الحكومة اليمنية تعلن غرق سفينة هاجمها الحوثيون الشهر الماضي
٢ مارس ٢٠٢٤قال مسؤولون إن سفينة تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن، غرقت في مياه البحر الأحمر بعد أيام من إصابتها، فيما قالت وكالة أمن بحري بريطانية إن وضع السفينة لم يتغيّر.
وأعلنت الحكومة اليمنية اليوم السبت (2 مارس/آذار 2024) أنّ سفينة الشحن "روبيمار" التي تحمل أسمدة قابلة للاحتراق واستهدفها المتمردون الحوثيون الشهر الماضي، غرقت في البحر الأحمر الليلة الماضية محذّرة من كارثة بيئية.
وتضررت السفينة التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية في هجوم صاروخي في 19 شباط/فبراير أعلن الحوثيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم عنه، وأتى ضمن سلسلة الهجمات التي ينفذونها على خلفية الحرب في غزة. وتسبب ذلك بتوقّف السفينة وإجلاء طاقمها إلى جيبوتي. ومذاك دخلت المياه الى غرفة المحرّك وغرق مؤخّرها.
كانت السفينة ترفع علم بيليز في أثناء عبورها مضيق باب المندب الحيوي، عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر قبل أن تتعرض للاستهداف.
تأكيدات يمنية على غرق السفينة
وأعلنت خلية الأزمة التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمكلفة التعامل مع السفينة التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية، "ببالغ الأسف خبر غرق السفينة +ام في روبيمار+ الليلة الماضية وذلك بالتزامن مع العوامل الجوية والرياح الشديدة التي يشهدها البحر"، مشيرة إلى أنها "ستسبب كارثة بيئية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر والأحمر".
وقالت خلية الأزمة إنّ الغرق "كان متوقعاً بسبب ترك السفينة لمصيرها لأكثر من 12 يوماً وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة اليمنية لتلافي وقوع الكارثة"، مؤكدة أنها "في اجتماع دائم لتدارس الخطوات اللاحقة وتحديد أفضل السبل للتعامل مع التداعيات ومعالجة الكارثة البيئية الناجمة عن الحادثة".
وذكرت شبكة"يورونيوز" الإخبارية اليوم أن السفينة "روبيمار" انجرفت بعد الهجوم الذي وقع عليها في شهر شباط/ فبراير الماضي.
وأكدت الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، وكذلك مسؤول عسكري إقليمي، رفض الكشف عن هويته، غرق السفينة. وكان وزير المياه والبيئة اليمني توفيق الشرجبي حذّر في مؤتمر صحافي عقده الإثنين في مدينة عدن الجنوبية المقرّ الموقت للحكومة اليمنية، من أن "غرق السفينة سيكون كارثيًا على البيئة اليمنية بسبب حمولتها الكبيرة من الأسمدة والمواد الخطرة".
وكالة الأمن البحري البريطانية "ليست لدينا فكرة"
لكن وكالة الأمن البحري "يو كيه إم تي أو" التي تديرها القوات البريطانية، قالت في تقرير اليوم السبت إنّ "مؤخرة السفينة غرقت فيما تظل مقدمتها فوق سطح الماء".
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت السفينة قد غرقت بالفعل، أجاب الرئيس التنفيذي لشركة "بلو فليت" المشغلة للسفينة روي خوري: "ليست لدينا فكرة. ليس لدينا أحد على متن السفينة للتأكد إذا كان هذا صحيحاً أم لا".
وغداة الهجوم أعلنت هيئة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي أن "السفينة تحمل على متنها 21,999 طناً مترياً من الأسمدة من فئة 5.1 العالية الخطورة"، بحسب تصنيف "البضائع الدولية البحرية الخطرة" (IMDG)، وهو دليل دولي لنقل المنتجات الخطرة المعبّأة.
وتتضمن هذه الفئة نيترات الأمونيوم إضافة إلى المنتجات التي تحتوي على نيترات الأمونيوم، الذي تسبب تكديسه بكميات كبيرة ومن دون إجراءات وقائية بحسب السلطات اللبنانية، إلى انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020 الذي أسفر عن أكثر من 220 قتيلًا.
وأكد مدير البرامج في فرع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنظمة "غرينبيس" البيئية جوليان جريصاتي لفرانس برس أن "تسرّب سماد نيترات الأمونيوم إلى البحر ستكون له تأثيرات كبرى عديدة على النظم البيئية البحرية. وبعد أيام من استهداف السفينة، قالت القيادة المركزية الأميركية إن السفينة راسية ولكن المياه تتسرب إليها، وتركت بقعة نفط بطول 18 ميلاً.
ع.ح/ع.ج.م. (د ب ا، أ ف ب، رويترز)