الحكومة البريطانية تبدأ في تطبيق إجراءات البريكسيت
٢٦ يناير ٢٠١٧
بدأت الحكومة البريطانية بوضع قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي موضع التنفيذ من خلال العمل على إصدار قرار يخول الحكومة بعمل ذلك. ويستدعي بدء الخطوات العملية موافقة مجلسي النواب واللوردات، الأمر المتوقع أن يحصل.
إعلان
بدأ الوزير المكلف بملف انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ديفيد ديفيس، عملية إصدار قانون يسمح للحكومة ببدء عملية خروج البلاد من التكتل. وقال ديفيس الخميس (26 كانون الثاني/ يناير 2017) إنه يتوقع الموافقة على مشروع القانون بسرعة. وأصدرت المحكمة العليا البريطانية في وقت سابق من هذا الأسبوع قراراً تلزم فيه رئيسة الوزراء تيريزا ماي بأخذ موافقة البرلمان قبل تفعيل المادة خمسين من معاهدة لشبونة المؤسسة للاتحاد الأوروبي، رافضة دفوع الحكومة بأن بوسعها فعل ذلك بشكل أحادي.
وبدأ ديفيس مساع للحصول على موافقة البرلمان من خلال نشر مشروع القانون وطرحه على أعضاء البرلمان، وهي المرحلة الأولى من العملية التشريعية الطبيعية التي تشهد دراسة مجلسي البرلمان للمشروع. وقال ديفيس في بيان: "اتخذ الشعب البريطاني قراراً بمغادرة الاتحاد الأوروبي وهذه الحكومة مصممة على المضي في مهمة تنفيذه." وأضاف: "لدي ثقة في أن البرلمان الذي دعم الاستفتاء بأغلبية ستة مقابل واحد سيحترم القرار الذي اتخذه الشعب البريطاني ويوافق على مشروع القانون بسرعة". ويناقش النواب مشروع القانون على مدى ثلاثة أيام في الأسبوع المقبل، هي الحادي والثلاثين من يناير/ كانون الثاني والأول والثاني من فبراير/ شباط.
من جانبها قالت أحزاب معارضة إنها ستحاول تعديل المشروع بما يلزم الحكومة بالكشف عن مزيد من تفاصيل خططها للخروج من الاتحاد الأوروبي. واتهم النائب تشوكا أومونا الحكومة بمحاولة " تكميم أفواه" النواب في مجلس العموم من خلال تخصيص ثلاثة أيام فقط للمناقشة بشأن التشريع . وأصر رئيس مجلس العموم ديفيد ليدينجتون أن ثلاثة أيام تعتبر فترة كافية لمناقشة مشروع القانون. ونظراً لأن الحزب المحافظ الحاكم يمتلك أغلبية في مجلس العموم، من المتوقع أن يتم تمرير التشريع بسهولة.
ويجب أن يوافق مجلس اللوردات على مشروع القانون أيضاً، وهو ما تتوقع الحكومة أن يتم في الوقت المحدد التزاماً بالموعد النهائي الذي أعلنته رئيسة الوزراء ماي وبدء عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي بحلول الحادي والثلاثين من مارس/ آذار المقبل. يشار إلى أن مجلس اللوردات أكثر تنوعاً ولا يمكن التنبؤ بما يصدر عنه ولا يوجد أغلبية محافظة فيه، ولكن بصفتهم نواباً برلمانيين غير منتخبين، فإنهم عرضة لخطر اتهامهم بإعاقة رغبة الشعب إذا تمت أي محاولة لعرقلة التشريع.
خ.س/ ي.أ (رويترز، د ب أ)
هل بريكست بداية تساقط أحجار الدومينو الأوروبي؟
نتائج الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي صدمت أوروبا، فيما رحب بها اليمين الشعبوي، وبدأت الأصوات الشعبوية في فرنسا وهولندا تنادي بإجراء استفتاء مشابه. فهل بات الاتحاد الأوروبي أمام "تأثير الدومينو"؟
صورة من: Reuters/T. Melville
بريطانيا
طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".
صورة من: Reuters/T. Melville
هولندا
خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wainwright
فرنسا
يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
ألمانيا
فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".
صورة من: Getty Images/J. Koch
الدنمرك
كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Kastrup
النمسا
فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
المجر
قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
جمهورية التشيك
طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.