1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحكومة المصرية المنتظرة.. خيارات مفتوحة و"التكنوقراط هو الحل"

٤ مارس ٢٠١١

للمرة الثالثة خلال شهر واحد، يترقب المصريون أسماء الوزراء الذين سيتم ترشيحهم للحكومة الجديدة، بعدما فشل الفريق أحمد شفيق مرتين في إرضاء الجماهير الغاضبة. فهل ينجح الدكتور عصام شرف في التعبير عن روح ومطالب ثوار 25 يناير؟

شفيق.. استقالة أم إقالة
شفيق.. استقالة أم إقالةصورة من: picture-alliance/dpa


قبل يوم من تنظيم وقفة الجمعة المليونية الثالثة منذ تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، استجاب الفريق أحمد شفيق، للضغوط الشعبية المطالبة باستقالته. لكن اللافت أن إعلان "الاستقالة"، أو ما أسمته بعض المصادر "إقالة"، لم يصدر عن شفيق نفسه، إنما خرج من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الحاكم في مصر حاليا، والذي أكد صباح اليوم قبوله استقالة حكومة تسيير الأعمال، التي لم يمض عليها أسبوعان.

جاء إعلان القرار على الموقع الإلكتروني للقوات المسلحة مفاجئا، بدلا من إصدار بيان رسمي تقليدي، عبر وسائل الإعلام المعروفة، الأمر الذي أعربت الكاتبة الصحفية آمال عويضة استغرابها بشأنه، قائلة "فكرة أن تصل إلينا رسائل عبر الإنترنت غريبة. لماذا يتعمد الجيش نشر الخبر على موقع فيسبوك، ما المانع في أن ينشر البيان بشكل تقليدي عن طريق إبلاغ الصحفيين به".

وأشارت عويضة إلى أنه كان على الجيش أن "يذكر أسباب الإقالة أو الاستقالة.. لماذا لا يعزو الأشياء لأسبابها الحقيقة، لماذا لم يوضح أن الاستقالة أو الإقالة جاءت لفشل حكومة شفيق في تحقيق أهدافها، ولماذا لا يقول بوضوح إنها جاءت استجابة لضغوط الشارع".

استبعاد رموز النظام السابق أهم الأولويات

دكتور زويل.. دكتور البرادعي.. دكتور الباز.. أسماء مطروحة لحكومة تكنوقراطصورة من: picture-alliance/Photoshot

في المقابل، رأى دكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، أن الرسالة التي حملت رقم 26 على موقع "فيسبوك" لا يتضح منها ما إذا كانت استكمالات لبيانات الجيش الأخرى. وقال "ربما لم يرد المجلس الأعلى أن يظهر الأمر على أنه تشهير بالفريق أحمد شفيق، وهو أمر محمود، خاصة أنه من القوات المسلحة، وكان قائدا للقوات الجوية".

وحول أول القرارات التي ينتظرها من رئيس الوزراء المكلف عصام شرف، قال السيد : "أهم قرار أتوقعه هو تشكيل حكومة على نحو يستبعد الشخصيات المرتبطة بنظام الرئيس حسني مبارك.. وعلى رأسهم وزراء العدل والخارجية والداخلية.. كما تستبعد قيادات الحزب الوطني الحاكم سابقا".

ومضى أستاذ العلوم السياسية قائلا في حديثه لـ "دويتشه فيله" : "يلي تشكيل الوزارة، قرارات أخرى مهمة تشكل التحدي الحقيقي للحكومة المقبلة، مثل الإفراج عن المعتقلين السياسيين قبل وبعد 25 يناير. كذلك تحديد الجدول الزمني للانتخابات المقبلة، فضلا عن التعامل مع القضايا الاقتصادية والأمنية، التي أصبحت شاغلا أساسيا للمواطنين".


