تلقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تأييدا من رئاسة إقليم كردستان العراق للإصلاحات التي أقرها استجابة للتحركات الشعبية المطالبة بمحاربة الفساد. كما أقرت الحكومة العراقية بالإجماع إصلاحات العبادي.
إعلان
أبدت رئاسة إقليم كردستان العراق استعدادها التعاون مع الحكومة العراقية في قرار مجلس الوزراء الصادر اليوم الأحد (التاسع من آب/ أغسطس 2015) بخصوص إجراء إصلاح شامل في المؤسسات والدوائر الحكومية في البلاد. وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الإقليم مسعود البرزاني "رئاسة الإقليم تؤيد كل خطوة تخطوها الحكومة العراقية من شأنها إصلاح الدوائر والمؤسسات الحكومية ومكافحة الفساد وإبعاد المقصرين عن مؤسسات الدولة".
وأوضح أنه "لأجل إنجاح المشروع يجب أخذ استحقاقات ومشاركة إقليم كردستان بعين الاعتبار، وفي نفس الوقت الاهتمام بالمكونات الدينية والقومية في العراق دون التأثير عليهم وأن تنفذ هذه الخطوات في إطار الدستور والسياق الإداري".
حكومة العبادي توافق بالإجماع على إصلاحاته
ووافق مجلس الوزراء العراقي بالإجماع على تلك الحزمة الأولى من الإصلاحات قبل إحالتها على مجلس النواب للمصادقة عليها؛ إذ إن بعضها قد يتطلب تعديلا دستوريا وبالتالي من المرجح أن يستغرق تطبيقها بعض الوقت. وبالرغم من الضغط الشعبي ودعم السيستاني لرئيس الوزراء حيدر العبادي، تبقى جهود الإصلاح في العراق صعبة جدا نتيجة الفساد المنتشر في المؤسسات واستفادة كافة الاطراف السياسية منه فعليا.
ومن أبرز الإصلاحات التي أعلنها العبادي "إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء فورا". ويشغل مناصب نواب رئيس الجمهورية الثلاثة وهي فخرية أكثر منها تنفيذية، زعماء الأحزاب السياسية التي تحكم البلاد أي المالكي (دولة القانون) ورئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي (متحدون) ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي (الوطنية).
وتشغل ثلاث شخصيات سياسية مناصب نواب رئيس مجلس الوزراء، هم بهاء الأعرجي عن التيار الصدري، وصالح المطلك زعيم الكتلة العربية (أحد التيارات السنية)، وروش نوري ساويش القيادي في التحالف الكردستاني.
الى ذلك تتضمن الإصلاحات "إبعاد جميع المناصب العليا من هيئات مستقلة ووكلاء وزارات ومستشارين ومدراء عامين عن المحاصصة الحزبية والطائفية"، على أن "تتولى لجنة مهنية يعينها رئيس مجلس الوزراء اختيار المرشحين على ضوء معايير الكفاءة والنزاهة".
كما تشمل "إلغاء المخصصات الاستثنائية لكل الرئاسات والهيئات ومؤسسات الدولة والمتقاعدين منهم"، و"فتح ملفات الفساد السابقة والحالية تحت إشراف لجنة عليا لمكافحة الفساد تتشكل من المختصين (...) ودعوة القضاء إلى اعتماد عدد من القضاة المختصين المعروفين بالنزاهة التامة للتحقيق فيها ومحاكمة الفاسدين".
أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
بالصور: محطات في عراق ما بعد 2003
تكتسب الانتخابات التشريعية العراقية الحالية أهمية خاصة، فهي الأولى منذ انسحاب القوات الأمريكية. كما أنها تجري وسط انقسامات سياسية شديدة. وفي ما يلي المحطات الرئيسية في تاريخ العراق منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
صورة من: picture alliance/AP Photo
تكتسب الانتخابات التشريعية العراقية الحالية أهمية خاصة، فهي الأولى منذ انسحاب القوات الأمريكية. كما أنها تجري وسط انقسامات سياسية شديدة. وفي ما يلي المحطات الرئيسية في تاريخ العراق منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
صورة من: Ahmad Al-Rubaye/AFP/Getty Images
في 20 آذار/ مارس 2003 بدأت أولى عمليات الغزو الأمريكي لبلاد الرافدين أو ما أطلق عليه بـ "حرية العراق". ففي مثل هذا اليوم شنت القوات الأمريكية والبريطانية غارات على بغداد .
صورة من: AFP/Getty Images
وفي التاسع من نيسان/ أبريل وصلت القوات الأمريكية إلى العاصمة بغداد وأسقطت تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس، لتؤذن بإسقاط نظام صدام حسين بأكمله بعد زهاء ثلاثة عقود من التسلط على رقاب العراقيين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
في الأول من أيار/ مايو أعلن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش "نهاية المعارك" الكبرى في العراق. لكن هذه النهاية لم تستمر طويلاً، إذ سرعان ما غرق البلد في فوضى أمنية، أذكتها الخلافات االطائفية والمذهبية.
