1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحظ يُدير ظهره لنسور قرطاج ويدعو للتفكير في نهائيات كأس العالم 2006

خيبة أمل مريرة تُخيّم على تونس وعلى عشاق الكرة التونسية والعربية بسبب فقدان لقب كأس الأمم الإفريقية. وهناك أصوات تعالت تُشير إلى ضرورة التفكير في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006 التي تستضيفها ألمانيا صيف العام الحالي

النيجيري يوسف أييلا ينتزع الكرة من النجم التونسي دوس سانتوسصورة من: PA/dpa

أثار خروج المنتخب التونسي من بطولة الأمم الإفريقية على يد المنتخب النيجيري قلقاً عميقاً ومخاوف كبيرة لدى عشاق الكرة التونسية والعربية، لا سيما أن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2006 أصبحت على الأبواب. إذ لم يتبق لانطلاق المونديال سوى نحو أربعة أشهر فقط. الآن وبعد أن ودّع نسور قرطاج كأس الأمم الإفريقية من الدور ربع النهائي، بدأت التساؤلات تزداد عن مدى استعداد التونسيين لبطولة العالم. هل سيكون بوُسع نسور قرطاج تقديم أداء قوي ومُشرف يُعطي صورة حسنة ومُشرّفة عن كرة القدم العربية والإفريقية؟ وهل سيكونوا قادرين على مجاراة أقوى المنتخبات العالمية التي تتمتع بخبرات واسعة على صعيد كرة القدم العالمية؟

كريم حقي يفقد الكرة واللقبصورة من: AP

هذه التساؤلات بدأت تظهر الآن بعد أن مُني المنتخب التونسي بهزيمتين متتاليتين في بطولة كأس الأمم الإفريقية، كانت الأولى أمام غينيا بنتيجة صفر : 3 في آخر مباريات المجموعة C، بينما جاءت الثانية أمام نيجيريا في الدور ربع النهائي من البطولة الإفريقية، وذلك بركلات الترجيح بعد أن انتهى الوقت الأصلي والشوطان الإضافيان بتعادل الفريقين بهدف لمثله. هذا مع أن نسور قرطاج قدّموا في لقائهم مع نيجيريا أفضل أداء لهم في البطولة، لكن الحظ هذه المرة لك يبتسم لهم، كما فعل في النسخة الماضية من الكأس الإفريقية التي استضافتها تونس عام 2004 حيث نجح التونسيون آنذاك في حسم المباراة لصالحهم بالركلات الترجيحية بنتيجة 5 - 3 بعد أن كان الوقتان الأصلي والإضافي انتهيا بتعادل الفريقين بهدف لمثله. إذاً كان لقاء الفريقين في النسخة الـ 25 للبطولة تكراراً لسيناريو لقائهما في النسخة الماضية، لكن هذه المرة كان الحظ حليف المنتخب النيجيري.

لومير كان واثقاً من التأهل لنهائي البطولة

مدرب المنتخب التونسي روجيه لوميرصورة من: AP

بخروج التونسيين من الكأس الإفريقية، أصبح من المؤكد أن مدرب المنتخب روجيه لومير فرنسي الجنسية لم يكُن محقاً عندما قال: "أنا واثق من التأهل لنهائي البطولة". إذ ها هو يخرج مع فريقه خالي الوفاض. ربما لم يُفكّر لومير في أن المنتخب النيجيري سيُقدّم أفضل ما لديه وسيبذل قصارى جهده من أجل التأهل إلى الدور التالي والظفر بلقب البطولة لتعويض خيبة أمله في الفشل في التأهل لمونديال ألمانيا 2006.

من الواضح أن لومير الذي أعلن مسؤوليته الكاملة عن خسارة فريقه أمام غينيا بثلاثية نظيفة والذي أكد أنه لن يُكرر الخطأ الذي ارتكبه في هذه المباراة حين أجرى تغييراً جذرياً لتشكيلة الفريق، من الواضح أنه لم يأخذ قدرات النيجيريين وخبراتهم الواسعة بعين الاعتبار، بل ركّز على الأداء القوي لفريقه والبداية القوية التي سجّلها نسور قرطاج في البطولة الإفريقية.

