برلين تدعو للتهدئة بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني
٣ يناير ٢٠٢٠
قالت متحدثة باسم حكومة ميركل إن ألمانيا ستعمل على نزع فتيل التوتر بعد مقتل الجنرال سليماني بغارة أمريكية في بغداد. وتجنبت أولريكه ديمر توجيه نقد مباشر لتصرف الحكومة الأمريكية. وقالت إنه "جاء رداً على استفزازات إيرانية"
إعلان
دعت الحكومة الألمانية إلى التهدئة، في أعقاب مقتل الجنرال قاسم سليماني (62 عاما)، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في غارة شنتها القوات الأمريكية على مطار بغداد الدولي مساء أمس الخميس، أسفرت عن مقتله ومقتل أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشيعية العراقية القوية، وآخرين.
وخلال مؤتمر صحفي حكومي اعتيادي، قالت أولريكه ديمر، نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020): "المهم الآن هو التهدئة، وبالذات عند هذه النقطة".
ونبهت المتحدثة إلى أن التصرف الأمريكي "جاء كرد فعل على سلسلة من الاستفزازات العسكرية التي تتحمل مسؤوليتها إيران.. وأُذَكِّر هنا بالهجمات على ناقلات النفط في مضيق هرمز ومنشآت النفط السعودية". وتابعت المتحدثة بالقول إن " الصراعات الإقليمية لا يمكن حلها إلا عبر الطرق الدبلوماسية فقط، ونحن نتبادل الرأي في هذا الشأن مع حلفائنا".
وأضافت ديمر: "نتابع أيضا بقلق بالغ أنشطة إيران في المنطقة. نقف أمام تصعيد خطير"، مضيفة أن ألمانيا ستعمل على نزع فتيل التوتر.
وتجنبت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، في رد على سؤال، توجيه نقد مباشر لتصرف الحكومة الأمريكية.
ومن جانبه طالب حزب الخضر الألماني بوقف مؤقت لجميع أنشطة الجيش الألماني في العراق حاليا وطالب نوريبور متحدث الشؤون الخارجية بكتلة الخضر في البرلمان الألماني، اليوم الجمعة، الحكومة الألمانية بالقيام بكافة "وسائل دبلوماسية الأزمات.. حتى يمكن توضيح كيفية ضمان أمن جندياتنا وجنودنا".
وأضاف أوميد نوريبورأن مقتل سليماني هو "انزلاق سريع في تصعيد عسكري ضخم". وأضاف نوريبور أن "سليماني كان وجه سياسة طهران في المنطقة وموته سيفهمه الجانب الإيراني على أنه فقد لماء الوجه وإعلان حرب أمريكي".
ويذكر أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن أنه تحدث مع نظيره الألماني حول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات دفاعية للقضاء على قاسم سليماني. وأكد أن ألمانيا تشعر بالقلق أيضاً إزاء استمرار الاستفزازات العسكرية للنظام الإيراني. وأكد التزام الولايات المتحدة بعدم التصعيد مع إيران.
"خطر الحرب ارتفع لمالا نهاية"
ومن جانبه حذر هايو فونكه، الخبير الألماني بشئون الشرق الأوسط من تصاعد خطر الحرب في المنطقة بصورة كبيرة. وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الجمعة إن ألمانيا مطالبَة بالعمل على وقف التصعيد المحتمل بين إيران والحكومة الأمريكية. وأضاف فونكه أن "الأمر مرهون بالأشهر المقبلة، والحكومة الألمانية مطالبَة على نحو مختلف تماما عن كل المطالبات التي وُجِّهَتْ إليها حتى الآن ولا ينبغي عليها أن تصمت".
وحذر فونكه من أن " خطر الحرب ارتفع على نحو لا نهاية له"، وقال إن الموقف برمته عبارة عن بناء مأساوي، وتجنب حرب ستكون خارج السيطرة مرهون على الأيام والأشهر المقبلة.
كانت القيادة العليا في إيران توعدت الولايات المتحدة بالانتقام بعد مقتل سليماني، ورأى فونكه أن كل شيء محتمل في هذا الرد" استمرار الهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، ومن الوارد أيضا أن يطال الأمر إسرائيل". ورأى فونكه أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من بدأ هذا التصعيد بقراره بشن الغارة.
ص.ش/ح.ز (د ب أ، رويترز)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".