1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحزن يوحد الأردنيين ضد "داعش"

تانيا كريمر/ علاء جمعة٩ فبراير ٢٠١٥

حرق تنظيم "الدولة الإسلامية" للطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا هز الشارع الأردني ووحَدَه في مواجهة إرهاب التنظيم. الأردنيون ينتابهم الشعور بأن الحرب والفوضى السائدة في سوريا والعراق، قد باتت قريبة منهم جدا.

صورة من: picture-alliance/epa/J. Nasrallah

الوضع في الأردن يبدو هادئا، بعد حادثة حرق الطيار معاذ الكساسبة بوحشية وهو حي من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية". فالناس تستمتع في الشوارع بدفء أشعة شمس الشتاء، ومن بعيد يمكن رؤية العلم الأردني المنكس حدادا على الطيار الفقيد. قد يبدو الوضع في الأردن على ما يرام، وأن الإرهاب الذي يمثله تنظيم "داعش" يبدو بعيدا عن الشارع، إلا أن الواقع غير ذلك، فبالرغم من الهدوء الظاهر، يسيطر القلق والاضطراب على المواطن الأردني، فيما يتعلق بالوضع الأمني بعد حرق الكساسبة، وتعبر الطالبة عريب مجالي عن قلقها بالقول "الحقيقة أن هذه الحرب لم تكن حربنا، إلا أنها أصبحت كذلك الآن، ولا أدري حقا كيف ستؤول الأوضاع". عريب ليست الوحيدة الذي يشغلها موضوع الحرب، فالشارع الأردني قلق من تورط في أكبر في حرب تدور رحاها في سوريا والعراق، والحل حسب رأي محمد قطوش "ربما يكون بتحرك عربي مشترك، وليس الأردن لوحده. فما يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية مقيت ومفزع، يجب على الجميع التحرك ضده".

الخبير الأردني في الشؤون الأمنية عامر السبايلةصورة من: Amer Al Sabaileh via Google+

محاولة داعش شق صف التحالف الدولي

الفيديو الذي بثه تنظيم "الدولة الإسلامية" لعملية إعدام الطيار معاذ الكساسية وطوله 22 دقيقة، ترسخ في الذاكرة الجماعية للأردنيين، والملك الأردني عبد الله الثاني أعلن "الحرب بلا هوادة" على التنظيم. على إثر ذلك قام سلاح الجو الأردني "انتقاما" لقتل الكساسبة وبالتنسيق مع التحالف الدولي والولايات المتحدة بتكثيف غاراته على مواقع التنظيم، الذي أعلن يوم الجمعة (السادس من شباط/ فبراير) مقتل رهينة أمريكية كان يحتجزها، في غارة جوية نفذها الطيران الأردني في محافظة الرقة شمال سوريا. ويبدو أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يسعى من وارء نشر مثل هذا الخبر إلى شق صف التحالف الدولي. إلا أن هذا الأمر لا يشغل الأردنيين، كما يؤكد الخبير الأردني في الشؤون الأمنية عامر سبايلة "إذ أن قتل الطيار بهذه الطريقة الوحشية، أطلقت يد الأردن في الحرب على داعش" ويتابع بأن الأردن سيستغل الفرصة للضرب بقوة أكبر "فهو (الأردن) يقع في وسط الصراع المحيط به في سوريا والعراق وسيناء".

في البداية قابل الأردنيون مشاركة بلادهم ضد داعش منذ بداية الطلعات العسكرية في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي بنوع من التشكيك. فبلادهم كانت من ضمن أربعة دول عربية فقط تشارك في التحالف العسكري إلى جانب دولة الإمارات والبحرين والسعودية. إلا أن الوضع تغير بعد سقوط طائرة الكساسبة الذي يعتقد أنه قتل في بداية شهر كانون الثاني/ يناير من العام الحالي أي قبل ظهور الفيديو بوقت طويل.

