فشل مجلس الوزراء اللبناني الثلاثاء (25 آب/أغسطس 2015) في إيجاد مخرج لأزمة النفايات المستمرة في البلاد والتي دفعت آلاف اللبنانيين للنزول إلى الشارع في نهاية الأسبوع منتقدين الإهمال المتمادي وعجز الحكومة بفعل الانقسام السياسي بين مكوناتها.

وقال بيان صادر عن مجلس الوزراء بعد جلسة استثنائية دامت نحو خمس ساعات: "قرر مجلس الوزراء عدم الموافقة على نتائج المناقصات وتكليف اللجنة الوزارية بالبحث في البدائل ورفعها إلى مجلس الوزراء" على خلفية الكلفة المادية المرتفعة.

وجاء قرار الحكومة بعد إعلان وزير البيئة محمد المشنوق يوم أمس الاثنين نتائج فض عروض المناقصات الخاصة بالنفايات المنزلية في مختلف المناطق، والتي فازت بموجبها شركات قريبة أو محسوبة على شخصيات سياسية نافذة. واعتبرت الحكومة أن "النتائج تضمنت أسعاراً مرتفعة، مما يقتضي عدم الموافقة عليها"، علماً أن لبنان يدفع إحدى أعلى تكاليف معالجة الطن الواحد من النفايات.

وتدرجت مطالب المتظاهرين من الاحتجاج على أزمة النفايات وصولاً إلى المطالبة باستقالة الحكومة. وتحولت التظاهرات إلى متنفس للتعبير عن الغضب المتراكم من الطبقة السياسية وحالة الانقسام السياسي في البلاد والفساد المستشري والبنية التحتية المترهلة.

وتخلل جلسة مجلس الوزراء انسحاب وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر، الذي يرأسه الزعيم المسيحي ميشال عون وحزب الطاشناق الأرمني وحزب المردة، الذي يرأسه النائب سليمان فرنجية، احتجاجاً على ما وصفه وزير الخارجية جبران باسيل (حزب عون) بـ"مسرحية في موضوع النفايات".

ومن المنتظر أن تشهد العاصمة بيروت يوم السبت القادم موجة من المظاهرات الاحتجاجية التي دعت إليها حملة "طلعت ريحتكم"، حسب ما أعلن ذلك منظمو المظاهرات.

ح.ع.ح/ ي.أ (أ.ف.ب)