الحكومة الألمانية تدعو الأطراف إلى التهدئة في القدس
١٠ مايو ٢٠٢١
عقب الاشتباكات العنيفة في البلدة القديمة بالقدس، دعت الحكومة الألمانية كافة الأطراف إلى ضبط النفس. يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة لبحث الوضع في القدس الشرقية مع تزايد الدعوات الدولية إلى احتواء التصعيد.
إعلان
قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الاثنين (العاشر من مايو/ أيار 2021) في برلين "نحث الجانبين (الإسرائيلي والفلسطيني) على تقديم مساهمة عاجلة الآن لتهدئة الوضع". وأصيب مئات الفلسطينيين في اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن الإسرائيلية في القدس مطلع هذا الأسبوع، وكما جددت الاشتباكات في المسجد الأقصى صباح اليوم.
وفي سياق متصل، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم تعامله مع 305 إصابات بينها خطيرة بالوجه والأعين وأعداد كبيرة من المصابين بحالات اختناق، مؤكدا أن القوات الإسرائيلية تمنع الطواقم الطبية من دخول الأقصى. وقال الهلال الأحمر، في بيان صحفي اليوم، "إن هناك أربع إصابات خطيرة جدا، و13 إصابة مباشرة بالعين، وباقي الاصابات متوسطة وطفيفة. وأشار إلى أنه تم نقل 228 إصابة من باب الأسباط إلى مستشفيات القدس المحتلة المختلفة وجارٍ نقل إصابات أخرى، وما يحول دون ذلك هو إجراءات قوات الاحتلال".
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) اليوم عن مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني قوله إن "الاحتلال هاجم المسجد الأقصى المبارك بشكل همجي وغير مسبوق ومبيّت مسبقا"، موضحا أن "الاحتلال اقتحم أيضا المصلى القبلي من المسجد ومصلى باب الرحمة وقبة الصخرة وأخرج المصلين منها". وأضاف الكسواني أن "الاقتحام الذي يجري للمسجد الأقصى غير مسبوق، وأن الإصابات بالمئات"، مناشدا "العالم التدخل من أجل وضع حد لعدوان الاحتلال المتواصل على المسجد الأقصى". كانت الأوقاف الإسلامية قالت إن قوات إسرائيلية "اقتحمت بشكل همجي ومفاجئ اليوم باحات المسجد دون أي سبب، وترفص السماح للأطقم الطبية بإخلاء الإصابات من المكان".
ومع تدهور الوضع، يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة مغلقة بطلب من تونس يتناول الوضع في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل قبل خمسين عاما. وفي حين تزايدت الدعوات الدولية إلى احتواء التصعيد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دعمه للشرطة في ما قال إنه "نضال عادل" منددا بما اعتبره "تغطية خادعة وخاطئة لوسائل الاعلام الدولية" لما يحصل في القدس.
ووصفت الرئاسة الفلسطينية الأحداث في المسجد الأقصى بأنها "اعتداء وحشي على المصلين (...) وتحد جديد للمجتمع الدولي" في حين أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن "المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي ستكون كلمتها هي كلمة الفصل في المعركة".
وتجددت المواجهات الاثنين بعدما تصدى مئات الفلسطينيين المعتكفين في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان لمنع المستوطنين من الدخول إليه إذ تحيي إسرائيلالاثنين ذكرى "يوم توحيد القدس" أي احتلالها للقدس الشرقية في 1967. وألقى مئات الفلسطينيين الحجارة باتجاه قوات الشرطة التي ردت بإطلاق الرصاص المطاط وقنابل صوتية والغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم على ما أفاد أحد صحافيي وكالة فرانس برس.
من جهتها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية التي قالت إن عناصرها انتشرت بالآلاف في جميع أنحاء القدس، إصابة تسعة من عناصرها بجروح، نقل أحدهم إلى المستشفى. وبالقرب من باب الأسباط المؤدي إلى البلدة القديمة، رشق شبان فلسطينيون سيارة بداخلها إسرائيليون بالحجارة ما أدى إلى انحرافها نحوهم. واستمر الشبان بإلقاء الحجارة نحو الركاب بعد توقف السيارة قبل أن يصل شرطي إسرائيلي أطلق النار في الهواء لإبعادهم.