الملك الأردني يستطيع الآن أن يضمن تأييدا شعبيا قويا للتحركات العسكرية ضد "داعش"، فالأردنيون تتملكهم الآن مشاعر الغضب، إلا أن البعض ينظر إلى ردة الفعل الأردنية أنها أقرب ما تكون إلى العاطفة منها إلى العقلانية، مثل مثنى غربية الذي يقدم نفسه كناشط يساري، فيقول "إن الناس غاضبون ويفكرون بعاطفية، وأنا أتفهم ذلك. لكن على المرء ألا يتصرف بدافع الانتقام فقط" ويتابع "يجب أن نفكر في الموضوع بتجرد أكثر، آخذين بالحسبان أيضا مشاكل البلد". ويتمنى غربية بناء تحالف عربي واسع. فتحالف تقوده الولايات المتحدة بمفردها، تخدم من يتهمون الغرب بأنه يفكر بمصالحه وتنفيذ أجنداته فقط. حتى جماعة الإخوان الملسمين أبدت تأييدها لمشاركة الأردن في التحالف الدولي ضد "داعش" إذ قال محمد قوده، احد المتحدثين باسم جماعة الإخوان المسملين إننا " نؤيد الغارات الجوية" ويتابع "لكننا ضد المشاركة في عمليات برية"، لكن لم تعلن الجماعة موقفها في هذا الشأن بشكل رسمي.

متظاهرون ضد تنظيم الدولة الاسلامية في عمانصورة من: DW/T. Krämer

تصعيد العمليات العسكرية

الخبراء العسكريون يتوقعون تكثيفا للضربات الجوية الأردنية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما أن هنالك تكهنات بإمكانية قيام الأردن بعمليات تستهدف قيادة التنظيم بشكل مباشر، ويؤكد السبايلة أن على الأردنيين "أن يهيئوا أنفسهم لمعركة طويلة، إذ أن هذا ليس صراعا يمكن أن ينتهي خلال شهر... فالأمر ليس مجرد تدخل عسكري، وإنما محاربة ايديولوجيا مترسخة في مجتمعنا أيضا".

وطبقا لاستطلاع أجراه مركز الدراسات الإستراتيجية في عمان في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي أعلن حوالي 10 بالمائة ممن شاركوا في الاستطلاع، تعاطفهم مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، فيما رأى 80 بالمائة منهم أن التنظيم يشكل تهديدا كبيرا لاستقرار الأردن. ويقدر وجود حوالي ألفي أردني يقاتلون في صفوف "داعش" في سوريا والعراق مما يجعلها ثالث أكبر مجموعة في التنظيم، بعد السعودية وتونس، كما أن السلطات الأردنية ألقت القبض على العشرات ممن أبدوا تعاطفا مع التنظيم المتطرف على الشبكات الاجتماعية. ويخشى خبراء أن تطغى مكافحة الإرهاب على المشاكل الداخلية والإصلاحات في الأردن.

لكن لايزال الحزن مخيما على الشارع، وخرج الأردنيون بعد صلاة الجمعة في مظاهرات ضخمة رفعوا فيها صور الطيار معاذ الكساسبة، والملك عبد الله الثاني، وقد شاركت الملكة رانيا العبد الله أيضا في إحدى المظاهرات احتجاجا على قتل الكساسبة.

كما رفع المتظاهرون شعارات مثل "كلنا معاذ" و "يعيش الملك عبدالله" وكتب على إحدى اللافتات "معاذ ضحى بحياته من أجلنا وعلينا الآن إظهار وحدتنا". الشاب خالد الفاعوري (15 عاما) خرج مع والده للتظاهر يقول "جئت إلى هنا من أجل مؤازرة الملك عبد الله الثاني وإظهار دعمي له في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية. إن التنظيم يسيء لسمعة الإسلام" قال خالد ذلك بنتهى الجدية، ومن كانوا حوله هزوا رؤوسهم مؤيدن كلامه.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW