الحلبوسي يدعو إلى إيجاد مخرج سياسي للأزمة العراقية
٢٨ سبتمبر ٢٠٢٢
أثناء اجتماع للبرلمان العراقي لتجديد الثقة برئيسه محمد الحلبوسي وانتخاب نائب أول لرئيس البرلمان، تعرضت المنطقة الخضراء لقذائف. ودعا الحلبوسي إلى ضرورة إيجاد حل سياسي شامل يتحمّل الجميع فيه مسؤولياته.
إعلان
دعا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي في بيان صحفي "المخلصين في كل القوى السياسية إلى إيجاد مخرج سياسي للبلاد، وتحمُّل تحديات هذه المرحلة، وأن نصل إلى مراحل قادمة، عسى أن تعود العلاقة ما بين الجماهير وقواها السياسية".
وقال إن "البلاد تعاني كثيرا وتتعرض للمشاكل واحدة تلو الأخرى على المستوى السياسي والأمني والعسكري ويجب أن نتحمَّل مسؤوليتنا جميعا". وأضاف "نأمل أن نصل إلى نتيجة لجمع الفرقاء السياسيين في البرلمان".
وجدد الحلبوسي الدعوة إلى" قادة القوى السياسية وزعماء البلد إلى الجلوس حول طاولة حوار في البرلمان، وسنكون جميعا مساندين في السلطة التشريعية بحضور الرئاسات ومجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية؛ لإيجاد مخرج للبلد وإعادة تبني الجميع لمسؤولياته أمام المواطنين، وسيكون هذا الأمر على عاتق البرلمان ونوابه للتحرك على كل القوى السياسية لإبراز دور بغداد وأهلها مرة أخرى لأنها تحتاج إلى ورقة جادة في هذا الوقت".
صواريخ داخل المنطقة الخضراء
سقطت ثلاثة صواريخ من طراز كاتيوشا داخل المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية بغداد اليوم الأربعاء (28 سبتمبر/ أيلول 2022) خلال تصويت مجلس النواب لرفض استقالة رئيسه محمد الحلبوسي، بحسب ما قال الجيش العراقي.
وأصيب سبعة من عناصر الأمن في الهجوم الذي وقع وسط إغلاق جزئي في العاصمة في أثناء اجتماع البرلمان. وأغلقت قوات الأمن الجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء الواقعة في قلب العاصمة وفرضت حظرا للتجول على الحافلات والدراجات النارية والشاحنات.
وبالرغم من القيود المشددة، تجمع المئات من أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اليوم في ساحة التحرير خارج المنطقة الخضراء للاحتجاج على جلسة البرلمان. وقال مصور لرويترز إن نحو عشرة شوهدوا يرشقون قوات الأمن بالحجارة.
وكان بيان لخلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة العراقية قد ذكر أن المنطقة الخضراء ببغداد تعرضت إلى قصف بـ3 قذائف سقطت الأولى أمام مبنى البرلمان والثانية قرب دار الضيافة أما القذيفة الثالثة فسقطت قرب سيطرة القدس داخل المنطقة الخضراء. وأوضح البيان أن هذا القصف" أدى إلى إصابة ضابط و3 أفراد أمن بجروح مختلفة وأضرار بعدد من المركبات وأحد المباني".
العراقي: لن نشارك
وفي بيان صحفي اليوم الأربعاء، حذر صالح محمد العراقي، المتحدث باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، من أن القصف "قامت به جهات مجهولة... تريد من خلاله إيقاع الفتنة في عراقنا الحبيب". وأعلن العراقي عدم المشاركة في الحكومة العراقية المقبلة، وقال في بيانه "إننا لن نستغني عن الوطن ولن نشارك أو نهادن ونحاورعلى اتمام صفقة الفساد وإرجاع العراق الى الوراء"، حسب قوله.
كما ندد أبو مصطفى الحميداوي، المسؤول العام لسرايا السلام، الموالية للصدر بالهجوم وقال: "ندين ونشجب قصف المنطقة الخضراء اليوم ونؤكد الحق الدستوري في التظاهر".
وكان الصدر أكبر الفائزين في انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، لكنه أمر أنصاره من أعضاء البرلمان بالانسحاب إثر فشل جهود تشكيل حكومة ائتلافية بعد شهور من الجمود السياسي. وردت المحكمة الاتحادية العليا دعوى تقدم بها محام عراقي بشأن دستورية الاستقالة الجماعية لنواب التيار الصدري من البرلمان العراقي.
ص.ش/ع.ش (رويترز، د ب أ)
مقتدى الصدر.. زعيم ديني ورقم صعب في المشهد السياسي العراقي
أعلن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، اعتزاله السياسة نهائيا، وهي ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها هكذا قرار. لكن من هو مقتدى الصدر؟ وما دوره ودور تياره وأنصاره في المشهد السياسي العراقي؟
صورة من: Nabil al-Jurani/AP/picture alliance
اعتزال السياسة نهائيا!
مع استمرار التوتر والانسداد السياسي في العراق أعلن مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي المثير للجدل، عن اعتزاله العمل السياسي نهائيا، وإغلاق كافة المؤسسات. وقال الصدر، في بيان "إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات إلا المرقد والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر" مشيرا إلى أن الكل في حل منه.
صورة من: Alaa Al-Marjani/REUTERS
العودة إلى السياسة
هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الصدر اعتزاله السياسة. إذ أنه توارى عن الأنظار عام 2008 وسافر إلى إيران للتحصيل العلمي والدراسة الحوزية على يد كبار فقهاء الشيعة في حوزة قم العلمية حتى عام 2011. وبعد عودته إلى السياسة والمشاركة في السلطة أعلن اعتزاله للسياسة عام 2014 وأمر بإغلاق كل المكاتب التابعة له وقال "أعلنَ عدم تدخلي بالأمور السياسية كافة".
صورة من: ALI AL-SAADI/AFP/Getty Images
من هو مقتدى الصدر؟
ولد مقتدى الصدر في النجف عام 1973، وهو سليل عائلة دينية عريقة. أبوه آية الله العظمى محمد صادق الصدر وهو مرجع شيعي وقد اغتيل عام 1999 في عهد صدام حسين مع اثنين من أبنائه. كما أنه صهر آية الله العظمى محمد باقر الصدر. وتجدر الإشارة إلى أن مقتدى الصدر ليس مرجعا دينيا ولم يصل إلى مرتبة مجتهد، ولا يستطيع إصدار فتاوى دينية.
صورة من: epa Hassan Ali/dpa/picture alliance
أنصار مخلصون وملتزمون!
يعد أنصار التيار الصدري، من الأكثر إخلاصا والتزاما بتعليماته وأوامره. وهو من أكثر الزعماء العراقيين قدرة على حشد الشارع. وقد تبين ذلك في أكثر من حدث، والاعتصام الحالي منذ عدة أسابيع في المنطقة الخضراء يثبت ذلك.
صورة من: Thaier Al-Sudani/REUTERS
ملايين المؤيدين
يعد مقتدى الصدر من أكثر زعماء الشيعة نفوذا في العراق. إذ له ملايين الأنصار ولاسيما بين الفقراء. وتعد مدينة الصدر في بغداد معقله الرئيسي. ويمتلك تياره شبكة واسعة من المؤسسات الخيرية التي أسسها والده.
صورة من: AHMAD AL-RUBAYE/AFP
أكبر كتلة برلمانية
رغم أن مقتدى الصدر لا يتولى أي منصب حزبي أو رسمي، إلا أن تأثيره ونفوذ السياسي واسع جدا. إذ أن تياره يشارك في الحكومة، وهو كان صاحب أكبر كتلة برلمانية بـ 73 نائبا، قبل تقديم استقالتهم. ولتياره دور كبير في الأزمة السياسية التي يمر بها العراق.
صورة من: Abdul Hassan/AP/dpa/picture alliance
استقالة نواب الكتلة الصدرية
في تصعيد مع الخصوم السياسيين، استقال نواب الكتلة الصدرية من مجلس النواب "البرلمان" في يونيو/ حزيران الماضي، بعدما دعاهم زعيمهم مقتدى الصدر إلى تقديم استقالاتهم، في ظل الجمود المستمر بخصوص تشكيل حكومة.
صورة من: Iraqi Parliament Media Office/AP/dpa/picture alliance
مطالبة القضاء بحل البرلمان
في 10 آب/ أغسطس 2022، طالب مقتدى الصدر القضاء بحلّ البرلمان خلال أسبوع، لكن القضاء اعتبر في وقت لاحق أنه لا يملك هذه الصلاحية ولا التدخل في أمور السلطتين التنفيذية والتشريعية. إذ ينصّ الدستور العراقي في المادة 64 منه على أن حل مجلس النواب يتم "بالأغلبية المطلقة لعدد اعضائه، بناء على طلبٍ من ثلث أعضائه، أو طلب من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية".
صورة من: Thaier Al-Sudani/REUTERS
دور بارز بعد سقوط نظام صدام
التيار الصدري عبارة عن شبكة واسعة منتشرة في مختلف أنحاء العراق بين الشيعة، مؤلفة من شخصيات سياسية واجتماعية ودينية وعسكرية. ويمتلك منظمات ومؤسسات خيرية واجتماعية وسياسية وإعلامية وعسكرية. ويشارك التيار بفاعلية وقوة في الحياة السياسية ومراكز القرار في العراق منذ سقوط نظام صدام.
إعداد: عارف جابو