الحكومة الألمانية تتبرأ من رسالة وجهها زيهوفر لبروكسيل
٩ يوليو ٢٠١٨
ما أن هدأت الأزمة التي كادت أن تعصف بتحالفهما حتى ظهرت أزمة جديدة، فقد تبرأت حكومة المستشارة ميركل من رسالة وجهها وزير داخليتها هورست زيهوفر إلى الاتحاد الأوروبي بشأن بريكست.
إعلان
كشف تقرير إعلامي أن الخطاب المثير للجدل الذي بعث به وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، إلى ممثلي الاتحاد الأوروبي في مفاوضات خروج بريطانيا، لم يتم بالتشاور داخل الحكومة الألمانية.
جاء ذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية الصادرة اليوم الاثنين (8 تموز/يوليو 2018) استنادا إلى نسخة من خطاب بعث به توماس إيكرت، رئيس القسم السياسي التابع للبعثة الألمانية لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إلى ديمتريس افراموبولوس، المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية.
وكتب إيكرت إلى افراموبولوس:" أود أن أوضح أن المسألة تتعلق في هذا الشأن بخطاب لم يتم التشاور بشأنه داخل الحكومة". وكان قد تم كشف النقاب عن خطاب زيهوفر، مطلع الأسبوع الماضي، وحث زيهوفر في الخطاب على " تعاون أمني غير مقيد" مع بريطانيا حتى بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
ويعد تدخل زيهوفر في الموضوع مسألة شائكة لأن الاتحاد الأوروبي يحاول بحزم أن يظهر بموقف موحد في مواجهة خروج بريطانيا، كما أن زيهوفر تعدى بتدخله على سلطات رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
وحسب الصحيفة، فإن إيكرت كتب أيضا أن أجزاء من خطاب زيهوفر تتعارض مع قرارات المجلس الأوروبي "وموقف الحكومة الألمانية المتفق عليه بناء على هذه القرارات"، وقال إيكرت إن الحكومة متمسكة حتى الآن "بالطبع بمضمون هذه المبادئ التوجيهية وبموقفها الحالي".
كان شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، صرح يوم الجمعة الماضي في رده على سؤال حول ما إذا كان قد جرى التشاور مع المستشارة انغيلا ميركل حول رسالة زيهوفر قال:" لا أعلق بشكل مبدئي على اتصالات الوزراء مع المفوضية الأوروبية".
ي.ب/ م. س (د ب أ)
ألمانيا - هل اُستبعد سيناريو الطلاق نهائيا من طريق التحالف المسيحي؟
خلاف المستشارة ميركل وحليفها البافاري زيهوفر جعل عقودا من الاتحاد بين حزبيهما على المحك. التوصل إلى تسوية الخلاف حول ملف الهجرة واللجوء لا يبدو أنه يُنهي التساؤلات حول مصير أعرق تحالف حزبي بألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
"الحزب االشقيق"
تأسس الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) سنة 1945. الحزب الذي ترأسه حاليا المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تحالف مع "شقيقه" الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري (CSU) منذ تأسيسه تقريبا في 1949. ويجتمع الحزبان في "الاتحاد المسيحي"، الذي ينعت بالأقوى. إذ بقي الحزبان متحدين لعقود من الزمن في الانتخابات وعلى صعيد الحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb
عمل مشترك منذ البداية
حسب الاتفاق بين طرفي الاتحاد، (المسيحي الديمقراطي، المسيحي الاجتماعي البافاري) فإن الحزبين لا يتنافسان فيما بينهما داخل أية ولاية فيدرالية. من هنا نجد أن الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري (CSU) يتنافس في ولاية بافاريا فقط، في حين يركز المسيحي الديمقراطي (CDU) على الولايات الـ 15 الباقية. ويشكل نواب الحزبين كتلة واحدة داخل البرلمان الألماني، هي كتلة الاتحاد المسيحي.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Sanden
ميركل أول مستشارة عن التحالف المسيحي
ولأن كتلة الاتحاد المسيحي كانت هي الأكبر في البرلمان الألماني "البوندستاغ" بعد الانتخابات المبكرة عام 2005 فإن مرشحته أنغيلا ميركل، رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي، أصبحت أول مستشارة في ألمانيا. فقد قادت ميركل الائتلاف الكبير مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد خسارة المستشار الاشتراكي غيرهارد شرودر الانتخابات. في الصورة ميركل مع رئيس وزراء ولاية بافاريا آنذاك إدموند شتويبر.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
"حل توافقي جيد"
وصفت المستشارة ميركل الاتفاق الذي توصلت إليه مع ووزير داخليتها بأنه "حل توافقي جيد بحق". الخطوة من شأنها ان تنقذ الائتلاف الحكومي الهش من السقوط. الاتفاق يتضمن إقامة مراكز إيواء مؤقتة على حدود ألمانيا مع النمسا، للاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي، لكنه يحتاج إلى موافقة من الشريك الثالث في الإئتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Pförtner
سيناريو إنفصال الشقيقين هل هو مستبعد نهائيا؟
الخلاف بين حزبي الاتحاد المسيحي، هل طوي فعلا؟ بعد تراجع زيهوفر عن تقديم استقالته من وزارة الداخلية ورئاسة الحزب البافاري، إثر توصله لإتفاق مع المستشارة ميركل، يرى مراقبون أن الخلاف لم يطو بشكل تام وأن سيناريو "الانفصال" داخل الاتحاد ليس مستبعدا في المستقبل. إعداد: مريم مرغيش.