صورة من: S.Jaffe/AFP/GettyImages
في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2003 أقرت الولايات المتحدة بعدم العثور على أي أسلحة دمار شامل، التي كانت إحدى الحجج التي قدمتها واشنطن لغزو العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa
ظلت أخبار صدام حسين مجهولة في الأسابيع الأولى بعد سقوط نظامه وانتهاء العمليات الرئيسية للحرب. تم وضعه على قمة لائحة المطلوبين وتم اعتقال العديد من أفراد نظامه السابق ولكن الجهود الحثيثة للعثور عليه باءت بالفشل، حتى 13 كانون الأول/ ديسمبر، حيث اعتقل في حفرة قرب مسقط رأسه في تكريت.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 28 نيسان/ أبريل 2004 تكشفت أبعاد فضيحة التعذيب والإساءة في معتقل "أبو غريب"، إذ انتشرت عبر العالم صور معتقلين عراقيين يسيء عسكريون أمريكيون معاملتهم. وأُغلق هذا السجن في 2014 لأسباب أمنية.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد أن سلمت قوات التحالف السلطة إلى حكومة عراقية منتصف 2004، لم تجر انتخابات تشريعية متعددة الأحزاب إلا في 30 كانون الثاني/ يناير 2005. وكانت الأولى منذ خمسين عاماً. وقاطعتها بعض القوى السياسية السنية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في السادس من نيسان/ أبريل 2005 حصل جلال الطالباني على 227 صوتاً، ليُنتخب كأول رئيس كردي في تاريخ العراق، وخلال هذا العام تم تنظيم استفتاء عام على دستور جديد يحدد طبيعة توزيع ثروات العراق ونظام الحكم فيه وأُقر في 15 تشرين الأول/ أكتوبر.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 22 شباط/ فبراير 2006 تم تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء لينزلق العراق في أتون حرب أهلية أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ولم تهدأ حدتها إلا عام 2008.
صورة من: AP
في 30 كانون الأول/ ديسمبر 2006 أُعدم صدام حسين شنقاً بعد إدانته في قضية مقتل 148 شيعياً عام 1982. وأدى شنقه إلى إضفاء مزيد من التوتر بين الشيعة والسنة.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb
في الثالث من أيلول/ سبتمبر 2007 انسحبت القوات البريطانية من البصرة، تاركة خلفها فراغاً أمنياً استغلته ميليشيات الزعيم الشيعي مقتدى الصدر للسيطرة على المدينة. وخاضت القوات العراقية في 2008 عملية عسكرية كبيرة ضد هذه الميليشيات لتحرير المدينة، وأُطلق عليها "صولة الفرسان".
صورة من: picture alliance/empics
في عام 2008 تراجعت وتيرة العنف في مدن العراق نسبياً وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر من هذا العام صادق البرلمان العراقي على الاتفاقية الأمنية مع واشنطن، التي نصت على انسحاب القوات الأمريكية من العراق أواخر 2011.
صورة من: picture-alliance/dpa
في السابع من آذار/ مارس 2010 أُجريت ثاني انتخابات تشريعية. ورغم أن القائمة العراقية برئاسة أياد علاوي احتلت المرتبة الأولى، لكنها لم تستطع تشكيل الحكومة بعد أن شكلت الأحزاب الشيعية "التحالف الوطني العراقي" لتكون أكبر كتلة برلمانية وانتخبت المالكي لرئاسة الوزراء في دورة ثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb
في نهاية 2011 اكتمل انسحاب القوات الأمريكية، والتي كان قد قُتل منها آنذاك أكثر من 4400 عسكري منذ عام 2003. وكانت القوات البريطانية قد أنهت قبل ذلك تواجدها في العراق نهاية آيار/ مايو من العام ذاته.
صورة من: dapd
في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2011 أصدرت الحكومة العراقية أمراً باعتقال نائب الرئيس العراقي السني طارق الهاشمي بتهمة الإرهاب، ما دفع القائمة "العراقية" التي ينتمي إليها، إلى مقاطعة مجلس الوزراء. لكنها سرعان ما أعلنت عودتها. وصدر فيما بعد حكم بإعدامه غيابيا بتهمة الوقوف وراء 30 هجوماً مسلحاً.
صورة من: Getty Images
في 21 كانون الأول/ ديسمبر اعتقل حراس وزير المالية رافع العيساوي بتهمة الإرهاب، ما أطلق موجة تظاهرات في المحافظات السنية تطالب بإقالة المالكي. وتلبية لمطالب المتظاهرين أطلقت الحكومة سراح قرابة أربعة آلاف شخص.
صورة من: AFP/Getty Images
مطلع كانون الثاني/ يناير 2014 اندلعت مواجهات بين الجيش العراقي وبين مسلحي تنظيم ما يسمى بدولة العراق والشام الإسلامية "داعش" وآخرين ينتمون إلى تنظيمات أخرى مناهضة للحكومة بعد أن فرضت هذه التنظيمات سيطرتها على مدينة الفلوجة وأجزاء من مدينة الرمادي.