الحكومة الألمانية تطالب "جنرال موتورز" بخطة فورية حول مستقبل "أوبل"
٤ نوفمبر ٢٠٠٩ترك قرار مجلس إدارة "جنرال موتورز" الأميركية بإلغاء قرار بيع "أوبل" إلى شركة "ماغنا" الكندية ـ النمساوية ـ الروسية صدمة قوية في ألمانيا ليس فقط لدى العمال، بل ولدى الحكومة الألمانية أيضا التي بذلت خلال الأشهر الإثني عشر الماضية جهودا مضنية لإنقاذ شركة "أوبل" من الإفلاس وضمان ديمومة عمل القسم الأكبر لحوالي 25 ألف عامل وموظف ألماني.
وفيما قال متحدث باسم النقابات إن العاملين سيتجمَّعون صباح اليوم أمام مصانع روسلهايم وبوخوم وأيزِناخ وكايزرلاوتن لإعلان رفضهم بقاء "أوبل" في عهدة "جنرال موتورز"، ذكر ناطق رسمي أن الحكومة الألمانية "غاضبة جدا" من تغيير الشركة الأميركية الأم قرارها. وأعلن رئيس مجلس نقابات عمال الشركة كلاوس فرانك أن التحرك ضد قرار الشركة الأميركية الأم بعد سنة من المفاوضات المضنية سيتوسع ليشمل قريبا العاملين في مصانع "أوبل" العاملة في الدول الأوروبية الأخرى التي تشغِّل حاليا 55 ألف شخص تقريبا.
برودرله: موقف غير مقبول
وعقَّّب وزير الاقتصاد الجديد راينر برودرله بالقول "إن الموقف الجديد إزاء ألمانيا غير مقبول بتاتا" مطالبا "جنرال موتورز" بعرض خططها لإعادة هيكلة "أوبل" فورا. وأعلن بأن حكومته ستطالب الشركة الأميركية التي كان يتهددها الإفلاس بإعادة مبلغ 1.5 مليار يورو الذي قدمته إليها كقرض لمنع "أوبل" من إعلان إفلاسها. وتابع أن حكومته لن تسمح لـ "جنرال موتورز" بممارسة ضغوط عليها، إنما دون أن يحسم بالنفي أو بالإيجاب ما إذا كانت برلين مستعدة لتقديم مساعدة مالية لها في حال طرحت خططا لإعادة هيكلة شركة "أوبل" بصورة مقبولة. كما أعرب رؤساء حكومات الولايات الألمانية الأربع التي تعمل فيها مصانع "أوبل" عن استنكارهم الشديد لتخلي "جنرال موتورز" عن قرارها ببيع "أوبل".
جنرال موتورز: أوبل جزء استراتيجي منا
وسارع مسؤول في الشركة الأميركية في روسلسهايم إلى القول بأن "جنرال موتورز" تنظر إلى "أوبل" على أنها " جزء استراتيجي منها" مضيفا أن "أوبل" وشقيقتها "فوكسهول" البريطانية "يلعبان دورا حاسما في مجموعة سيارات جنرال موتورز".
وتخشى نقابات عمال الشركة في ألمانيا ودول أوروبية أخرى الآن أكثر من أي وقت مضى من لجوء الشركة الأم إلى إغلاق عدد من المصانع وتسريح العاملين فيها في إطار إعادة الهيكلة. لكن اللافت في الأمر أن نقابة عمال مصنعي "فوكسهول" البريطانيين الشقيقين لـ "اوبل" تفردا عن الآخرين أمس في الترحيب بقرار "جنرال موتورز". ويعمل في المصنعين 5500 شخص.
وأعلنت متحدثة باسم "مجموعة جنرال موتورز الأوروبية" في فرانكفورت أن لا مصلحة للشركة الأم في إفلاس "أوبل"، وهي تعمل حاليا على وضع تصور لإعادة تأهيل الشركة وإبعاد شبح الإفلاس. وبعد أن أضافت أن "جنرال موتورز" تريد خفض 30 في المئة من كلفة الإنتاج في "أوبل" تفادت الحديث عن حجم التسريح الذي سيطال "أوبل" في أوروبا والمصانع التي ستقفل في المرحلة المقبلة. كما صرَّح مصدر آخر أن الشركة الأميركية الأم سحبت من القرض الألماني 1.1 مليار يورو، وأعادت من المبلغ 200 مليون يورو فيبقى عمليا 900 مليون يورو ستعمل الشركة على تحويلها إلى ألمانيا.
الاتحاد الأوروبي يطالب بخطة إنقاذ صلبة
وعلَّقت المفوضية الأوروبية على قرار "جنرال موتورز" بالقول إنها تنتظر من الخطة الجديدة لإعادة هيكلة شركة "أوبل" إرساء قاعدة اقتصادية صلبة تضمن إنقاذها على المدى الطويل وتؤمن فرص العمل فيها. وقالت مفوضة حماية التنافس الحر نيللي كروس إن من شأن الحكومة الألمانية أن تقرر ما إذا كانت ستقدم دعما ماليا لخطة الإنقاذ الجديدة، وفي هذه الحال ستدرس المفوضية الأمر بدقة.
وفي موقف لافت دعت روسيا بصورة غير مباشرة مؤسسة الائتمان الألمانية الراعية لـ "أوبل" والمراقبة لها حاليا إلى اتخاذ القرارات المناسبة لها باعتبار أنها هي المسؤولة عنها لا شركة "جنرال موتورز". ومعروف أن مصرف "سبير بنك" الروسي شريك في شركة "ماغنا" التي كانت حصلت من الشركة الأميركية على موافقة أولية بشراء 55 في المئة من أسهم "أوبل"، وتلقت وعدا من الحكومة الألمانية بالحصول على قرض داعم لها قدره 4.5 مليارات يورو لإصلاح الشركة وضمان العمل فيها.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: ابراهيم محمد