أعلنت الحكومة الألمانية اليوم الأربعاء (8 أبريل/ نيسان 2009) زيادة الميزانية المخصصة لبرنامج دعم راغبي شراء سيارة جديدة في ألمانيا بنسبة 200 بالمائة تقريبا، يأتي ذلك في إطار إجراءات مكافحة الركود الاقتصادي الذي تشهد البلاد. وكانت الحكومة الألمانية قد رصدت في البداية مبلغ 1.5 مليار يورو لتقديم حوافز تشجيعية بقيمة 2500 يورو لكل من يرغب في التخلي عن سيارته القديمة وشراء أخرى جديدة. وأعلنت الحكومة زيادة ميزانية هذا البرنامج إلى 5 مليارات يورو.

الجدير بالذكر أن البرنامج حقق نجاحا كبيرا منذ إطلاقه العام الماضي، حيث بلغ عدد المستفيدين منه حتى الآن 1.2 مليون شخص. ويستفيد من هذا البرنامج كل شخص داخل البلاد يمتلك سيارة يزيد عمرها عن 9 أعوام، على أن يقوم بإهلاك سيارته ويبيعها في شكل خردة أو التخلص منها، ومن ثم شراء سيارة جديدة.

"الزيادة في ميزانية البرنامج ستكون الأخيرة"

وقال وزير الاقتصاد الألماني كارل تيودور تسو جوتنبرج إن هذه الزيادة في ميزانية برنامج الحوافز التشجيعية ستكون الأخيرة، وإن هذا الدعم سيظل العمل به حتى نهاية العام الجاري. وجاء ذلك في الوقت الذي قال فيه متحدث باسم وزارة المالية الألمانية إن الزيادة الأخيرة في برنامج الدعم، بما في ذلك الفوائد، سوف تزيد الدين العام بمقدار 4.2 مليار يورو.

وقد حاز هذا البرنامج على ترحيب منتجي وتجار السيارات في ألمانيا الذين رصدوا انتعاشا نادرا في أسواق السيارات خلال الأسابيع الأخيرة. وتتوقع صناعة السيارات الألمانية بيع مليوني سيارة إضافية أغلبها من الطُرز الصغيرة قليلة استهلاك الوقود مع إقبال شرائح مختلفة من المجتمع على الاستفادة من هذه المنحة الحكومية.

ومن جانبه قال هيلموت بلومر، المتحدث باسم رابطة تجار السيارات في ألمانيا، إن هذا البرنامج من شأنه أن يؤدي إلى حماية الوظائف لدى شركات تجارة السيارات وشركات إنتاج مكوناتها وقطع الغيار. كما اعتبر هذا القرار إيجابياً، إذ أن سحب السيارات القديمة الملوثة للبيئة واستبدالها بسيارات جديدة سينعس إيجابيا على أمن الطرق والبيئة، على حد قوله.

يذكر أن التراجع الحاد في الطلب على السيارات أجبر الشركات الكبرى المنتجة في ألمانيا على خفض العمالة لديها بمعدلات كبيرة منذ العام الماضي.

شركة كارمان للسيارات تقدم طلب إشهار إفلاسها

من ناحية أخرى ذات صلة، قدمت شركة كارمان الألمانية المتخصصة في إنتاج أنظمة الأسقف المتحركة للسيارات طلبا بإشهار إفلاسها نتيجة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. وذكرت الشركة إنها اتخذت قرارها الأخير بسبب عجزها عن الوفاء بالتزاماتها المالية. وأكد متحدث باسم نقابة "آي جي ميتال" لعمال الصناعات المعدنية والهندسية في ألمانيا النبأ اليوم الأربعاء لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) . ومن المنتظر أن يؤثر قرار إشهار الإفلاس على نحو 3470 عاملا لدى الشركة.

وجاء الإعلان عن تقديم طلب إشهار الإفلاس بعد نحو شهر واحد من توقف العمل في مصنع "راينه" لتجميع السيارات التابع للشركة. يذكر أن شركة فيلهيم كارمان كانت قد تأسست عام 1901 واشتهرت بإنتاج السيارة الرياضية "كارمان جيا" التي سوقتها فولكس فاجن منذ 1955. وتم بيع حوالي 445 ألف سيارة من هذا الطراز حتى تم استبداله بالسيارة فولكس فاجن سيروكو عام 1974.

(ط. أ/ د ب أ)

تحرير: عبده جميل المخلافي