قالت الحكومة الألمانية، في رد على سؤال في البرلمان، إن أكثر من نصف قضايا الإرهاب التي يباشرها المدعي العام متهم فيها إسلامويون. وقالت الحكومة إن ما يعادل 52% من القضايا يتعلق بالإرهاب الإسلاموى من إجمالي 451 لعام 2022.
إعلان
أفادت الحكومة الألمانية أن أكثر من نصف قضايا الإرهاب التي يباشرها المدعي العام الألماني متهم فيها إسلامويون.
جاء ذلك في رد من الحكومة على استجواب من السياسية اندريا ليندهولتس عضو البرلمان (البوندستاغ) عن الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري؛ وهو الرد الذي حصلت صحيفة "فيلت" الألمانية التي ستصدر غداً الأربعاء على نسخة منه.
وانتقدت ليندهولتس الحكومة الاتحادية أيضاً متهمة إياها بالتركيز من جانب واحد على التطرف اليميني. وانتقدت السياسية الألمانية الأمر واصفة إياه بأنه "قصر نظر وخطير"، مضيفة أنه "يجب تعزيز السلطات الأمنية بشكل أكبر من حيث الأفراد والقانون"، بحسب ما قالت للصحيفة.
وحسب هذا الرد، وصل عدد قضايا الأمن الداخلي والخارجي التي فتح فيها الادعاء العام الألماني تحقيقاً جديداً في العام الماضي إلى 451 قضية، منها 236 قضية أي ما يعادل 52% تتعلق بالإرهاب الإسلاموى، مقابل 156 قضية أي ما يعادل نحو 35% محسوبة ضمن نطاق "الأيدولوجية الأجنبية".
وذكرت صحيفة "فيلت" أن هناك 19 قضية من بين هذه القضايا مصنفة ضمن نطاق الجريمة ذات الدوافع السياسية "اليمين"، وقضية واحدة ضمن نطاق الجريمة ذات الدوافع السياسية "اليسار" وقضيتين ضمن نطاق "غير قابل للتصنيف". وتتعلق بقية القضايا بنطاق القانون الجنائي الدولي أو القانون الجنائي لحماية الدولة.
من جانبه، أكد الادعاء العام لوكالة الأنباء الألمانية صحة هذه الأعداد. ونقلت "فيلت" عن ليندهولتس قولها إنها ترى أن الأعداد توضح أن الإرهاب الإسلاموى لا يزال يعد من أكبر التهديدات بالنسبة للأمن الداخلي.
وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر لنفس الصحيفة إن " ألمانيا لا تزال في نطاق الاستهداف المباشر من جانب المنظمات الإرهابية الإسلاموية "، وحذرت من من الخطر الذي يشكله الجناة المنفردين بدوافع إسلاموية قائلة: "ألمانيا لا تزال في الطيف المستهدف المباشر للمنظمات الإرهابية الإسلامية"، بحسب ما قالت للصحيفة.
من جانبه، أعرب زعيم حزب الخضر أوميد نوريبور عن اعتقاده بأن على أجهزة الأمن أن تراقب هذا التيار عن كثب.
ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ، ك ن ا)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)