب حول أحد جانبي الخصر، وهو من الأمراض التي قيل إنها ظهرت لدى أشخاص بعد تلقيهم التطعيم ضد كورونا. فهل هذا صحيح؟
إعلان
تقارير إعلامية عديدة وضعت مرض الحزام الناري على قائمة الأضرار الجانبية التي تسببها اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد. والحزام الناري قد يظهر في أي منطقة في الجسم، إلا أنه في معظم الحالات يظهر على شكل نطاق أو حزام من الطفح الجلدي يلتف حول أحد جانبي الخصر. ويقول العلماء أن مسببه هو ذات الفيروس الذي يسبب الإصابة بجدري الماء أو الحماق (Chickenpox). ويتعرض له على وجه الخصوص أشخاص سبق لهم أن أصيبوا بالجدري على سبيل المثال في طفولتهم. وبعد العلاج بقي الفيروس نائما في أجسامهم إلى ظهوره عبر الحزام الناري.
الربط بين الحزام الناري ولقاحات كورونا، دفعت بعدد من الأطباء إلى إجراء أبحاث بهذا الخصوص. وقد قام معهد بول أيرليش الطبي الألماني (PEI) بأبحاث بهذا الشأن خلصت إلى أن هذه النظرية لا أساس لها من الصحة في ظل "غياب أيّ علاقة مباشرة" بين هذا المرض واللقاحات المعتمدة ضد كوفيد-19.
في المقابل خلص علماء إسرائيليون إلى نتيجة مخالفة، إذ لم يستبعد هؤلاء تطور الحزام الناري لدى أشخاص حصلوا على تطعيم كورونا. التفسير المقدم من قبلهم يشير إلى أن التطعيم التاجي عموما يحفز الجهاز المناعي، وهو ما قد يعمل بمثابة تنشيط لفيروسات على غرار الهربس النطاقي. كما أنهم وجدوا أن لقاحات مودرنا وبيونتيك/فايزر يمكنها أن تنشط القوباء المنطقية أو الحزام الناري في عدد محدود جدّا من المرضى.
وفي سويسرا تمّ تسجيل 200 حالة من الهربس النطاقي بعد عملية التطعيم بمودرنا وبيونتيك/بفايزر، وذلك من مجموع 11 ألفا و467 حالة. ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه المضاعفات متعلقة فقط بلقاحات كورونا من خاصية الحمض النووي الريبوزي المرسال، أم حتى بأنواع اللقاحات الأخرى. كما أنه لم يتم الكشف عن المسبب المباشر للحزام الناري، ومدى استبعاد الدراسة المقدمة للمسببات الرئيسية الأخرى كالإجهاد والقلق وغيرها.
و.ب/خ.س
جنسيات مختلفة.. تعرّف على أشهر اللقاحات المرخصة عبر العالم
رخصت منظمة الصحة العالمية للقاحين اثنين فقط لأجل الاستخدام الطارئ، إلّا أن هناك عددا من اللقاحات التي تستخدم في دول العالم، ومن بينها ثلاثة في الاتحاد الأوروبي. نتعرف على أبرز سبعة لقاحات.
صورة من: imago images/Jochen Eckel
لقاح بيونتيك/ فايزر
طورته بيونتيك الألمانية مشاركة مع فايزر الأمريكية. تبلغ نسبة فعاليته حسب آخر التجارب السريرية 95 بالمئة. هو أوّل لقاح ضد كورونا ترخص له منظمة الصحة العالمية. يستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA)، وهو اللقاح الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، غير أنه تلقّى انتقادات بسبب صعوبة تخزينه، إذ يحتاج إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر للإبقاء على فعاليته.
صورة من: Tom Brenner/REUTERS
موديرنا
ثاني لقاح يرخص له الاتحاد الأوروبي بعد بيونتيك/ فايزر. طورته شركة موديرنا الأمريكية بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية للأمراض المعدية. وصلت فعاليته إلى 95 بالمئة. يعتمد التقنية نفسها تقريبا (mRNA)، لكن شروط تخزينه أقل صرامة ويحتاج 20 درجة تحت الصفر. ورغم ذلك بقيت كميات توزيعه في العالم أقلّ من اللقاح الأول، ما قد يفسر بسعره الذي يبلغ 33 دولارا للجرعة عكس اللقاح الثاني البالغ 20 دولارا.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
سبوتنيك V
هو أول لقاح في العالم يعلن مطوروه فعاليته ضد كورونا رغم أنه لم يكن حينها قد اجتاز المرحلة الثالثة. طوّره معهد جماليا الحكومي الروسي، وتصل فعاليته إلى 92 بالمئة حسب الأرقام الروسية لكن مع تردد علمي غربي بسبب قلة المعطيات المنشورة حوله. استوردته عدة دول منها المجر والجزائر وصربيا والإمارات. يتميز بسهولة نقله وثمنه الرخيص (10 دولارات) وهو يستخدم تقنية نواقل الفيروسات الغدية (أو الغدانية).
صورة من: Sergei Bobylev/TASS/dpa/picture alliance
أسترازينيكا/ أكسفورد
اللقاح الثاني الذي ترخصّ له منظمة الصحة العالمية والثالث للاتحاد الأوروبي. أرخص اللقاحات لكنه كذلك أقلها فعالية (70 بالمئة) كما شككت دول كثيرة في فعاليته بخصوص كبار السن وكذلك ضد النسخ المتحورة. طورته شركة أسترازينكا البريطانية-السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد. استوردته عدة دول بعد مساهمة معهد مصل الهند في إنتاجه. عملية نقله وتخزينه سهلة وهو كذلك يستخدم تقنية الناقل الغدي.
صورة من: Frank Hoermann/Sven Simon/imago images
سينوفارم
طورته شركة سينوفارم المملوكة للدولة الصينية مع معهد بكين للمنتجات الحيوية. طرحته الإمارات أولا قبل أن ترخص له الصين، ثم استوردته عدة دول منها المغرب والأردن ومصر. وصلت نسبة فعاليته حسب مصنعيه إلى 79 بالمئة لكن المعطيات العلمية غير منشورة بالشكل المطلوب. يستخدم تقنية حقن الفيروس المعطل، وأكبر غموض يلفه هو ثمنه، إذ ذكرت عدة تقارير أن الجرعة لا تقل عن 30 دولارا بينما ذكرت أخرى سعرا أقل أو أعلى.
صورة من: Zhang Yuwei/AP/picture alliance
كورونافاك
أنتجته شركة سينوفاك الصينية، لكن الترخيص له داخل الصين أخذ وقتا أطول. نسبة فعاليته مثيرة للجدل إذ أظهرت اختبارات في البرازيل أنها لم تتجاوز 51 بالمئة، غير أن اختبارات أخرى في تركيا التي كانت من أوائل من رخصوا له رفعت الفعالية إلى 91 بالمئة. يستخدم التقنية نفسها للقاح سينوفارم، وتحوم حوله الكثير من الأسئلة بسبب قلة المعطيات، خاصة ثمنه الذي لم ترد معطيات عنه وإن كانت تقارير قد قدرته بعشرة دولارات.
صورة من: Murat Cetinmuhurdar/Presidential Press Office/REUTERS
جونسون آند جونسون
طورته شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية، وبدأت جنوب إفريقيا باستخدامه رغم عدم الترخيص به في الولايات المتحدة أو أوروبا، بعدما تبين لها أنه قادر على مواجهة النسخة المتحورة، عكس ما أظهرته تجارب أولى. تصل نسبة فعاليته عالميا إلى 66 بالمئة عالميا و72 في أمريكا. يمتاز عن غيره أنه من جرعة واحدة، ما يقوّي حظوظه للانتشار أكثر. يستخدم تقنية نواقل الفيروس الغدية، وهو سهل التخزين.
صورة من: Thiago Prudencio/DAX/ZUMA Wire/picture alliance