الحزب المسيحى الاجتماعي يدعو لتحديد حصة للاجئين في ألمانيا
١٦ نوفمبر ٢٠١٥
دعا الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا الألمانية لتحديد حصة لاستقبال اللاجئين في ألمانيا للعام القادم. وجاء ذالك في المذكرة التمهيدية للاجتماع القادم للحزب التي يعتزم قادة الحزب التشاور بشأنها اليوم الاثنين.
إعلان
جاء في مذكرة للحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا الألمانية، وهو حليف رئيسي في الائتلاف الحاكم في برلين بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل أنه "يتعين على ألمانيا إرسال إشارة بأننا وصلنا لحدود طاقتنا في استيعاب اللاجئين". وجاء أيضا في المذكرة أن "من يرغب في مساعدة الجميع، لن يعد بإمكانه مساعدة أي أحد. لذا يتعين على ألمانيا تحديد حصة لاستقبال اللاجئين للعام القادم وفقا لحدود قدراتها على التحمل".
جدير بالذكر أن الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري يشكل مع حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي ما يسمى بالاتحاد المسيحي بزعامة ميركل الذي يكون الائتلاف الحاكم في ألمانيا مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ولكن لم يتم ذكر عدد محدد للاجئين الذين تستقبلهم ألمانيا في عام 2016 في المذكرة. يشار إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي سوف تشارك كضيف في اجتماع الحزب المقرر عقده مطلع الأسبوع القادم، ترفض حتى الآن ذكر حد أقصى للاجئين الذين تستقبلهم بلادها.
انطلقت في ألمانيا مبادرة "شكرا ألمانيا" التي ينظمها سوريون تقديرا لدور ألمانيا في استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين. وامتلأت شوارع مدن ألمانية بسوريين يقدمون ورودا للمواطنين الألمان مقرونة بعبارات رقيقة.
صورة من: DW/A. Juma
الورود كانت الهدية الأمثل ليعبر اللاجئون السوريون عن شكرهم للشعب الألماني. حيث نزل مئات اللاجئين السوريين للشوارع للمشاركة في حملة "شكرا ألمانيا".
صورة من: Ahmad Alrifaee
المدون السوري ومؤسس البيت السوري في ألمانيا مؤنس بخاري (في الصورة) هو صاحب مبادرة "شكرا ألمانيا" ويقول: "أرغب في أن أهدي وردة لشعب ألمانيا الذي ساندني، آملا أيضا في تعاطف من لا يرغب بوجودي في ألمانيا."
صورة من: Monis Bukhari
الورود ترافقها عبارات الشكر كرمز بسيط على الاعتراف بجميل ألمانيا. وقال بخاري لـ DW عربية إن اللاجئين السوريين يشكلون نحو 40 بالمائة من السوريين المقيمين في ألمانيا. والسوريون بشكل عام يريدون شكر ألمانيا على ما قدمته لأبناء سوريا.
صورة من: DW/A. Juma
وارتدى بعض الشباب المشارك ملابس موحدة، وطبعوا على ملابسهم كلمات تعريفية باللغة الألمانية. في الصورة هنا مكتوب على قميص أحد المشاركين "نحن لاجئون قدمنا من سوريا، ونقول شكرا ألمانيا.
صورة من: Ahmad Alrifaee
الألمان الذين كانوا متفاجئين من هذا النشاط، وماهيته، تجاوبوا معه بسرعة، وارتسمت الابتسامات على وجوه الصغار والكبار، الألمان والسوريين.
صورة من: Ahmad Alrifaee
من خلال مبادرة "شكرا ألمانيا" يحاول اللاجئون السوريون كسر الحواجز بينهم وبين الألمان، الذين يشكك بعضهم في وجود اللاجئين أصلا في بلده. و تقبل ألمان الورد بداية، مع الشكر، ليتملكهم الفضول بعدها عن أسباب هذه الحملة.
صورة من: Ahmad Alrifaee
النشاطات المختلفة للسوريين استمرت طيلة يوم السبت (10 أكتوبر/ تشرين الأول)، الذي انطلقت فيه مبادرة شكرا ألمانيا، وحاول المشاركون تنويع الهدايا المقدمة، فاختار البعض الورود، وآخرون اختاروا توزيع الشيكولاتة.
صورة من: Ahmad Alrifaee
بعض السوريون قاموا بتحضير صناديق هدايا صغيرة، ووضعوا بها بعضا من الحلويات المنزلية، وغلفوها بطريقة جميلة ووزعوها على الألمان.
صورة من: DW/A. Juma
تشابكت أيادي سوريين مع أيادي ألمان في الشوراع والمنتزهات، وارتفعت أصوات الموسيقى الفلكلورية العربية في بعض المدن، ورقص اللاجؤون "الدبكة" السورية مع الألمان، في مشهد أضفى البهجة على وجوه الجميع.
صورة من: DW/A. Juma
وشارك الأطفال السوريون في الحملة، ورفع بعضهم شعارات شكر وتقدير لما قدمته ألمانيا، كما شاركوا أهاليهم في توزيع الورود.
صورة من: DW/A. Juma
وشهدت مدن ألمانية تجاوبا كبيرا للأشتراك في الحملة، وذلك بعد تأسيس صفحة على الفيسبوك للتنسيق لهذا الغرض. وامتلأت الشوراع بمئات من الشباب السوري، الذين تطوعوا للانضمام إلى المبادرة. (إعداد : علاءجمعة)
صورة من: DW/A. Juma
11 صورة1 | 11
غير أن مذكرة الحزب البافاري لم تتضمن نقدا مباشرا لميركل بسبب هذا الأمر. ويتم الدعوة في المذكرة لوقف العمل بمبدأ جمع شمل الأسرة للاجئين "إلى أقصى حد ممكن". وجاء في المذكرة: "ليس مسموحا أن تصدر إشارة من ألمانيا أنه يمكن لأي شخص القدوم إلينا وأن الجميع يمكنهم البقاء باستمرار وأن الجميع يمكنهم اللحاق بركب أقاربهم". وشددت المذكرة أيضا على ضرورة أن يقبل اللاجئون قيم المجتمع الألماني، وجاء فيها: "من يقبل قيم الثقافة الألمانية، ينتمي لألمانيا. ومن لا يقبل هذه القيم، لا ينتمي لألمانيا". ويعتزم قادة الحزب المسيحي البافاري التأكيد أيضا على الدمج، وجاء في المذكرة في هذا الشأن: "لابد أن يحصل اللاجئون الذين لهم حق البقاء في ألمانيا على منفذ للالتحاق بالتعليم والتدريب والعمل بأقصى سرعة ممكنة".