وقالت الشرطة التي تتمركز عند مداخل الحرم القدسي في بيان "ستواصل الشرطة الإسرائيلية ضمان حرية العبادة ولكنها لن تتسامح مع أعمال الشغب. (..) لن ندع المتطرفين تهديد الأمن العام". ومنعت الشرطة الإسرائيلية المستوطنين الذين بدأوا بالتجمع عند حائط البراق (أو الحائط الغربي عند اليهود) القريب وهو أقدس الأماكن لدى اليهود، من الدخول إلى الباحات.
وتعتبر إسرائيل القدس بكاملها، بما في ذلك الجزء الشرقي منها، عاصمتها "الموحدة"، في حين يتمسك الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية عاصمة الدولة التي يطمحون لإقامتها. ويشهد المسجد بين الحين والآخر توترات بين المصلين والشرطة الإسرائيلية بسبب رفض الفلسطينيين دخول اليهود إليه إذ يدخلون في أوقات محددة ويمنع عليهم الصلاة فيه، معتبرين هذه الخطوة استفزازا لمشاعرهم.
ح.ز/ ز.أ.ب (د.ب.أ / أ.ف.ب)
في صور.. سبعون عاماً على قيام إسرائيل
قبل 70 عاماً تأسست دولة إسرائيل. بعد الهولوكوست بات الـ 14 من أيار/مايو 1948 نقطة تحول في تاريخ اليهود ينظرون منها إلى مستقبل واعد. وحسب التقويم العبري يصادف بعد غد الخميس ذكرى التأسيس. أهم المحطات التاريخية في صور!
صورة من: Imago/Seeliger
"انتصار الأمل"
في الـ 14 من أيار/مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. ومما قاله بن غوريون آنذاك: "لم يفقد الشعب اليهودي الأمل مطلقاً. ولم تنقطع صلواته للحرية وللعودة إلى وطنه. واليوم عاد اليهود إلى وطنهم الأصلي. وصار لهم دولة خاصة بهم".
صورة من: picture-alliance/dpa
انتصار دبلوماسي
بعد ذلك مباشرة تم في نيويورك رفع علم الدولة الجديدة أمام مبنى الأمم المتحدة. وبالنسبة للإسرائيليين شكل ذلك خطوة إضافية نحو الأمن والحرية. وأخيراً أصبح لهم دولة معترف بها دولياً.
صورة من: Getty Images/AFP
الساعة المظلمة
يمكن قراءة أهمية تأسيس دولة إسرائيل على خلفية الهولوكوست. فالنازيون قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية ستة ملايين يهودي. الصورة لمعتقلين في معسكر أوسشفيتس.
صورة من: picture-alliance/dpa/akg-images
"النكبة" ـ الكارثة
يحيي الفلسطينيون يوم تأسيس دولة إسرائيل كيوم "نكبة" بالنسبة لهم؛ إذ توجب على نحو 700.000 فلسطيني مغادرة أراضيهم. وعليه فإن تأسيس دولة إسرائيل هو بداية ما يسمى "صراع الشرق الأوسط" الذي لم يتم حله حتى بعد مرور 70 عاماً عليه.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
العمل من أجل المستقبل
الطريق السريع رقم 2 تربط بين مدينتي تل أبيب ونتانيا وتوثق كذلك لإرادة انبعاث الدولة الفتية. وتم تدشين الطريق في 1950 من قبل وزيرة العمل الإسرائيلية غولدا مايير التي فرضت على البلاد بعد توليها رئاسة الحكومة نهج تحديث اقتصادي واجتماعي صارم.
صورة من: Photo House Pri-Or, Tel Aviv
كيبوتس
الكيبوتسات هي تجمعات سكنية تعاونية تم إشادتها في كل أنحاء إسرائيل، ولاسيما في السنوات الأولى بعد تأسيس الدولة. وفيها طبق اليهود العلمانيون وأيضاً من ذوي التوجهات الاشتراكية تصوراتهم حول المجتمع.
صورة من: G. Pickow/Three Lions/Hulton Archive/Getty Images
الدولة الحصينة
استمرت التوترات مع الجيران العرب. وفي 1967 أدت تلك التوترات إلى "حرب الأيام الستة" التي انتصرت فيها إسرائيل على مصر والأردن وسوريا ولبنان، التي كانت مدعومة أيضا من وحدات سعودية ويمنية أقل. وفي الوقت نفسه بسطت إسرائيل سيطرتها على القدس الشرقية والضفة الغربية ـ وكان ذلك بداية توترات وحروباً إضافية في المنطقة.
صورة من: Keystone/ZUMA/IMAGO
انتصار وموت
في الألعاب الأولمبية في 1972 بميونيخ أحرز السباح اليهودي الأمريكي مارك شبيتس سبعة أرقام قياسية عالمية. وفي منتصف الدورة الأولمبية اقتحم إرهابيون فلسطينيون القرية الأولمبية واحتجزوا الرياضيين الإسرائيليين كرهائن. وانتهت محاولة تحريرهم من قبل الشرطة الألمانية بكارثة: إذ قتل الإرهابيون الرياضيين الإسرائيلين المحتجزين.
صورة من: dapd
مستوطنات في أرض العدو
سياسة الاستيطان الإسرائيلية عامل تسخين دائم للنزاع مع الفلسطينيين. وتتهم سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية إسرائيل بمنع قيام دولة فلسطينية مستقبلية من خلال بناء مزيد من المستوطنات. وحتى الأمم المتحدة تشجب بناء المستوطنات، إلا أن إسرائيل إلى يومنا هذا لا تعبأ بذلك.
صورة من: picture-alliance/newscom/D. Hill
غضب وكراهية وحجارة
في شتاء 1987 احتج الفلسطينيون ضد الحكم الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. وتفجرت الاحتجاجات في مدينة غزة وانتقلت بسرعة إلى القدس الشرقية والضفة الغربية. واستمرت تلك الانتفاضة على مدار سنوات وانتهت بتوقيع اتفاقيات أوسلو في 1993.
صورة من: picture-alliance/AFP/E. Baitel
وأخيراً السلام؟
بوساطة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون باشر رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في 1993 محادثات سلام. وانتهت هذه المفاوضات بتوقيع "اتفاقية أوسلو" وبالاعتراف المتبادل.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
كرسي فارغ
اغتال طالب حقوق متطرف إسحاق رابين في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1995. نسف الاغتيال عملية السلام وكشف الانقسام السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي؛ فقد زادت الفجوة بين اليهود المعتدلين والمتطرفين، وكذلك بين العلمانيين والأصوليين. الصورة تظهر رئيس الوزراء السابق شيمون بيريس بجانب الكرسي الفارغ لسلفه.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Delay
محاولة قول ما لا يمكن قوله
الإبادة الجماعية بحق اليهود تؤثر إلى يومنا هذا على العلاقات الألمانية الإسرائيلية. وفي شباط/فبراير 2000 كان الرئيس الألماني الأسبق يوهانس راو أول رئيس ألماني يلقي كلمة باللغة الألمانية أمام الكنسيت. طلب راو العفو من أجل صالح الأبناء والأحفاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجدار الإسرائيلي
سياسة الاستيطان الإسرائيلية وراء تسخين المواجهة مع الفلسطينيين. وفي عام 2002 شيدت إسرائيل جداراً يبلغ طوله 107 كيلومتراً في الضفة الغربية. ورغم أن الجدار قلل من أعمال العنف، إلا أنه لم يحل المشاكل السياسية للنزاع المستمر منذ 70 عاماً بين الشعبين.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/S. Nackstrand
انحناء أمام الموتى
وزير الخارجية الألماني الجديد هايكو ماس يسير بخطى ثابتة على تقليد التقارب الألماني الإسرائيلي. وقادته رحلته الخارجية الأولى كوزير للخارجية إلى إسرائيل. وفي آذار/مارس 2018 وضع ماس إكليلاً من الورود على النصب التذكاري ياد فاشيم إجلالاً لضحايا الهولوكوست.