حكومة تجمع بين التكنوقراط والتوجهات السياسية

استبعاد كافة رموز النظام القديم.. المطلب رقم واحدصورة من: dapd

وحول الأصلح للبلاد في المرحلة المقبلة، رأى السيد أن الخيار بين حكومة تكنوقراط وأخرى ائتلافية أمر صعب، مفضلا أن تجمع الحكومة الجديدة بين الاثنين. وقال "يجب أن يكون هناك تكنوقراط يأتون من أحزاب واتجاهات سياسية مختلفة، لضمان الكفاءة من ناحية، وكي تحظى برضا القوى السياسية المختلفة من ناحية ثانية".

وأشار إلى ضرورة أن يتجنب رئيس الوزراء المكلف الخطأ الذي وقعت فيه الحكومة السابقة التي اختارت عددا من الشخصيات الحزبية "دون الرجوع لقياداتها الحزبية.. ينبغي أن يتم ذلك بموافقة الأحزاب وليس بالقفز عليهم، كما جرى مع حزبي التجمع والوفد".

وردا على سؤال حول المعايير التي يجب توافرها في أعضاء الحكومة الجديدة، قال "أفضل أن تكون لهم خبرة في مجال عمل وزاراتهم، وأن يتمتعوا بالنزاهة". لكنه أشار إلى أن "السمعة الطيبة لا تكفي، بل يجب أيضا توافر الرؤية والمقدرة على مخاطبة الرأي العام والتواصل للجماهير والاستعداد للاستجابة الرأي العام".

وتعليقا على إعلان الشباب وقف الاعتصام بعد احتفالية غد الجمعة، قال السيد "لا ينبغي استبعاد اللجوء إلى أسلوب التظاهر، على أن يستخدم عند الضرورة فقط، وليس بشكل أسبوعي أو متواصل. المظاهرات أسلوب متحضر ومعروف في كل الجماعات، لكنه يفقد فعاليته لو جرى الإفراط في استخدامه، وتكون له آثار ضارة على الاقتصاد القومي لو كثر استخدامه".

ترحيب بشرف.. وحزن على رحيل شفيق

استمرار ضغط الشارع المصري أدى لرحيل حكومة شفيقصورة من: dapd

كان نبأ تكليف شرف قد استقبل بترحاب واسع من قبل المتظاهرين، لكن البعض أعرب عن حزنه لرحيل دكتور شفيق، مؤكدين أنه "رجل محترم لم تدرك الناس قيمته وأنه قدم استقالته من أجل استقرار البلد". ظهر ذلك في تعليقات الكثير من قراء المواقع الإلكترونية التي نشرت الخبر.

وقدم بعضهم التحية "لهذا الرجل العظيم الذي خسرناه"، وطالب البعض الآخر بإعطاء شرف الفرصة للعمل، ولا يستعجلوا الإطاحة به مثلما فعلوا مع شفيق، على حد قول القارئ مجدي جرجس، على موقع جريدة "اليوم السابع". واعتبرت القارئة "إيمي" على الموقع نفسه أن شفيق دفع الثمن لمجرد أن مبارك عينه، ولمجرد أنه "محسوب على النظام القديم رغم الإجماع على تفوق هذا الرجل على الصعيد المهني والإنساني".

من جانبهم، يرى الذين طالبوا بإقالة حكومة شفيق أن شرف "رجل تكنوقراط وكفاءة وعنده نزاهة وأنه أفضل من شفيق.. كما أنه وجه غير معروف عنه فساد مالي أو أخلاقي". وشارك شرف، وهو أستاذ في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، في التظاهرات، وشوهد محمولا على الأعناق في ميدان التحرير. كما يحظى وزير النقل المقال بتأييد الشباب، خاصة وأنه لا ينتمي لأي اتجاه سياسي ولم يكن عضوا بالحزب الوطني.

وشغل شرف منصب وزير النقل في الفترة من 13 يوليو - تموز 2004 إلى 31 ديسمبر - كانون الأول 2005 عندما كان رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق وزيرا للطيران المدني. لكنه أقيل من الوزارة إثر خلاف مع رئيس الوزراء آنذاك أحمد نظيف.

أميرة محمد

مراجعة: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW