حكمت محكمة إيران بالسجن خمس على شقيق الرئيس الإيراني حسن روحاني ومستشاره الخاص حسين فريدون. وحسب مصادر رسمية إيرانية فإن شقيق روحاني متهم بقضايا فساد كما أكد المتحدث باسم السلطة القضائية أن الحكم نهائي.
إعلان
أوضح المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران اليوم الثلاثاء (الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2019) غلام حسين إسماعيلي، في مؤتمر صحافي نقل مباشرة على الهواء تعليقا على الحكم بحق حسين فريدون شقيق الرئيس الإيراني حسن روحاني أنّ "عقوبة السبع سنوات الصادرة في حكم ابتدائي، خفضت إلى خمس سنوات".
وأضاف إسماعيلي أنّ الحكم الحالي "نهائي"، من دون أن يحدد إذا ما كان فريدون سجن بعد صدور الحكم بحقه أو أنّه لا يزال حراً. كما حكم عليه بدفع "غرامة" وتسديد "الرشوة" المتهم بتلقيها، وفق المتحدث نفسه الذي لم يشر إلى مبلغ محدد.
وحسين فريدون شقيق روحاني ومستشار خاص له، أوقف في تموز/ يوليو 2017 بعد ورود اسمه في عدد من قضايا الفساد.
وهو متهم بـ"جرائم مالية"، ولكن أفرج عنه في اليوم التالي على توقيفه بعد دفعه كفالة قدّرت في حينه بـ9,3 مليون دولار أميركي، بحسب عدد من وسائل الإعلام المحلية. ولا يتشارك حسن روحاني وحسين فريدون بلقب العائلة نفسه، مذ غيّر الرئيس الإيراني اسمه حين كان شاباً.
وانطلقت محاكمة فريدون في شباط/ فبراير، ولكن لم ترد سوى معلومات قليلة بشأنها في وسائل الإعلام المحلية.
م.م/ أ.ح (أ ف ب)
ماذا تبقى من وعود روحاني الانتخابية؟
تنطلق الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 19 مايوأيار المقبل، ويخوض روحاني مواجهة صعبة ضد منافسين محافظين. وقبل أربعة سنوات وعد روحاني بالإفراج عن سجناء سياسيين وبالمزيد من الحرية والمساواة، فما الذي تحقق من تلك الوعود؟
صورة من: Mehr
كثيرات هن النساء الإيرانيات اللائي قدمت التأييد للرئيس حسن روحاني. ولسن وحدهن الذين خابت آمالهم في رفع القيود وتحقيق تحرر إجتماعي والحد من التضييقات عليهن في الشوارع.
صورة من: Mehr
في العام 2013 تم إعلان فوز حسن روحاني، صاحب الميول المعتدلة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بفارق كبير في الأصوات عن بقية منافسيه. حيث حصد زهاء 51 بالمائة من الأصوات الانتخابية، واعتبرته شرائح عديدة في المجتمع مثل النساء والشباب بمثابة أمل لهم، حيث وعد مؤيديه بمزيد من الحريات والمساواة داخل المجتمع.
صورة من: Behrouz Mehri/AFP/Getty Images
وتمت المصادقة على فوز روحاني من قبل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي يعتبر رأس الدولة مدى الحياة، وتعتبر كلمته بمثابة قانون في داخل "الجمهورية الإسلامية"، كما أن المناصب الوزارية الحساسة مثل الدفاع والإعلام والثقافة والداخلية تتم فقط بالتشاور بين الرئيس الإيراني والمرشد الأعلى خامنئي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد سلم روحاني دفة الرئاسة، بعد أن تولى رئاسة إيران لفترتين رئاسيتين. وألَّب نجاد الغرب ضده بانتقاداته المستمرة للغرب وتهديداته ضد إسرائيل، ومخططاته في توسيع نطاق البرنامج النووي الإيراني، وهو ما تسبب في عزلة لإيران وعقوبات أدت إلى تضخم بلغ 40 بالمائة.
صورة من: Fars
إلا أن روحاني لم يستغرق وقتا طويلا ليخيب آمال مؤيديه وخصوصا منهم النساء. حيث كان واضحا من خلال تشكيل الحكومة أنه غير قادر على تنفيذ كل وعوده الانتخابية، إذ تضمنت وعود روحاني بإنشاء وزارة للمرأة، ووعد بدمج النساء في حكومته المقبلة، إلا أن الحكومة اقتصر أعضاؤها على الرجال.
صورة من: ILNA
وبدأ روحاني وحكومته التكنوقراطية بمفاوضات سريعة مع الدول التي تتمتع بحق الفيتو في الأمم المتحدة بالإضافة إلى ألمانيا، التي يطلق عليها (5 + 1)، وذلك من أجل إخراج إيران من عزلتها .
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد الاتفاق مع مجموعة الدول( 5 + 1) بشأن البرنامج النووي، بدأ فصل جديد لإيران في علاقاتها الدولية. حيث سافر ساسة غربيون إلى طهران لإحياء العلاقات الاقتصادية، ومنهم زيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية. إلا أن وعود روحاني الاقتصادية باستحداث وظائف جديدة، وتطوير الاقتصاد الإيراني لم تتحقق.
صورة من: MEHR
وبالرغم من استطاعة الحكومة الإيرانية أن تقلل من التضخم الاقتصادي من معدله السابق 40 بالمائة ليصل إلى حوالي عشرة بالمائة، إلا أن البطالة احتفظت بمعدلاتها الرسمية بمعدل 12 بالمائة، وبلغت معدل البطالة بين شريحة الشباب الأقل من 25 عاما حوالي 12 بالمائة.
صورة من: hamseda.ir
وتحتاج إيران إلى خلق نحو 1.2 مليون فرصة عمل جديدة سنويا لاستيعاب الشباب الذين يلجون حديثا إلى سوق العمل فقط، ويعتمد حوالي نصف الاقتصاد الإيراني على النفط، كما أن معدلات البطالة بين النساء مرتفعة إذ تبلع حوالي 70 بالمائة.
صورة من: Mehr
وكان روحاني وعد النساء بالدفاع عن مصالحهن، وبوضع حد "للمضايقات في الشوارع" التي تواجههن بخصوص الالتزام بالحجاب، إلا أن المنظمات العشرين الموكلة لها بمراقبة اللباس الشرعي، ليست جميعها خاضعة لسلطة الرئيس.ففي عام 2016 جند قائد شرطة محافظة طهران 7000 رجلا وامرأة ليشكلوا رقابة سرية على ملابس النساء.
صورة من: Isna
وكان روحاني قد دعا أيضا إلى الإصلاح الثقافي. إلا أنه لم يسلم هو ووزير الثقافة من انتقادات المحافظين. وشهدت الحفلات والمعارض الثقافية إعاقات عديدة من المعسكر المحافظ الذي هاجم الموسيقى، وطلب بمنعها من على المسارح.
صورة من: IRNA
ووعد روحاني بوضح حد لقمع المعارضة، وتعهد بالعمل من أجل الإفراج عن السجناء السياسيين، ومن ضمنهم قادة المعارضة أمثال مهدي كروبي وحسين موسوي وزوجته زهرة راهناورد، حيث يواجه هؤلاء ليومنا هذا حبسا منزليا يمنهعم من التحرك بحرية.
صورة من: hendevaneh.com
وتعهد حسن روحاني بسن ميثاق الحقوق المدنية. الذي ينبغي أن يضمن الحرية والحقوق المدنية للإيرانيين، في ديسمبر 2016 قدم روحاني الميثاق إلى رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، الذي عبر عن موقفه المعارض وقال إن " العدالة لا تحتاج إلى مساعدة خارجية". لاريجاني نفسه عين مباشرة من تيار السلطة المحافظة، ويعتبر من المحافظين.
صورة من: Isna
ولا تزال إيران بالرغم من حكم روحاني واحدة من البلدان الأكثر تضييقا على عمل الصحفيين، اذ يتعرض العاملون في الصحافة والإعلام إلى السجن والاعتقال التعسفي بأمر من القضاء الذي يسيطر عليه المحافظون، حيث جاءت إيران في المرتبة 169 من أصل 195 دولة وذلك ضمن مؤشر حرية الصحافة في العام 2016. (شابنام فون هاين/ علاء جمعة).