انطلاقة قوية لتونس في النسخة الـ 25 لكأس إفريقيا

النجم التونسي دوس سانتوس برازيلي الأصلصورة من: dpa

بدأ التونسيون البطولة بحماس كبير أثار فرحة الجمهور التونسي والعربي. ففي أول مباراة له ضمن منافسات المجموعة الثالثة ( المجموعة C ) سحق الفريق التونسي بقيادة مدربه الفرنسي الشهير روجيه لومير، سحق نظيره الزامبي بأربعة أهداف مقابل هدف، رغم تقدم الزامبيين بشكل مبكر في الدقيقة الـ 9 من الشوط الأول عن طريق اللاعب جيمس شامانغا. لكن نسور قرطاج نجحوا في قلب تخلفهم إلى فوز كبير بفضل نجم هجومهم المتألق دوس سانتوس الذي نجح في هزّ شباك المرمى الزامبي ثلاث مرات وزميله رياض بوعزيزي الذي أحرز الهدف الرابع لتونس.

وواصل التونسيون أدائهم القوي في لقاء المجموعة الثاني الذي جمعهم مع منتخب جنوب إفريقيا حيث نجح دوس سانتوس البرازيلي الأصل ورفاقه في حسم المباراة لصالحهم بهدفين نظيفين أحرزهما بن عاشور ودوس سانتوس الذي رفع رصيده في قائمة الهدافين إلى أربعة أهداف. وبهذين الفوزين الجديرين دخل الفريق التونسي دائرة الفرق المرشحة للظفر بأسمى لقب إفريقي. غير أن الهزيمة غير المتوقعة التي مُني بها أمام نظيره الغيني في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة أثارت بعض التساؤلات حول قدرته على الدفاع عن لقبه. لتأتي الهزيمة الثانية الآن أمام نيجيريا في الدور ربع النهائي وتُبدّد أحلام التونسيين في الدفاع عن لقبهم وتقلب الأمور رأساً على عقب.

هاجس المونديال أكبر من هاجس كأس الأمم الإفريقية

الفريق التونسي في يونيو 2005صورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

وبعيداً عن أجواء كأس الأمم الإفريقية كان لومير أكّد أنه يخشى المنتخب السعودي ويحسب له ألف حساب، علماً أنه وقع مع المنتخب التونسي في المجموعة الثامنة التي تضم أيضاً المنتخبين الإسباني والأوكراني. وأضاف أنه يخشى أن يُشكل السعوديون عقبة كبيرة له في سعيه لبلوغ الدور التالي في المونديال. واعترف المدرب الفرنسي بأنه شاهد العديد من مباريات الفريق الأخضر السعودي للتعرف على أسلوبه في اللعب ومستوى لاعبيه. وأكّد أن مباراة فريقه مع الفريق السعودي في الـ 19 من يونيو/حزيران المقبل ضمن منافسات المجموعة الثامنة في المونديال لن تكون سهلة أبداً لأن الفريق السعودي يضم لاعبين أقوياء في صفوفه ولأنه يستعد للمونديال بطريقة جادة. ومن يعتقد عكس ذلك يكون مخطئاً.

وأضاف لومير: "المنتخب الذي يتأهل أربع مرات متتالية إلى نهائيات كأس العالم لا يُمكن أن يكون ضعيفاً وأن يكون تأهله جاء بمحض الصدفة. هذا بالإضافة إلى أنه ليس هناك فريقاً ضعيفاً في بطولة كأس العالم التي تضم أقوى الفرق العالمية. ومن المؤكد أن جميع المنتخبات المشاركة في المونديال ستُقدّم أفضل ما لديها، لذا لا أعتقد أن تكون هناك مباريات سهلة."

كأس العالم 2006صورة من: AP

بتأهل تونس إلى مونديال ألمانيا 2006 بجدارة، أثبت نسور قرطاج أنهم ينتمون إلى أفضل الفرق العالمية. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأداء القوي للتونسيين في بطولة الأمم الإفريقية ( باستثناء لقائهم مع غينيا )، فيتّضح لدينا أن هناك ما يُثير التفاؤل لدى عشاق المنتخب التونسي ومشجعي كرة القدم العربية، وأن هناك ما يُبشّر بالخير. لكن لتمثيل كرة القدم العربية خير تمثيل في بطولة عالمية تجمع أفضل الفرق العالمية، يتعين على نسور قرطاج الآن أن يُديروا ظهورهم لكأس إفريقيا وأن يضعوا مونديال ألمانيا 2006 نُصب أعينهم. بما أن البطولة العالمية تنطلق بعد نحو أربعة أشهر، فهذا يعني أنه ما زال هناك متّسع من الوقت لاستعادة الثقة بالنفس ولتقوية عزائم اللاعبين ورفع معنوياتهم ليكونوا على أتم الاستعداد للحدث العالمي الكبير.

علاء الدين موسى

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW